سلايدر الرئيسيةمجتمعوزان
وزان .. سواعد الخير تخفف وطأة حالة الطوارئ الصحية على الفئات الهشة
تعمل سواعد الخير لمجموعة من شباب مدينة وزان، دار الضمانة، على تخفيف وطأة حالة الطوارئ الصحية على الفئات الأكثر هشاشة بإقليم يعيش على هامش الدينامية الاقتصادية لجهة الشمال، ثاني أهم قطب صناعي بالمملكة.
مع فرض تدابير حالة الطوارئ الصحية، برزت بين شقوق المجتمع الوزاني آلام فئات من المجتمع، كانت متوارية خلف ستار رتابة الحياة اليومية، تتدبر بكرامة واجتهاد قوت يومها ساعة بساعة، متعففة عن الحاجة والسؤال، قبل أن تخضع للقيود المفروضة على التنقل مع انطلاق حالة الطوارئ الصحية.
من بين المبادرات الأولى بمدينة وزان واحدة تحمل اسم “أيادي بيضاء”، يقف وراءها شباب جعلوا خدمة الفئات الهشة في مقدمة انشغالاتهم في هذا الظرف الاستثنائي، من خلال توزيع مساعدات على أشخاص أضناهم الحجر الصحي، يتم انتقاؤهم من طرف منسقي المبادرة في الأحياء المتميزة بارتفاع الهشاشة، مع الاحترام التام لكافة الاحتياطات المعمول بها للحد من انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد.
واعتبر كريم الديبوش، أحد المشرفين على هذه العملية التطوعية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المبادرة جاءت باقتراح من شباب المدينة، وبدعم من أهل الخير، لسد الحاجات العاجلة للمتضررين من الأسر المعوزة، معتبرا أن المبادرة التشاركية “سند تطوعي شفاف ومستقل تحركه روح الوطنية المسؤولة لخدمة الصالح العام المحلي”.
وتمكنت هذه المبادرة في بدايتها من توزيع أزيد من 500 مؤونة مباشرة على الأسرة التي حددها تشخيص منسقي الأحياء، قبل أن يقرر أصحاب المبادرة تعليقها والانضمام إلى مبادرة ثانية تجري بإشراف وتنسيق مع السلطات المحلية.
كما قامت مبادرة أخرى بتوزيع 205 سلة غذاء خلال 5 أيام فقط بفضل مساهمات محسنين من سكان وزان ومن أبنائها من خارج المدينة، في انتظار أن تتواصل العملية مع اتخاذ كل الاحتياطات والتدابير الوقائية والاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا سواء بين المتطوعين أو بين المستفيدين منها.
هذا النفس التضامني دفع بعدد من أبناء مدينة وزان في المغرب وخارجه إلى الانخراط دون تفكير في مجموعة “وزانيو العالم في مواجهة جائحة كورونا”، والتي قارب أعضاؤها الألف حاليا، في محاولة لجمع تبرعات ومساعدات تساعد المحتاجين من السكان خلال هذه الحالة، التي تكاد توقف حركة الدورة الاقتصادية في مدينة تشكل الفلاحة والصناعية التقليدية أبرز ركائز اقتصادها المحلي.
ويقول علال التهامي، منسق هذه المبادرة والمقيم بفرنسا، أن فكرة المبادرة جاءت باقتراح من أفراد أسرته القاطنين بمدينة وزان لإطلاق مبادرة لمساعدة الأسر المتضررة بالحي، مضيفا انه اقترح الفكرة على عدد من الأصدقاء والأقارب القاطنين بمدن أخرى في المغرب وفي الخارج، حيث رحب الكل بالفكرة وتم إنشاء المجموعة على موقع “فيسبوك”، وإضافة كافة الأشخاص الذي قد يقدمون العون اللازم لدعم الأسر المتضررة من الآثار الاقتصادية لوباء كورونا.
وبفضل انضمام الفاعلين في مبادرة “أيادي بيضاء”، تمكن “وزانيو العالم” خلال الأسبوع الأول من تقديم دعم مباشر بإشراف من السلطات المحلية للعشرات من الأسر، بينما تتواصل تعبئة التبرعات لإطلاق مرحلة ثانية من المبادرة تشمل مجموعة من القرى المجاورة للمدينة.
كما يعمل فريق من المتطوعين تحت اشراف من السلطات على العناية بمجموعة من المشردين والاشخاص دون مأوى قار، من الرجال والنساء، تم إيواؤهم بشكل مؤقت في القاعة المغطاة بعد تأهيلها وتجهيزها.
ويحاول فريق المتطوعين، المكون من ناشطين في المجتمع المدني، منح هذه الشريحة من الناس التي تعاني من النظرة الدونية للمجتمع، دفئا إنسانيا يعوضها عن برودة الشوارع الفارغة وتجاهل الناس المنشغلين بهمومهم اليومية.
هذا الزخم التضامني شمل أيضا عددا من المجالس المنتخبة، فبعد قرار مجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة تخصيص مساعدات بقيمة مليوني درهم لكل إقليم وعمالة بالجهة توجه أساسا لاقتناء المواد الغذائية الأساسية لتوزيعها على المحتاجين بإشراف من السلطات، التزم مجلس إقليم بوزان بتعبئة مليون درهم للدعم الاجتماعي ولمؤازرة مبادرات جماعات الإقليم لتوزيع الدعم على الأسر في وضعية هشاشة.
كما عبأت عدد من جماعات الإقليم مبالغ مالية متفاوتة تخصص كدعم مباشر لاقتناء حصص الغذاء والمواد الأساسية لتوزيعها حسب الاستحقاق وبتنسيق مع السلطات الإقليمية والمحلية المختصة.
ففي فترة الأزمة، يلتف أبناء وزان حول حاضرة دار الضمانة، يحركهم الحس الإنساني الرفيع للتضامن والتآزر والوقوف جنبا لجنب من أجل تجاوز هذا الظرف العصيب الذي يرخي بظلاله على شريحة واسعة من ساكنة المدينة.