مقالات الرأي
فيروس كورونا فرصة لتصحيح الوضع العالمي
من متطلبات عيش الإنسان أن يكون قوي الجسم ذا صحة جيدة ومزاجه جيد يتناغم مع الطبيعة، والكون في التسبيح لله غير آبه بعوارض الحياة، وطوارئها لأنه متعلق بالله، ويعلم أن المصيبة إذا لم تكن في دينه فهي هينة على الله…ولم نسمع يوما أن الحياة توقفت بسبب أمطار غزيرة سببت فيضانات أو بسبب إعصار قوي أو زلزال أو بركان، بل الدول المتقدمة تصر أن تغالب هاته المخاطر ،وتقوم بدراسات جادة للحد من سرعة انتشارها بتطويق أماكن ظهورها وبعمليات الإنقاذ ،وولوج سيارات الإسعاف، والقيام بعمليات إخلاء المدن الشاطئية تجنبا لخسائر في الأرواح( إعصار كاترينا نموذج)،وبعد ذلك تستمر الحياة طول الإنتظار بدون أعمال جادة، ونوعية قد يؤخر الإصابة بأوبئة، وأمراض ظهرت فجأة.
ولتعميق السلامة الصحية ضروري من تقوية المناعة عبر نشر ثقافة المحافظة على الصحة، مؤسف حقا أن نسمع موت ناسا في سن الأربعين بسبب الإفراط في تناول المخدرات أو المسكرات…وكان بإمكانهم أن يعيشوا ٢٠ أو ٣٠ سنة أخرى.
وفي جميع الأحوال إن لم يمت إنسان بمرض سيموت ،وهو صحيح سليم معافى لعدة أسباب ودورنا انقاد الناس ،ورفع الحرج عنهم وليس التشفي فيهم أنى كانت أمراضهم….عندما تكون ولوجية المواطنين للخدمات الصحية ضعيفة فلا زالت مستشفياتنا العمومية تعاني من نقص في الموارد البشرية ، والتجهيزات الطبية،والخدمات الجيدة.
وأن تخضع شخص لفحص طبي دون إذنه ،وبالإكراه والمكر ،والخداع والتآمر فذلك يسمى تصفية حسابات فقط…ونلتمس من السادة وكلاء الملك أن يتسلموا شكايات من تضرر من سلوك مثل هذا لأننا دولة الحق والقانون ،ولسنا في غابة.
يمكن أن يكون مقصود بقوله تعالى ” جائحة من السماء” ميكروب أو فيروس، وظهرت على مسار التاريخ البشري مئات الأمراض والأوبئة وتم تخطيها وأكيد سيكون فيروس كورونا واحد منها فقط الطالب الذي سيجتاز الإمتحان عليه الإعداد الجيد له…وكذلك صناع القرار في الدول المتقدمة يسابقون الزمن لتقليص الإصابات مع احترام تام لحقوق الإنسان مسؤولين ومواطنين…لأنهم متعلمين جدا ومثقفين.
فيروس كورونا مثل حجر ألقي في مياه راكدة فأربك حسابات الجميع…وتذكرون حال الكرة الأرضية قبل كورونا ” مسابقة نحو التسلح والهيمنة والتوسع…والغزو العولمي الشرس…على الشعوب المستضعفة إعلاميا…حتى غذا العالم سلعة..وفقد البوصلة….وكورونا المفاجئ جاء لتصحيح الوضع.
وتذكرون حادثة تشيرنوفيل النووية…وضحاياها..والحروب الكثيرة…التي نسأل الله أن يقينا منها إلى الأبد…ولطالما نادى ناسا متعلمين عقلاء: العالم الغربي والعربي وجميع الأمم والشعوب بإحلال سلم عالمي وأن يكون حوار الحضارات والثقافات بدل صدامها….ولما أصم كبراء الدنيا آذانهم عن هذه الدعوات الراقية…إستجاب رب العالمين لأن الكون كونه…وهو تذكير للجميع من خلال فيروس صغير بيوم القيامة واليوم الآخر …لحظة توقف كل شيء…وجميع الدول رجعت خطوات إلى الوراء…لأن الفناء مرعب.
للأسف كاد العالم ،والعولمة قبل كورونا أن يسوقوا الجميع إلى قعر جهنم بسبب السرعة المفرطة…وصحفنا سوداء بالمعاصي ولكن الله الرحيم سبحانه لانه يحبنا ذكرنا بنفسه بدون أية وساطة أنه موجود وأنه لا يريد أن يعذبنا سبحانه ما احلمه على من عصاه…و ما أقربه ممن دعاه…فتوبوا فورا يا مسلمين فعقاب الله شديد في الآخرة…وأنتم وحدكم من تعبدون آلله في الأرض ومن على الحق…فلا تتبعوا اليهود والنصارى ،وجميع الملل والنحل الضالة.
خلاصة القول لن ننسى أن أكبر فيروس في التاريخ قتل الآلاف من الناس هو الزكام…ناهيك عن الملاريا وإيبولا ..و H1N1 ..والسيدا.
واختر أكبر صيدلية بالمغرب وغيره…فعدد الأدوية كعدد الامراض…وهي أسباب فقط والشافي المعافي هو الله…
صحتكم وإيمانكم وتغذيتكم هي كل شيء فلا تستهينوا بذلك والله سبحانه وتعالى نفسه سيسألنا أحفظنا جوارحنا وأبعدناها عن الحرام أم لوثناها بالكبائر، والغفلة والتسويف واللهو واللعب…نسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يهدي جميع أمم الارض إلى الإسلام دين الحق…ما أجمل أن يعودون إلى آلله، ويتسامحون معه ويدخلون في دين الإسلام…والإسلام يجب ما قبله” إن تنتهوا يغفر لكم “…المسلم ليس أناني ويحرص أن يدخل الناس إلى الجنة..وقلبه نظيف من الحقد والغل والحسد ويحب أن يسود الخير في مجتمعه وأمته وكل كوكب الأرض لأنه ليس ضيق الأفق لأن قدوته الأنبياء والمرسلين وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم…الحريص على إنقاذ أمته من النار .
كتابة عزيز مومني بخريبكة في ١٠/٥/٢٠٢٠