وأحيت أولى أماسي الملتقى، الذي تنظمه جمعية “الصفا لمدح المصطفى” تحت إشراف عمالة إقليم وزان بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال بشعار “القيم الروحية وتحديات العصر”، فرقة المجموعة الدولية التونسية برئاسة محمود فريح ومجموعة أرحوم البقالي لفن الحضرة الشفشاونية.
وأمام الآلاف من سكان مدينة وزان الذين حجوا إلى ساحة الاستقلال لمتابعة فعاليات الملتقى، ترددت أمداح المجموعتين الموسيقيتين لتنهل من تراث صوفي عريق في مدح خير البرية، تراث يعتبر من بين المكونات الأساسية لهوية مدينة دار الضمانة.
وأكدت كلمات الجهات المنظمة أن الملتقى يروم “إبراز الخصوصية والهوية الوزانية والتعريف بمؤهلات الإقليم التاريخية والروحية والترويج لتراثه الثقافي واللامادي، إلى جانب ربط جسور التواصل مع مختلف الثقافات”، موضحين أن الملتقى سيعزز “إشعاع مدينة وزان واستثمار رأسمالها المادي واللامادي باعتباره رافعة أساسية للتنمية المرجوة بتعاون بين كافة المتدخلين”.
من جانبه، اعتبر المدير الجهوي للثقافة بطنجة – تطوان – الحسيمة، كمال بن الليمون، في كلمة بالمناسبة، أن مدينة وزان تحتل “مكانة خاصة” ضمن برامج وزارة الثقافة المستقبلية، حيث ستساهم المشاريع التي سترى النور قريبا في تأهيل وهيكلة القطاع الثقافي وتحقيق سياسة القرب استشرافا لتعزيز مكانة المدينة ضمن الخريطة الثقافية للمغرب.
ويتزامن تنظيم الملتقى مع الذكرى الخمسين لتأسيس جمعية الصفا لمدح المصطفى (سنة 1969) حيث عملت خلال نصف قرن على تكوين وتأطير الشباب في مجال المديح والسماع، ما يجعلها حاليا أقدم جمعية في المغرب اشتغلت بشكل متواصل على هذا الفن الأصيل بحاضرة دار الضمانة.
وقبل انطلاق سهرات المهرجان، قام الوفد الرسمي برئاسة عامل الإقليم، مهدي شلبي، وممثلي عن السلطات المحلية والمجالس المنتخبة، بافتتاح معرض للكتب ومعرض للصناعة التقليدية المحلية.
وتتواصل فقرات الملتقى اليوم الجمعة بسهرة تحييها كل من المجموعة التازية للأمداح النبوية ومجموعة الزاوية الشرقاوية، بينما تنعقد الندوة الرئيسية صباح السبت حول موضوع “القيم الروحية وتحديات العصر”، فيما سيسدل الستار مساء اليوم نفسه عن فعاليات الملتقى بسهرة للمجموعة الكبرى لجمعية الصفا لمدح المصطفى، ومجموعة الطريقة الخلواتية والمجموعة المولوية القادمتين من تركيا.
