سياسة
تقرير .. لاعبون من أصول شمالية يمثلون المنتخب في المونديال
تعود أسود الأطلس للزئير في المونديال العالمي، بعد غياب طويل وصل لـ20 سنة، وبالظبط من مونديال فرنسا 1998، حين قدم زملاء العميد نور الدين النيبت آداء مشرفا، وكانوا الأحق بالتاهل لولا “المؤامرة” البرازيلية النرويجية التي أطاحت بالمغرب لحساب الثاني.
وسيشهد مونديال روسيا حضور مجموعة من العناصر المغربية الذين تعود أصولهم لجهة طنجة تطوان الحسيمة، أو الذين مارسوا ضمن أحد الأندية المنتمية لهذه الجهة، مع بروز لاعب يمثل منتخبا عالميا مرشحا للفوز بالمونديال من أصول شمالية.
ويبرز في مقدمة لاعبي المنتخب المغربي، المنتمين لجهة طنجة تطوان الحسيمة، كريم الأحمدي العروسي، الذي تعود أصوله كما هو واضح في إسمه لقبيلة بني عروس، التي تبعد بحوالي 70 كيلومتر عن العرائش، وهو من مغاربة هولندا الذين حسموا اختيارهم في تمثيل الكرة المغربية في وقت مبكر، حيث خاض رفقة الأشبال المغربية، غمار مباريات كأس العالم للشبان في هولندا سنة 2005، والذي حقق فيه المنتخب إنجازا تاريخية بوصوله لنصف النهائي حينها.
ولا يجادل إثنان في قيمة الأحمدي ضمن التركيبة البشرية للمنتخب، إذ يلقب بـ”الصويغلاس” كناية على طريقة تمشيطه للوسط الدفاعي للمنتخب، إذ وحضوره البارز في هذا الخط، والسلاسة التي يمتاز بها مع زملاءه في نقل الكرة وتنظيم اللعب، ولا يشير لقيمته الكبيرة سوى تتويجه في الموسم الكروي 2016/2017 كأفضل لاعب بالدوري الهولندي، حيث يعتبر عميدا لفريق فينورد الهولندي، الذي قاده للفوز بالدوري الهولندي وكأس هولندا في الموسمين الماضيين.
ومن العناصر البارزة التي تعود أصولها لهذه الجهة حامي عرين الأسود منير المحمدي (29 سنة)، الذي ولد بمليلية، وعاش ردحا من الزمان بالناظور، قبل أن يخوض مجموعة من التجارب الكروية بإسبانيا ضمن فرق مغمورة، إلا أنه يعتبر منذ انضمامه للمنتخب ومشاركته في أول مباراة له سنة 2015 أمام الأورغواي، الحارس الأساسي سواء في عهد المدرب السابق بادو الزاكي أو في عهد المدرب الفرنسي هيرفي رونار، حيث حافظ على أساسيته في كل المباريات الرسمية.
ورغم الإشادة الواسعة التي حضي بها المحمدي من طرف المتابعين للآداء الذي قدمه مع المنتخب، سواء في كأس إفريقيا الأخيرة التي تألق خلالها، أو في تصفيات كأس العالم، خصوصا وأن مرماه تعتبر الوحيدة ضمن تصفيات كأس العالم التي لم تهتز في مرحلة المجموعات. (ورغم هذا) إلا أن المحمدي فشل منذ أزيد من سنة ونصف في الفوز بالأساسية ضمن صفوف فريفه نومانسيا الذي ينشط في القسم الثاني، وهو الأمر الذي هدد مكانته ضمن صفوف المنتخب لصالح حارس خيرونا ياسين بونو.
ونجد من شماليي المنتخب، الشقيقين نور الدين (31 سنة) وسفيان أمرابط (31)، واللذان تعود أصولهما لمدينة الحسيمة، حيث يعتبران من مغاربة هولندا اللذان فضلا ارتداء القميص الوطني على الهولندي، وإن كان الأول مثل الفئات السنية للمنتخب الهولندي، والتحق بالمنتخب المغربي لأول مرة سنة 2011، فإنه يحسب للثاني تمثيله للفئات السنية للمنتخب المغربي، حيث يعد من الجيل الذي حضي بشرف المشاركة في مونديال الإمارات للفتيان سنة 2013 قبل أن يرتدي قميص المنتخب الوطني كبار سنة 2017.
