سياسة

أحمد عصيد وعبد الباري عطوان يناقشان دور المثقف في افتتاح مهرجان ثويزا

افتتح مساء يوم أمس الخميس مهرجان ثويزا في دورته الثالثة عشر، والذي تستضيفها مدينة طنجة، بفندق أمنية بويرتا خلال أيام 10-11-12-13 من هذا الشهر، وانطلق المهرجان الذي اختار له المنظمون شعار “في حاجة إلى المثقف” بندوة أولى بعنوان “أي دور للمثقف في سياق التحولات الراهنة”، والتي أطرها كل من أحمد عصيد، والصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان.
 
وفي مداخلته تطرق أحمد عصيد لقضية المثقف ودوره، حيث أوضح في مداخلته أن المثقف هو الذي يملك الشجاعة في التوجه إلى الداء دون أن يحسب عواقب فعله، وأن يقول ما يراه بأمانة.
 
واستمر أحمد عصيد في سرده للمثقف ودوره وانشغالاته، فأكد أن من أدوار المثقف الإنشغال بالمفاهيم، والتي هي عماد الفكر، والتي بدونه لا يكون هناك فكر واضح، ولذلك من أدوار المثقف تدقيق المفاهيم في كل مرحلة من مراحل المجتمع، خصوصا حين تلتبس المفاهيم في أذهان الناس، فينبغي على المثقف أن يدقق المفاهيم.
 
واعتبر المتدخل أن المثقف يعتبر الإنسان هو الغاية، وكل شيء آخر هو وسيلة في خدمة الإنسان، وعليه فينبغي للمثقف أن يتصدى لأي اتجاه يعتبر الإنسان وسيلة لا غاية، لأن هذا ينتهي لهدر كرامة الإنسان، واعتبر عصيد أن أي مثقف لا يمتلك هذه النزعة الإنسية، لا يستحق هذه الصفة.
 
واعتبر عصيد أنه من آفات المثقف أن يكون قريبا من السلطة، أي أن يكون حزبيا، فبقربه من القيادة السياسية، قد يصبح المثقف ذيلا للسياسي محكوما بواجب التحفظ، وهذا من الأخطاء الكبرى حسب عصيد، إذ على المثقف أن لا يعرف شيئا اسمه واجب التحفظ.
 
كما سلط الضوء على آفة أخرى قد يتعرض لها المثقف إن كان جامعيا، فأصبح هذا المثقف يتوقع بالتدريج إلى أن أصبحت وظيفته إلقاء الدروس وإصدار الكتب، ويسعى إلى أن يشتري طلبته هذه الكتب، معتبرا أن المثقف الجامعي همه إلقاء الدروس وإصدار الكتب فقط، ولكن كانو ينظرون لعصر بأكمله، معتبرا أن مثل هذه النخبة بدأت تختفي.
 
وأشار عصيد إلى أن الأستاذ بل وحتى المدرس كان في ما مضى يقوم بدور المثقف، أما رجل التعليم اليوم، فهو لا يقدم أية إضافة، بعد أن تم صناعته على يد نظام الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان يهدف إلى صناعة رعايا يتربون على أخلاق الولاء والطاعة، والنتيجة أن جيلا بأكمله تربى على العبودية.
 
على الجانب الآخر، وفي مداخلته، تناول الصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان موقف المثقف العربي من التحولات التي يشهدها العالم العربي، ورأيه مما يجري، وأوضح عطوان أن المثقف هو الذي يقف إلى جانب شعبه، حيث أن الشعب لا يمكن أن يخطئ.
 
واعتبر عطوان أن المثقف ما دام قريبا من الشعب وهمومه يكون بشكل كبير مبدعا وصاحب عطاء وافر، أما حين يكون هذا المثقف قريبا من السلطة، مداهنا لها، يكون حينها مثقفا شكليا، أبعد ما يكون إلى صفة المثقف المبدع الحركي. موضحا أن المثقف يجب أن يكون محايدا، فإذا كان كذلك أو كان قريبا من السلطة فإنه ينبغي أن تسحب منه هذه الصفة.
 
وانتقل عطوان في حديثه بعيدا عن سؤال المثقف، حين تطرق إلى ما أسماها “المؤامرة على الدول العربية”، ومنها المغرب حسب قوله، معتبرا مثلا أن ما يقع في ليبيا مؤامرة فرنسية، ونفس الشيء بالنسبة لما يقغ في سوريا، فهي مؤامرة لتفتيت الجيش السوري.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق