سلايدر الرئيسيةكوكتيل
عواج يقدم حصيلة التعليم عن بعد على مستوى أكاديمية الشمال (حوار)
في الحوار التالي يجيب محمد عواج، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بطنجة-تطوان-الحسيمة، عن حصيلة التعليم عن بعد بالأكاديمية، ونطاق استمرارية هذا النمط التعليمي بعد انجلاء جائحة كورونا، وكيفية إجراء امتحانات الباكالوريا مع اتخاذ الاحترازات الوقائية، والتدابير المتخذة لإنجاح أهم امتحان في المسار الدراسي للتلاميذ المغاربة.
1 – كيف كانت حصيلة التعليم عن بعد على مستوى الأكاديمية خلال جائحة كورونا ؟
مباشرة بعد إغلاق المؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني نظرا لهاته الظرفية الخاصة، وحماية لسلامة التلميذات والتلاميذ والأطر التربوية والإدارية، انطلقت عملية التدريس عن بعد، وذلك باستعمال مجموعة من الوسائل أهمها استعمال القنوات التلفزية الثلاث، ومسطحة “تيمس” ومسطحة “تلميذ تيس”، كما عبأت المؤسسات التعليمية مجموعة من الوسائل التي مكنت من إرسال الدروس والتفاعل مع التلميذات والتلاميذ في بعض المحطات، ولا يمكننا أن ننسى دور الكتاب المدرسي الذي يتوفر عليه جميع التلاميذ.
عملية التعليم عن بعد مكنت أولا من إنهاء البرامج الدراسية، ونحن في هاته الأيام في آخر الحصص لإنهاء هذه البرامج ببعض الشعب والتخصصات، وإنجاز مجموعة من دروس الدعم والتهييء للامتحانات وأنشطة الحياة المدرسية والرياضية، وهذه العملية ستستمر إلى غاية نهاية السنة الدراسية، والشكر موصول إلى كافة المتدخلين، لاسيما الأساتذة والأستاذات والأطر التفتيشية والتربوية.
يمكن أن نجمل الحصيلة على مستوى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة في مجموعة من المؤشرات. على مستوى إنتاج الكبسولات، تمكنا من المساهمة بما يقارب 400 كبسولة فيديو أنجزت ونشرت عبر القنوات التلفزية، كبسولات تمتدة ل 30 دقيقة وتستوفي مجموعة من الشروط التقنية، علما أنه على الصعيد الوطني تم نشر أكثر من 3500 درس ونشاط، والعملية ما زالت متواصلة.
مؤشر آخر يقربنا من اهتمام الأسر والتلاميذ بهذا النمط الجديد للتعليم، ويتمثل في كون 98 في المائة من المؤسسات المدرسية العمومية و 87 في المائة من التعليم الخصوصي اشتغلت بالأقسام الافتراضية. أضف أنه بين 5 ماي و20 ماي، شارك 5 آلاف أستاذ في مسطحة تيمس، واستفاد منها أكثر من 18 ألف تلميذ في هذه الفترة فقط.
لكي تكون لدينا وضعية مدققة وبمعطيات كمية ومنهجية، أطلقت وزارة التربية الوطنية تحت إشراف المفتشية العامة دراسة شاملة لقياس آثار هذا النمط من التعليم ومدى بلوغه للأهداف المتوخاة ورصد التحديات، والآن نعيش الأيام الأخيرة قبل تجميع النتائج النهائية للدراسة التي ستعطي صورة واضحة عن هذا النمط من التعليم.
كذلك لتجاوز بعض الإكراهات، خاصة ببعض المناطق المعزولة والتي لا تتوفر على التجهيزات التي تمكن من استفادة من هذا النمط التعليمي، عملت الوزارة على طبع عدة تتوفر على الدروس وتمارين للدعم وتوزيعها على جميع التلاميذ ابتداء من السنة الأولى إلى السنة السادسة ابتدائي، لكي تكون آلية متممة لكل ما تم تقديمه، ولتقلص من كل ما يمس تكافؤ الفرص.
2 – هل تعتقد أن نمط التعليم عن بعد سيتواصل لما بعد الجائحة ؟ وكيف يتعين تطويره ؟
يمكن أن نشير إلى أن تمرين التعليم عن بعد خضناه في ظرف خاص، مكن من التمرس وبذل مجهودات جبارة لإنجاح هاتها العملية، وبعد انجلاء الوباء والرجوع إلى الظروف العادية، سيكون التعليم عن بعد مكونا أساسيا سيأخذ بعين الاعتبار في مشروع المدرسة المغربية. هذا العامل سيمكن لا محالة من تقليص الفوارق وترسيخ مفهوم تكافؤ الفرص، مثلا في المناطق النائية، قد يشكل بديلا للقيام بالتكوينات التي تحد بعض الظروف من قدرة المستفيدين منها على التنقل، كما قد يشكل حلا لبعض الوضعيات الخاصة، من قبيل مواكبة الطفل الذي قد يضطر للتغيب بسبب المرض. في بعض الحالات سيكون التعليم عن بعد عملية، ليس فقط مكملة، بل أساسية في تدبير مجموعة من الملفات وتقليل وترشيد النفقات وعقلنة النتائج.
