سياسة
القضاء بطنجة ينتصر لحرية التعبير والنشر في متابعة مدير موقع “شمالي”
انتصر القضاء بطنجة لحرية التعبير والنشر في قضية متابعة رئيس تحرير موقع “شمالي”، المتابع من قبل النيابة العامة بتهمتي التشهير والقذف في الدعوى التي رفعها ضده قائد بمدينة طنجة، بسبب مادة خبرية نشرها الموقع في فاتح يناير من السنة الحالية.
وأكد الحكم التفصيلي لابتدائية طنجة الصادر أواسط الشهر الماضي، إن “المقال أساس شكاية القائد لم يثبت أن الصحفي المتهم تعمد نشره بسوء نية إضرار بالمشتكي متضمنا وقائع غير صحيحة منسوبة إليه وأخلت بالنظام العام، مشيرا إلى أن الثابت فعلا أن المتهم عرض الخبر بمقاله بسرد روايتين مختلفتين من مصادر مختلفة دون تبنيه لأحدهما، حيث عرض في الأولى وجهة نظر تفيد تعرض مواطن للدهس من قبل المشتكي القائد وفي الثانية بأن الشخص المحتج هو من عمل على الاستلقاء تحت سيارة القائد وادعى أن الأخير قام بدهسه.
وأضاف الحكم التفصيلي للقاضية التي قررت في هذا الملف، أن الرواية الثانية التي اعتمد عليها الصحفي المتابع، تنطبق مع ما صرح به المشتكي أمام الضابطة القضائية، ما يعني إشهاد الأخير بصحة أحد الروايتين أن هذا لدليل كاف للقول بحسن نية المتهم، وأن نشره لروايتين بوقائع مختلفة من مصدرين مختلفين يبقى من باب حرية التعبير والنشر في نقل الخبر الصحفي ما دام لم يثبت منه سوء النية في التشهير والمساس بسمعة الغير والإخلال بالنظام العام.
وقضت المحكمة في جلسة النطق بالحكم، يوم الاثنين 14 يونيو 2018 ببراءة الوهابي في الدعوى العمومية، بينما ردت بعدم الاختصاص على الدعوى المدنية، وحملت رافعها الصائر، في حين التمس القائد في مذكرة المطالب المدنية، الحكم على المدير العام لموقع “شمالي” بأداء مبلغ 500.000 درهم كتعويض عن الأضرار الناتجة عن الشهير من النفاذ المعجل، والإجبار في الأقصى.
وينتظر أن يحال هذا الملف على المحكمة الاستئنافية خلال الأسابيع القادمة، بعد استئنافه من قبل النيابة العامة بطنجة، لاستكمال جميع مراحل المحاكمة.
وكان رجل السلطة المذكور قد رفع دعواه بناء على مادة منشورة على الموقع، تحمل توقيع حمزة الوهابي، جاء فيها “توصل الموقع من مصادر خاصة بشريط فيديو وصور لحادثة دهس أحد المتضررين من عملية التوزيع بسوق بئر الشفا، يومه الإثنين 1 يناير 2018، من قبل قائد ملحقة ادارية تابعة ترابيا لمقاطعة بني مكادة بطنجة”.
ثم تنتقل المادة لسرد الرواية الثانية ، حيث تقول “في حين قال مصدر آخر، أن المواطن المحتج هو الذي استلقى تحت سيارة القائد التي كانت متوقفة قرب مقر دائرة مرس الخير ،نافيا أي عملية دهس للقائد، وأضاف المصدر ذاته، أن الشخص المستلقي ع.ن من ذوي السوابق القضائية ومستفيد من السوق، مؤكدا على أنه من قام بالإرتماء تحت سيارة القايد من أجل أن يستفيد أخوه الذي خرج مؤخرا من السجن بعد قضائه 10 سنوات”.
وعبر مدير موقع “شمالي”، في تصريح عقب النطق بالحكم، عن شكره لكل من دعمه طوال أطوار المحاكمة، وعلى رأسهم المحاميان رضوان الطير وكريم مبروك، والزملاء الصحافيون وكل من عبر عن تضامنه مع الموقع ومديره.