محمد الصغير
في إطار تكريمه لحفظة كلام الله، يحتفل مدشر بني مزالة المحاذي لمدينة الفنيدق، بعادة عريقة يطلق عليها المزاليون اسم ” سلطان الطلبة “، وذلك تأكيدا منهم على ضرورة العناية بالقرآن الكريم حفظا و تلاوة و تعظيما، وإجلالا من ساكنة هذا المدشر العريق بحفظة كتاب الله.
و يتم خلال هذا الطقس التاريخي العريق، إعداد الطالب الذي ختم القرآن، و توشيحه بالبياض، ثم تزويده بلوح قرآني تُكتب عليه عبارات قرآنية، ليحاط بعد ذلك بأقرانه و أصحابه من الطلبة و الحافظين، مصحوبين بولي أمره، و ثلة من العلماء و الفقهاء و الحفاظ الذين يحضرون لتشجيع هذا الحفل البهيج.
مباشرة بعد الانتهاء من إعداد سلطان الطلبة، يخرج الموكب ليطوف كل أرجاء المدشر، مرددين أناشيد و أهازيج تخلد المناسبة، وسط حفاوة كبيرة من طرف السكان الذين يتهافتون لتشجيع هذا الطالب.
و تبقى هذه المبادرة العريقة دليلا واضحا على مدى حرص و اهتمام ساكنة مدشر بني مزالة بكتاب الله، و إجلالهم لطلبته و حفاظه، و تاريخهم التجذر في حفظ و تعظيم كلام الله جل و علا، و هو الأمر الذي جعل هذا المدشر يزخر بحاملي كتاب الله على مر التاريخ.