تطوانثقافة وفنسلايدر الرئيسية
المهرجان الدولي للعود بتطوان يستحضر ذكرى الموسيقار الراحل حسن ميكري
استحضر المهرجان الدولي للعود بتطوان الذي ينظم هذه السنة في دورة افتراضية بسبب جائحة فيروس كورونا، ذكرى الموسيقار المغربي الراحل، حسن ميكري، مذكرا بالعطاءات التي قدمها الراحل للموسيقى المغربية، سيما من خلال إحداثه “جائزة زرياب للمهارات”.
ونشرت إدارة المهرجان، على الصفحة الرسمية للمهرجان على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، في إطار فقرة “ذاكرة جائزة الزرياب للمهارات”، شريط فيديو من عشر دقائق يستحضر الخدمات التي قدمها الموسيقار حسن ميكري لآلة العود، ومساهمته الغنية في التعريف بالموسيقى المغربية وتمثيلها في ملتقيات عالمية.
وقالت المديرة الفنية للمهرجان الدولي للعود بتطوان، الفنانة السوبرانو سميرة القادري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، في هذا الصدد، إن استحضار ذكرى الراحل ميكري في هذه الدورة من المهرجان يأتي لسببين رئيسيين، أولهما أن الأمر يتعلق برجل “يستحق الاحترام والاحتفاء والتكريم، باعتباره أغنى الخزانة الموسيقية الوطنية والعربية برصيد كبير من الأعمال”.
وأضافت الفنانة القادري أن السبب الثاني يتمثل في كون الراحل ميكري تميز باجتهاده وكده على مستوى المجلس الوطني للموسيقى بالمغرب، الذي أشرف على تنظيم العديد من التظاهرات التي تحتفي بالفن والفنانين، مشيرة إلى أن الراحل بذل قيد حياته “مجهودات كبيرة تفوق أداء قطاعات قائمة بذاتها” لفائدة الساحة الفنية بالمملكة.
واعتبرت الفنانة القادري أن الاحتفاء بالراحل في المهرجان الدولي للعود بتطوان، أمر طبيعي باعتبار أن جائزة زرياب للمهارات التي أحدثها المرحوم ميكري كانت بمثابة “إضافة كبيرة” لهذا المهرجان، لاسيما وأنها احتفت بعازفين مهرة على المستوى العربي والدولي.
من جهتها، قالت وفاء البناني، في كلمة عن المجلس الوطني للموسيقى بالمغرب، في هذا الشريط، إن الفضل يعود للراحل حسن ميكري في إحداث “جائزة زرياب للمهارات” للاحتفاء بالعازفين المغاربة المهرة، التي كانت تسلم على مدى عشر سنوات في تظاهرة بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، قبل أن يعهد بتسليمها إلى المهرجان الدولي للعود بتطوان بعد سنة 2012.
وذكرت السيدة البناني في هذا الصدد كيف أنها حضرت مع الراحل ميكري إحدى دورات مهرجان تطوان، وعاينا معا الأداء الجيد للقائمين عليه، مضيفة أن الراحل أسر لها بأن “المهرجان الدولي للعود بتطوان هو المكان الطبيعي لجائزة زرياب” التي أنشئت برعاية من المجلس الدولي للموسيقى، الشريك الرسمي لمنظمة اليونسكو.
وأشارت إلى أنه تم طرح الفكرة على المديرة الفنية للمهرجان، السوبرانو سميرة القادري التي وافقت عليها، ليتم بذلك إرساء شراكة بين إدارة المهرجان والمجلس الوطني للموسيقى، يتم بموجبها منح جائزة زرياب للمهارات في إطار فعاليات مهرجان تطوان الدولي.
وخلصت المتحدثة إلى أن الراحل حسن ميكري “كان مطمئنا على جائزة زرياب، واعتبر أنها في أياد أمينة، في شخص الأستاذة سميرة وفريقها الذين أعطوا للمهرجان إشعاعا دوليا”، بحيث إنه يحظى بإعجاب كل الفنانين الذي يشاركون في فعالياته.
وإلى جانب كلمة المجلس الوطني للموسيقى، عرض شريط الفيديو الذي أعدته إدارة المهرجان الدولي للعود بتطوان استحضارا لذكرى الراحل ميكري، مشاهد من فقرة تكريمه خلال فعاليات دورة سنة 2018 للمهرجان، “باعتباره أحد أهم الموسيقيين المغاربة على الآلات الوترية، وفنانا مبدعا ظل يجدد مشروعه الفني على الدوام على آلة القيثارة”. وهو التكريم الذي سعد به المرحوم يومها معتبرا إياه بمثابة “تتويج” لمسيرته الفنية.
وتعليقا على هذا التكريم، قال الفنان ناصر ميكري، نجل الموسيقار الراحل، إنه كان تكريما “راقيا ورائعا”، متوجها بالشكر لإدارة المهرجان، ولمديرته الفنية، منوها في الوقت ذاته بإصرار القائمين على هذه التظاهرة على تنظيمه، ولو افتراضيا، في سياق الجائحة التي يعرفها العالم.
يشار إلى أن الدورة الافتراضية للمهرجان الدولي للعود بتطوان، التي انطلقت الخميس الماضي، تنظم من طرف المديرية الإقليمية للثقافة بتطوان، تحت شعار “عن بعد.. أوتار العود تجمعنا”، وتتواصل فعالياتها إلى غاية 30 يونيو الجاري بمشاركة أزيد من ثلاثين من ألمع العازفين المغاربة والعرب والعالميين.
ويمثل المغرب في هذه الدورة الفنانون هشام كريكش التطواني، ومحمد الأشراقي، وهشام الزبيري، ويوسف المدني، وفهد بنكيران، ونور الدين اوزهار، وادريس نيكرة، وخالد نجد، ومحمد أحداف، ويونس الفخار، وعبد الحق تكروين.
وحسب السوبرانو سميرة القادري، فإن “المشاركة النوعية لكل هؤلاء العازفين من مختلف البلدان في دورة افتراضية واستثنائية يعشيها العالم بفعل جائحة كوفيد-19، تؤكد مرة أخرى الدور الأسمى للمبدع ووعيه في مواجهة المحن وتدبير الأزمات من خلال الموسيقى والفن الراقي”.
وسيعرف برنامج دورة هذه السنة من المهرجان الذي بلغ سنته ال21، احتفاء افتراضيا ب”جائزة الزرياب”، وتنظيم عدة ورشات تربوية وتثقيفية وتكوينية في صناعة وتعلم تقنيات العزف على آلة العود يؤطرها نخبة من ألمع العازفين من المغرب وسوريا وإيران وغيرها.