مكانة الشقيقين امرابط كبيرة ضمن النخبة المغربية، وخصوصا الأول الذي يعد قطعة أساسية في صفوف المنتخب، حيث شارك مع زملاءه في بشكل رسمي في المواجهات الأربع الأخيرة التي منحت بطاقة التأهل للأسود، كما يعتبر عنصرا محبوبا داخل المجموعة بفعل فربه من الجميع وحس الدعابة التي يملكها.
خامس الأسماء التي الشمالية، اللاعب الشاب الذي فرض ذاته في الموسم الرياضي المنتهي، ليحصل على ثقة هيرفي رونار، والحديث هنا عن أشرف حكيمي ظهير ريال مدريد الإسباني، والذي دخل تاريخ الكرة المغربية والعربية على حد سواء حيت أصبح أول لاعب عربي يمارس ضمن صفوف العملاق الإسباني، حيث تدرج طيلة السنوات الماضية في الفئات السنية للنادي.
حكيمي الذي تعود أصول والدته للقصر الكبير، لم يتردد حين نودي عليه لتمثيل المنتخب المغربي، حيث وجد نفسه أمام مهمة كبيرة تتمثل في شغر مركز الظهير الأيسر في تصفيات كأس العالم، وهي التي اعتبرت أهم مباريات للمنتخب الوطني في العشرين السنة الأخيرة، لكن الأمر المثير للإعجاب أن صاحب 18 سنة حينها خاض هذه التجربة رغم أنه يشغر مركز الظهير الأيمن في الأصل، دون أن يظهر خوفا أو ضعفا في آداء مهمته، بل الأكثر من ذلك أنه سجل في أول مشاركة رسمية مع النخبة الوطنية، ويعد بذلك المرشح الأبرز للمشاركة في هذا المركز في المونديال.
سادس اللاعبين هو أحمد رضا التكناوتي، والذي على عكس باقي اللاعبين، فهو من أصول بركانية، إلا أن تواجده هنا يأتي لكونه الوحيد الذي سبق أن مارس ضمن صفوف أحد الفرق الشمالية، والحديث هنا عن اتحاد طنجة الذي فاز معه بلقب البطولة الوطنية، وكان الحارس الأساسي له في أغلب مراحل البطولة الوطنية، كما يعد واحدا من 3 عناصر تلقت تكوينها بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم.
أما سابع اللاعبين، فهو مروان فلايني، ذو الأصول الطنجاوية، والذي يعد استثناء في هذه القائمة، بحكم ارتداءه لقميص المنتخب البلجيكي، إذ شارك معه في نسخة 2014، وتمكن خلالها من تسجيل هدف لبلجيكا على المنتخب الجزائري، ويعد من قطع الغيار المهمة في تشكيلة منتخب الشياطين الحمر.
اللاعب الذي يبلغ طوله 1.94، تشكل قصته فصلا من فصول العشوائية والتخبط الذي عاشته الكرة المغربية طيلة السنوات العشرين الماضية، فقد حضر قبل عدة سنوات لطنجة من أجل المشاركة في تربص إعدادي تحت قيادة المدرب فتحي جمال، إلا أن اللاعب صدم من كلام المدرب الذي قال له “”أنت طويل القامة ولا تصلح لتكون لاعب كرة قدم”.
اللاعب الذي كان يتوق لتمثيل المغرب، والذي بدل والده الكثير من أجل تحقيق هذا الأمر، وجد حلمه بتلاشى بسبب جملة غير منطقية، إلا أن إصرار اللاعب كان كبيرا على أن يثبت خطأ المدرب المغربي، فاجتهد وتألق وخاض تجربتين احترافيتين على أعلى مستوى مع كل من إيفرتون ومانشستر يونايتد الإنجليزي، وقرر تمثيل المنتخب البلجيكي، دون أن ينسيه هذا أصوله المغربية، حيث يزور مدينته الأم طنجة بشكل دائم.