من فعاليات اليوم الثاني من الأيام التضامنية مع القضية الفلسطينية كان جمهور مدينة القصر الكبير على موعد مع الأستاذين خالد السفياني وعزيز الهناوي في ندوة تحت عنوان 100 عام من الاستعمار … 100 عام من المقاومة، مساء يوم الأحد 2 دجنبر 2017 .
وتأتي هذه الأيام التي تنظمها حركة التوحيد والإصلاح بالقصر الكبير بتعاون مع فعاليات من المجتمع المدني بدار الثقافة بالقصر الكبير طيلة 2-3-4 دجنبر 2017 إحياء للذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم.
ففي المداخلة الأولى التي تحمل عنوان فلسطين بين موقف المقاومة والاختراق التطبيعي اعتبر عزيز الهناوي الكاتب العام لمجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين أن القضية الفلسطينية هي قضية سرقة وطن موصوفة عن سبق إصار وترصد باعتراف موثق مسؤول من طرف مجرم اسمه ألتر بلفور في 2 نونبر 1917، لتمنح للكيان الصهيوني الغاشم، كما تحدث عن الرمزية الدينية لبيت المقدس في الدين الإسلامي، مركزا عن العلاقة العقدية بين الأقصى والمسلمين، والمحاولات المتكررة للصهاينة بغرض هدمها.
وتطرق الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، والعضو المؤسس لرابطة إيمازيغن من أجل فلسطين إلى الفترة الجهادية فترة صلاح الدين الأيوبي، كما تحدث عن التطبيع وما يتعرض له المغرب من محاولات الابتزاز بقضيتين أساسيتين هما قضية الوحدة الترابية للمغرب والقضية المغربية.
وأوضح أن من يراهنون على التطبيع من أجل خدمة هاتين القضيتين الوطنيتن الصحراء المغربية والأمازيغية فإنهم واهمون ومخطئون. كما أشار إلى التضييق الذي مارسه الاستعمار الفرنسي على اليهود المغاربة وخاصة في المجال الاقتصادي قصد دفعهم للهجرة إلى فلسطين، وفي نفس الوقت عمل المستعمر على تكثيف وتشجيع أنشطة الحركة الصهيونية للترويج لمعتقداتها وأساطيرها الداعية إلى إقامة الكيان الصهيوني بفلسطين.
أما ابن مدينة القصر الكبير الأستاذ خالد السفياني فقدم عرضا بعنوان فلسطين بعد 100 عام من وعد بلفور، ذكر فيه بأن الكيان الصهيوني سرطان لا يمكن التعايش معه ولا وجود لدواء له إلا اجتثاثه، وأن مقاومة التطبيع شيء حيوي لا مثيل له، والشعب الفلسطيني يقاوم هذا الكيان بكل الوسائل التي يتوفر عليها، لذلك تجد أمريكا تمارس كل الضغوطات على الأنظمة والشعوب ، وتحدث عن صفقة ترامبت الأخيرة الرامية إلى تعزيز الكيان الصهيوني وبتواطؤ مع بعض الأنظمة العربية للحفاظ على كراسيهم ومناصبهم.
وقال المتحدث أن ما يحضر له الآن هو وجود مخطط لتصفية القضية الفلسطينية وفقا لما يخدم الصهاينة، وقد بدأ هذا المخطط بالتطبيع وبإجراء مناورات عسكرية مشتركة ، وبعقد لقاءات واجتماعات تدفع بالتطبيع في عدد من الدول .
و محاولة منه للإجابة عن سؤال هل سينجح هذا المخطط الذي يخطط له؟ أكد السفياني بأن أكثر من 99 في المائة من أبناء الأمة هم فلسطينيون إلى النخاع ويعتقدون حقيقة أن الإشكال الفلسطيني لا يتعلق بفلسطين وحدها، بل المشروع الصهيوني يمتد من البحر إلى النهر، ولا يخص فلسطين وحدها بل يصل حتى إلى المحيط الأطلسي، فالكل مهدد بالمشروع الصهيوني ، والأمن القومي لكل البلدان العربية والإسلامية مهدد بهذا المشروع.
