شكل معرض الزوجين الألمانيين بيا وكالي بورك “الأكياس البلاستيكية من البداية إلى النهاية”، الذي افتتح برواق السيدة الحرة بمدينة شفشاون نهاية الأسبوع المنصرم، تنبيها للمجتمع المدني بالخطر الذي تسببه الأكياس البلاستيكية على البيئة وتلويثها للمشهد البصري العام.
وسلط هذا المعرض، الذي نظم بتعاون مع المركز الثقافي بشفشاون ويستمر إلى غاية 13 أكتوبر الجاري، الضوء على أهمية البيئة والمحافظة عليها والمخاطر التي تترتب عن استعمال الأكياس البلاستيكية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت الدكتورة الألمانية النفسية والأستاذة الجامعية، بيا بورك، إن هذا المعرض ركز على البعد الجمالي للأكياس البلاستيكية حيث وقع الاختيار على الاشتغال على مواضيع تهم الأطفال والطبيعة والحيوانات، معتبرة أنها عملت على جمع أكياس مقتنياتها من المجموعات البلاستيكية بمساعدة زوجها كالي (أستاذ الاثنولوجيا بجامعة فرانكفورت)، حيث يتوفران الآن على مجموعة تضم 15 ألف كيس موزعة على 48 فئة.
وأضافت بيا بورك، التي عملت مدة 15 سنة طبيبة نفسانية في جامعة فرانكفورت، أن موضوع أطروحتها الذي كان حول “دراسة مقارنة الظواهر النفسية والاجتماعية عند الأطفال مابين شمال وشرق ألمانيا” دفعها للاهتمام بالظواهر الإنسانية عامة، حيث أن الأكياس البلاستيكية، التي جمعت بعدة بلدان، تحمل علامات تجارية تعكس واقع تلك المجتمعات.
وأوضحت أن جمع الأكياس البلاستيكية صار هواية مفضلة لديها إلى جانب القراءة، لكونها تجيد 3 لغات، كما ترطن ببعض العربية، معتبرة أن فكرة المعرض خامرتها منذ مدة بعدما جمعت كمية لا بأس بها من الأكياس من بلدان غربية وعربية وأسيوية، ليقام لمرة أولى بفرانكفورت (2004) ثم بعد ذلك بفرنسا.
وأبرزت السيدة بيا بورك، أن هدفها من تنظيم هذا المعرض بشفشاون يتمثل في الانفتاح على الثقافة المغربية وعلى مدينة شفشاون تحديدا، والتي اختارت الإقامة فيها بصفة نهائية بعد تقاعدها، مذكرة بأنها تعرفت على شفشاون منذ قرابة 27 سنة كسائحة، ثم تعلقت بها.
وفي تصريح مماثل، أوضحت مديرة المركز الثقافي، ومحافظة القصبة الأثرية والمدينة العتيقة بشفشاون، فاطمة بوشمال، أن تنظيم هذا المعرض “يروم الانفتاح على أفراد الجالية الأوروبية المقيمة بشفشاون خصوصا فئة الباحثين والأكاديميين والأساتذة الجامعيين”.
وسجلت السيدة بوشمال، أن هذا المعرض له “صفة فنية خالصة، لأنه يحذرنا من التدهور البيئي نتيجة تلوث المياه والأراضي بسبب الأكياس البلاستيكية”، مضيفة أن “للثقافة دور في الدعوة إلى الحفاظ على البيئة، بل هي تشكل حجر الأساس في الحفاظ على الطبيعة في إطار التربية على المواطنة”.
ويشعر زائر هذا المعرض الاستثنائي بجمالية وتنسيق عرض الأكياس، في علاقة تجمع الفن بالبيئة والثقافة، حيث يسعى المعرض إلى بعث رسائل تنويرية للحفاظ على البيئة لكي يترك الجيل الحالي كوكبا نظيفا للأجيال المقبلة، وذلك عبر الحد من استعمال الأكياس البلاستيكية بصفة نهائية، بمنع صنعها وتسويقها واستعمالها نظرا لخطورتها على كل الكائنات الحية في الطبيعة.