طنجة أصيلةكوكتيل
مهرجان طنجة للفنون المشهدية يناقش المسرح وقضايا الهجرة
خصص مهرجان طنجة للفنون المشهدية، في دورته الرابعة عشرة، المرتقب انعقادها بين 23 و 26 نونبر الجاري، ندوته الدولية للحديث عن علاقة المسرح بقضايا الهجرة.
وأبرز بلاغ لإدارة المهرجان أن الندوة الدولية التي ستعقد على مدى أيام المهرجان ستشهد مشاركة نقاد وباحثين من مختلف البلدان العربية والأوروبية وكذا الأمريكية، لمناقشة موضوع “عبر الحدود: المسرح وقضايا الهجرة”، تفعيلا للتوصيات الدورة السابقة للمهرجان التي تطرقت لموضوع “مسرح ما بعد الهجرة”.
وأكد المنظمون أن مسرح ما بعد الهجرة يتميز بتنوع المنجز وتعدد الفاعلين فيه، إذ يمكن تصنيف مسرحيي المهجر إلى صنفين : من غادر البلاد في سياقات مختلفة بعدما درس في الوطن وناضل داخله ليجد نفسه في النهاية موزعا بين المنافي، ومن ولد وترعرع في الضفة الشمالية؛ وهذا الصنف تحديدا من الجيل الثالث أو الرابع، هو موضوع نقاش ندوة المهرجان في دورته الرابعة عشرة.
وأضاف البلاغ أن الجيل الأول من المسرحيين العرب هاجر إلى الغرب حاملا مسرحه، وهو الأمر الذي مكن من تحقيق تداخل ثقافي بين أساليب فرجوية تنتمي إلى الوطن الأم وبلد المهجر، إذ تفاعلت الخصوصية الثقافية مع الثقافات الفنية الأخرى. وبذلك أسس هذا الجيل شراكة إبداعية بين الثقافات، وبلور علاقة الذات بالآخر من خلال الجسد المسرحي. وهنا لم تعد الهوية رهينة موروث ثقافي جامد وثابت، بل حصيلة سيرورة وانبناء دون فقدان السمات المميزة للثقافة الخاصة.
ومع تعاقب الأجيال في المنافي، ظهر جيل جديد من الفنانين من خلفيات ما بعد الهجرة في مجال المسرح وفنون الأداء الذي ينتج فنا عابرا للحدود ويعيش في فضاء “بيني”، وهي منطقة اتصال يصبح التبعثر فيها تجمعا؛ فمسارح أبناء وأحفاد المهاجرين هي انعكاس لهويات هاربة تروم تأزيم مفاهيم من قبيل الوطن الأم واللغة الأم والثقافة الأم، كما لعب فنانو المهجر على جدلية “نحن وهم”.
كما ستعرف هذه الدورة تكريم البروفيسورة الألمانية غابرييل براندشتير، أستاذة الدراسات المسرحية والرقص بالجامعة الحرة ببرلين، والمديرة المساعدة للمعهد الدولي لتناسج ثقافات العرض. وكذلك تكريم المؤلف والمخرج المسرحي المغربي الحسين الشعبي، الذي قدم أعمالا مسرحية أغنت المشهد المسرحي المغربي منذ أواخر السبعينيات.
وعلى غرار الدورات السابقة، ستشمل أشغال المهرجان هذه السنة جانبا علميا ونقديا، حيث ستنظم أربع محاضرات وتسع جلسات نقدية، اثنتين منهما مخصصتين للباحثين الشباب، إضافة إلى الجانب الفرجوي الذي سيتضمن ثمانية عروض مسرحية وفيلمين وثائقيين ومحاضرة أدائية وماستر كلاس وورشة تكوينية ومعرضا للصور الفوتوغرافية يوثق لذاكرة المسرح والفرجة في المغرب.