3 – التلاميذ، خاصة في مستوى الباكالوريا، مقبلون على مجموعة من الامتحانات الاشهادية، كيف يتم تدبير هذا الملف ؟
تم الإعلان من قبل وزير التربية الوطنية على أن الدراسة الحضورية ستستأنف بداية شهر شتنبر بالنسبة لجميع المستويات، وخلال شهر يوليوز سيتم إنجاز امتحان السنة الثانية باكالوريا، كما تم تأجيل امتحان السنة الأولى إلى بداية شهر شتنبر. هذه العملية استلزمت اتخاذ مجموعة من التدابير انطلاقا من تحديد مراكز الامتحانات وطاقتها الاستيعابية لضمان مسألتين أساسيتين، أولا تكافؤ الفرص من حيث نفس شروط الاجتياز وتحصين المنافسة الشريفة وثانيا اتخاذ جميع الاحتياطات لضمان سلامة وأمن كل المترشحين والمترشحات والأساتذة وكل المتدخلين.
العملية ستنطلق يوم 1 يوليوز بامتحان جهوي للأحرار، ثم يليه الامتحان الوطني للمتمدرسين حسب الأقطاب (أدبي وعلمي)، ثم إجراء الدورة الاستدراكية والإعلان عن النتائج في 29 يوليوز، ومن ثمة الانتهاء من امتحان الباكالوريا الذي نعتبره محطة لتثمين كل المجهودات ومرحلة مهمة بالنسبة لمنظومة التربية الوطنية.
4 – ما هي الإجراءات المتخذة لاحترام معايير التباعد الاجتماعي خلال أوقات الامتحانات ؟
لبلوغ الأهداف المذكورة سالفا، تم تحديد مجموعة من الإجراءات والتدابير الوقائية داخل مراكز الامتحان لضمان سلامة التلاميذ، على ضوء تحديد العدد الأقصى للتلاميذ المسموح به في حجرة واحدة في 10 تلاميذ ضمانا لمسافة الأمان. وستضع المؤسسات التعليمية رهن إشارة التلاميذ كمامات ومجموعة من الوسائل لكي تتم العملية ضمن شروط الوقاية.
خارج مراكز الامتحان، تم إقرار تدابير احترازية على مستويين، أولا تسطير إجراءات وقائية داخل الحافلات المخصصة لنقل التلاميذ، وثانيا تمكين تلاميذ الداخليات من الإقامة في غرف فردية وتوفير النقل لمراكز الامتحان مع احترام التدابير الوقائية.
الإعداد للامتحانات من طرف مديري المؤسسات والأطر التربوية بدوره تم في جزء كبير منه عن بعد، وذلك لتقليص هامش الخطأ الذي يمكن أن يؤثر على سلامة التلاميذ. بالفعل، تم اتخاذ كافة الإجراءات وتوفير الوسائل اللوجستية على صعيد جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وسلمت للمديريات الإقليمية، وسيتم تنزيلها على أرض الواقع في الأيام القليلة المقبلة حتى نضمن شروط السلامة لاجتياز الامتحان الوطني.
لتوفير الطاقة الاستيعابية ومسافة الأمان، سيتم اللجوء إلى المنشآت الرياضية والمدرجات الجامعية بتنسيق مع كافة المتدخلين. في مدينة طنجة تم توفير قاعة مغطاة، وكذلك بالنسبة لتطوان والحسيمة وشفشاون والعرائش، لأن القاعات المغطاة تضمن إمكانية وضع طاولات فردية واحترام المسافة بشكل واضح، إلى جانب اللجوء إلى الاعداديات والثانويات، فرفع الطاقة الاستيعابية ستمكننا من الحفاظ على مسافة الأمان بين المترشحين.
5 – كما عدد المترشحين للامتحان الوطني للباكالوريا وتوزيعهم حسب الأقطاب ؟
بلغ عدد المترشحين لاجتياز امتحان الباكالوريا السنة الثانية على صعيد الأكاديمية الجهوية لطنجة-تطوان-الحسيمة 41 ألف و 74 مترشحة ومترشحا، وسيتم تشغيل أكثر من 250 مركزا، وسيتدخل في العملية أزيد من 7 آلاف من الأطر التربوية والإدارية، وتعبئة حوالي 4 آلاف حجرة، بالإضافة إلى المنشآت الرياضية والمدرجات الجامعية، يمثل المترشحون في قطب الآداب والعلوم الإنسانية والتعليم الأصيل حوالي 36 في المائة، بينما يمثل المترشحون في القطب العلمي والتقني والمهني حوالي 64 في المائة.
هي كلها مؤشرات تبين بالملموس أن القطب العلمي والتقني والمهني يمثل ضعف المترشحين في قطب الآداب والعلوم الإنسانية، كما أن الموارد البشرية والبنيات التحتية المرصودة للامتحان تظهر بالأرقام أنه يمكننا تأطير وتدبير هذا الاختبار.