سياسة
انطلاق فعاليات مهرجان “لاند آرت” بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة
انطلقت مساء اليوم الأحد بمدينة طنجة فعاليات الدورة الثانية من مهرجان “لاند آرت” بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة بافتتاح معرض دائم بمنتزه “بيرديكاريس” لأعمال فنية تم إبداعها باستعمال مواد طبيعية.
ويضم هذا المعرض، وهو واحد من بين ثلاثة معارض بالهواء الطلق، 22 عملا فنيا، بعضها دائم والآخر سيتلاشى بفعل عوامل التعرية الطبيعية، أبدعها سبعة فنانين مغاربة أو أجانب مقيمين بالمغرب، ويتعلق الأمر بكل من عبد الكريم بنتاتو (تطوان) حمزة المخفي ورباب حرباس (أزمور) وسناء علمي (طنجة) وعبد الحفيظ تاكورايت (مراكش) وبونوا بيلزر (بلجيكا)، وأحمد ندوي (السينغال).
وسعى عبد الكريم بنتاتو، من خلال عمليه اللذين حملا اسم “للا بويا” و”عيشة قنديشة”، إلى تكريم المسارات الغابوية من خلال إضفاء لمسة جمال عليها تجعلها أكثر روعة أثناء التجوال، حيث غطى جذوع مجموعة من الأشجار بأقنعة ملونة تم إنتاجها باستعمال ورق التدوير وبعض قطع الزينة التي أبدعها الفنان والمستوحاة من الحكايات الأمازيغية.
أما بخصوص مشروعي “المرأة الشجرة” و”لعب مع الاثنين” لكل من حمزة المخفي ورباب حرباس فهي مستلهمة من تقنيات الطرز التقليدية بمنطقة “زمور”، والتي تم خلالها استعمال ألوان حية، حيث مع تلاشي النسيج بين الأشجار يأمل الفنانان في حياكة أشكال هندسية بديعة.
بينما حاول الفنان البلجيكي بونوا بيلزر من خلال عمليه “فندق الحشرات” و”الدبوس غاليت”، والتي أبدعهما بتعاون مع مجموعة “طام طام” إنتاج نقش طبيعي يكون مأوى للحشرات في محاولة لجمع الفن بالطبيعة.
من جانبها، اشتغلت سناء العلمي على موضوع النباتات في محاولة لإبداع “عنكبوت عملاق” و”حديقة معلقة”، مستفيدة من ولعها الشديد بالطبيعة ومن هواجسها بسبب التغيرات البيئية الراهنة، تحركها في ذلك الرغبة في استعادة الجمهور إلى حضن الطبيعة.
أما مشروع “رجل الغابة” و”أربع قطرات ماء” لعبد الحفيظ تاكورايت فيشمل عدة منحوتات انطلاقا من جذوع الأشجار المهملة بمنتزه بيرديكاريس، بينما اشتغل أحمد ندوي على تقنية الرمل المصبوغ الشهيرة بالسنغال، لإبداع منحوتة جميلة.
وأكد مدير المهرجان، جون كريستوف ميشو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن فكرة المهرجان تقوم على تنفيذ عدد من المبادرات الملموسة لفائدة البيئة، مع الحرص على كشف مكامن جمال المواقع الطبيعية بشمال المغرب، مضيفا أن الأمر يتعلق بمناسبة تفسح المجال أمام الفنانين، من مختلف المشارب، من أجل اكتشاف الطبيعة، لكن من زاوية الفن.
وأبرز أنه من بين 60 ترشيحا مقترحا، وقع الاختيار على 12 فنان مغربيا أو مقيما بالمغرب للمشاركة في هذه الدورة، منوها بأن المعرض الأول يعرف مشاركة مجموعة من الفنانين الذين شاركوا في إقامة فنية، قبل المهرجان، للكشف عن مواهبهم للجمهور.
ويهدف مهرجان “لاند آرت”، المنظم بتعاون بين “واد كومينيكاسيون” وجمعية دارنا والمركز الثقافي للمبادرات المواطنة وجمعية زنقة 90 للثقافة”، إلى تمكين الجمهور من “اكتشاف واحترام والانخراط في البيئة”.
وطيلة أيام المهرجان، الذي سيستمر إلى غاية 16 دجنبر، يقترح المنظمون على الجمهور باقة من الأنشطة الفنية والثقافية الراقية، من قبيل تنظيم 3 معارض دائمة للأعمال الفنية الطبيعية، وورشات بيداغوجية لفائدة الأطفال واليافعين لاكتشاف الفنون الطبيعية، إلى جانب عدد من المبادرات المواطنة بمشاركة جمعيات محلية (حملات تنظيف، التحسيس بمخاطر الحرائق، حملات تواصلية …) وبعض الأنشطة الترفيهية.
ويعتبر مهرجان “لاند آرت” توجها ضمن الفن المعاصر تستعمل فيه المواد المستخلصة من الطبيعة (الخشب، الأرض، الأحجار والصخور، الرمل، الماء …) لإبداع منحوتات فريدة ورائعة، يتم إنتاجها وعرضها بالفضاء الخارجي وتركها عرضة لعوامل الحث الطبيعية.