وأضاف أن اجتثاثه هو نزاع بين العرب والمسلمين وبين هذا الكيان، وبين مدعمي هذا الكيان والمتآمرين معه من العملاء، وما دام أبناء الأمة مع القضية فلن ينجح المشروع، ورغم ما يلاحظ من اختلاف بين المكونات السياسية فإن الأمر عندما يتعلق بالقضية الفلسطينية تنسى جميع الخلافات بين الأحزاب والهيئات وتتوحد كلمتها ، وهناك أحزاب مغربية تقدمت بمشروع قانون من أجل تجريم التطبيع هو على طاولة الحكومة، كما هو الشأن بالنسبة لعدد من الدول العربية والمسلمة كتونس وغيرها، فالشعوب العربية والإسلامية كلها يد واحد مع المقاومة وضد التطبيع.
وذكر في كلمته أنه على يقين أن أي مساس بالقدس سيكون مصيره الفشل متفائلا جدا بأن العرب والمسلمين سيمحون الكيان الصهيوني من الوجود، وخاصة أن الفلسطينيين اليوم يعرفون بوضوح ما يحاك ضدهم من مخططات.
وأشار السفياني بكون المقاومة أصبحت مصدر قلق للكيان الصهيوني، مما دفع هذا المحتل الغاشم إلى الانتقال إلى مرحلة التطبيع بكافة أشكاله الثقافي والرياضي والسياسي ..و أن التطبيع اليوم انتقل من مرحلة السر إلى العلن بعد أن صدرت تعليمات لذلك، فبعد أنت كانت اللقاءات والزيارات تتم بشكل سري في السابق، أصبحت اليوم تتم بشكل علني بين بعض قادات ووزراء بعض الدول ، أو بين بعض الأزلام الذين يشكلون حفنة بشر يشتغلون مع الموساد ويستغلون مع المخابرات الأمريكية هؤلاء أيضا كانوا بدورهم يذهبون في السر.
وبقدر اعتزازه بمدينته القصر الكبير وما قدمه رجالاتها للوطن فإن السفياني عبر عن استيائه الشديد وغضبه من موقف لرئيسة وفد لأناس مجهولين لدى الشعب المغربي زار إسرائيل والتي قالت: نحن لا نذكر أسماءنا خوفا من معاداتنا وحصارنا، وبعد شهر على قولها هذا يضيف المتحدث قامت بزيارة أخرى فنشرت في صفحتها على الفايس بوك صورتها وصورة الوفد المرافق لها لأنها جاءتها تعليمات للخروج للعلن .
وأضاف المنسق السابق لمجموعة العمل من أجل فلسطين أن رئيسة هذا الوفد هذه هي من القصر الكبير لا تستحق الحديث عنها، ولكن احذروها ، حاصروها وأشعروها أنها ترتكب جرما في حق وطنها ، وفي حق أمتها ، وفي حق دينها ، وفي حق الأخلاق التي كان من الضروري أن تكون عليها بمجرد أنها ابنة مدينة القصر الكبير.
و أبلغوها هذا الكلام، و قولوا لها أنه ليس التمسح ببعض من بانوا أنهم عملاء للاستعمار بالمغرب هو الذي يمكن أن يبرر لها الخيانة، فالتطبيع يعتبر خيانة وطنية وقومية ودينية وإنسانية. وهو اعتراف بوجود الكيان الصهيوني، فعندما أقبل التطبيع مع دولة اسمها إسرائيل فأنا أقبل بوجودها بالأراضي الفلسطينية، وهذا الأمر يمثل للكيان الصهيوني حاجة ماسة وينفق عليه مبالغ باهظة تقدر بملايير الدولارات يصرفها على خلايا خاصة بموضوع التطبيع في كل أنحاء العالم، وخاصة بعد أن رأى التوسع الكبير لحركة المقاطعة العالمية ، حتى بات الكيان الصهيوني يطرد من بعض المنظمات الدولية، وبدأ يقاطع من قبل أكاديميين حتى في أمريكا وأوروبا، ويقاطع كذلك من طرف فنانين ومغنيين وشعراء، حيث أصبح هناك توجه عام للمقاطعة، وهذا التوجه خاف منه الكيان الصهيوني بشكل كبير مما دفعه لتشكيل خلايا بالكثير من الدول لمواجهة هذا الخطر الوجودي.
وقد عرفت هذه الندوة التي أدارها الدكتور سعيد الحاجي وافتتحت بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم ، كلمة ترحيبية باسم الهيئات المنظمة للأيام ألقتها الأستاذة حنان بنحدو. كما قدمت فرقة الأناشيد التابعة للحركة عدد من الأناشيد المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
