مقالات الرأي

دور الجمعيات في تأطير الشباب والطفولة في ظل قلة الفضاءات العمومية بطنجة

تراهن الدولة على جمعيات ومنظمات المجتمع المدني من أجل المساهمة في الاهتمام بقضايا الطفولة والشباب إلى جانب المؤسسات التربوية النظامية التي تشرف عليها مؤسسات الدولة.
تتوفر هذه الجمعيات على مساحة شاسعة للتدخل في هذه القضايا الشائكة التي يعاني منها المجتمع، من أجل مواجهة التحديات التربوية التي تعاني منها نسبة كبيرة من الفتية والشباب، إذ توفر مؤسسات الدولة دعما متنوعا للجمعيات يجمع بين المادي وبين الفضاءات والمؤسسات والتجهيزات …(انتهى الاقتباس من الاطار بوزارة الشباب والرياضة شكيب الرغاي ).
تعتبر طنجة بأنها من بين المدن المغربية التي عانت التهميش(؟) الا حدود 2005 ،حيث ظلت والى امد قريب تتوفر فقط على بنية ثقافية ،رياضية ، تربوية جد شحيحة فعلى سبيل المثال : دار شباب واحدة في مقابل 33 بمدينة الرباط ، معهد موسيقى واحد (تم تدميره) ومسرح بلدي صغير واحد ….فيما سيعرف الامر تحسنا طفيفا بواسطة مراكز دعم قدرات الشباب والنساء التي تم انجازها مؤخرا بمشروع طنجة الكبرى والتي لم دخلت الخدمة مؤخرا لكنها تظل قليلة وفضاءاتها غير منسجمة مع الادوار التربوية والثقافية التي يجب ان تلعبها ، وضعية الفضاءات العمومية المحلية زادت تازما بقرار من المجالس والغرف المنتخبة باغلاق قاعاتها امام الحركة الجمعوية بدعوى تعرضها التخريب ،مما جعل الانشطة الثقافية خصوصا والجمعوية عموما تنحصر في الجمعيات الكبرى والتي تتلقى التمويل الدولي اوالمنتمية لاشخاص سياسية تستطيع جلب دعم المؤسسات العامة والشركات التجارية الكبرى (امانديس مثلا) وبالتالي سداد فاتورات الفنادق المصنفة ، اليوم اغلب قاعات طنجة اصبحت بمقابل مادي ؟ تعجز الجمعيات عن سداده بفعل محدودية الدعم ،مما يجعلنا امام سؤال مهم ……ماهواثر انسحاب الدولة والمجالس المنتخبة عن ادوارها الاجتماعية من قبيل توفير فضاءات من اجل ان تقوم الجمعيات بادوارها التربوية خصوصا وادوارها في التنشئة الاجتماعية عموما، حيث اصبحت اشبه بمقاولات عنها كمؤسسات تعيد التوازن للمجتمع الطنجي .
ما ندعوا له ليس ضد حزب اوسلطة محلية سابقة او حالية بل هو ممارسة للادوار الطلائعية التي اصبح يلعبها المجتمع المدني الجاد والفاعل ، وانا على يقين ان جمعيات المجتمع المدني بطنجة ،ستجعل من تحرير الفضاءات العمومية المحلية من القيود المالية المجحفة والتي تعيق المجتمع المدني في اداء ادواره قضية رئيسية في خطابها وترافعها في المرحلة المقبلة سواء في اللقاءات مع المسؤلين السياسيين والسلطات المحلية او البلاغات التي ستصدرها …من اجل ان يتكاتف الجميع لمحاربة الظواهر الخطيرة التي اصبحت تعرفها طنجة من انحطاط اخلاقي ، انتشار الادمان على المخدرات ، السرقة ……فالفضاء العمومي المجاني مطلب اني لمساهمة فعالة للمجتمع المدني في البناء التنموي والقيمي لمدينة طنجة .

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق