شفشاون

ندوة بشفشاون حول جمالية الابداع الشعري في الأندلس

 أبرزت ندوة بمدينة شفشاون، انعقدت أمس الجمعة، جماليات الابداع الشعري في الأندلس من خلال موازنة بين ابن خفاجة وابن زيدون.

وقدم الباحث عبد اللطيف بن شبتيت، في مداخلة خلال الندوة التي تندرج ضمن سلسلة من الأنشطة حول الفكر الأندلسي دأب على تنظيمها مركز الدراسات والأبحاث الأندلسية بشفشاون، دراسة مقارنة وموازنة بين اثنين من أبرز الشعراء الأندلسيين.

واعتبر بن شبتيت “أن ابن زيدون وابن خفاجة تميز شعرهما بالكثير من التشابه على مستوى الأغراض الشعرية”، موضحا جمالية الشعر عندهما من خلال ولعهما بالغزليات ووصف الطبيعية و التطرق إلى هموم النفس.

وأشار الباحث إلى أن التراث الأندلسي الأدبي والفني، بالرغم من الأحداث السياسية التي تسببت في ضياع جزء كبير منه، عرف ازدهارا في مرحلة جد حرجة من تاريخ الأندلس خصوصا في عهد ملوك الطوائف، الذين برعوا في وصف الطبيعة من خلال حياة باعدت بين البداوة في الشعر الأندلسي وكانت تواقة للحرية والخيال.

وسجل بن شبتيت “تحامل” النقاد المشارقة على الأدب الأندلسي، خاصة أولئك الذين اعتبروا أن “الأدباء المغاربة والأندلسيين ماهم إلا مقلدين، وتابعين للشعر المشرقي”، مبرزا “الجانب المشرق في تاريخ الأدب الأندلسي في مختلف الفنون والحياة الفكرية”.

وشدد أن هناك دارسين من المشرق والمغرب، أقروا بقيمة الشعر الأندلسي والمغربي، ومنهم من ذهب إلى اعتبار أن ابن زيدون يلتقي مع البحتري بل و يفوقه، مستشهدا بدراسات نقدية للناقد شوقي ضيف وعباس الجراري التي أقرت بشاعرية ابن زيدون.

في هذا الصدد، أشار إلى تجربة ابن زيدون المتميزة والفريدة، واعتبره من الشعراء الأكثر إثارة للجدل من خلال استلهامه لتجارب الشعراء الذين سبقوه، مشيرا إلى الدور الريادي الذي لعبه، وتميزه بخاصية الرقة والاشراق.

وبعد أن تحدث عن الحياة التي أثرت في ابن زيدون وارتباطه بولادة، وبالجمال وبطبيعة الأندلس الفاتنة، تطرق المحاضر إلى ابن خفاجة “من خلال وصفه للطبيعة وتميزه عن باقي الشعراء في ازدحام المعاني، ومناجاة الطبيعة بنفس مجدد لم يسبقه إليه شعراء عصره، موضحا أن “تجربته الشعرية كانت غنية وتركت أثرا على مستوى المهارة وجمالية الرؤية واللغة.”

وعرف هذا اللقاء، الذي تميز بحضور فعاليات ثقافية وإعلامية وجمعوية ومهتمين بالتراث الأندلسي، عددا من المداخلات سلطت الضوء على منابع الجمال والرؤية واللغة في الشعر الأندلسي.

في هذا السياق، أوضح زين العابدين بن الطاهر مدير مركز الدراسات والأبحاث الأندلسية بشفشاون أن المركز فتح آفاقا جديدة لمثقفي المدينة وباحثيها من الشباب للمساهمة في ندواته.

وقال مسؤول مركز الدراسات والأبحاث الأندلسية بشفشاون، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب تنظيم هذه الندوة، “إن خارطة الطريق للبرنامج الثقافي للموسم الثقافي الجاري غنية ومتنوعة، من خلال تنظيم محاضرة شهرية قارة على مدار السنة.

وأوضح زين العابدين بن الطاهر، أن مركز الدراسات والأبحاث الأندلسية بشفشاون مقبل على تنظيم فعالية ثقافية جديدة، أطلق عليها “شهر التراث”، بتعاون مع شركاء مؤسساتيين بالإقليم، والتي من المرتقب أن تنعقد ما بين 18أبريل و 18ماي المقبل، سيلقي الضوء على اهم مميزات التراث ومساهمة النساء والصناع التقليديين.

 

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق