سياسة
مريدو الطريقة الصوفية الشاذلية يلتئمون في ملتقاهم السنوي بالقصر الكبير
في إطار فعاليات ملتقاها السنوي الذي تعقده بالقصر الكبير والمحيط، أحيت الطريقة الصوفية العلاوية الدرقاوية الشاذلية المغربية احتفالها السنوي بحضور عدد كبير من منتسيبها من مختلف مناطق المملكة وكذلك عدد كبير من شيوخ ومريدي الطرق والزوايا الأخرى بالقصر الكبير والمنطقة.
وكانت الانطلاقة يوم الخميس 3 غشت 2017 بزاوية الطريقة الكائنة بالمجولين بالقصر الكبير، حيث تجمعت الأرواح الهائمة في حب الله وأهل الله، وقضوا الليلة كلها في ترديد الأذكار والصلوات على الرسول صلى الله عليه وسلم وترتيل كتاب الله العلي القدير والاستماع إلى المواعظ والدروس،
وإقامة الحضرة الربانية، ورفع أكف الضراعة إلى العلي القدير بـالثواب والغفران، وبحفظ المغرب من كيد الكائدين وجعله بلدا آمنا مستقرا تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس.
أما برنامج اليوم الثاني من هذا الملتقى الرباني فانطلق المريدون بعد الاستماع لخطبة الإمام وأدائهم صلاة الجمعة بمسجد وادي المخازن، في موكب بالذكر والمديح مشيا على الأقدام خروجا من المسجد ومرورا بشارع وادي المخازن وشارع طريق تطفت وصولا إلى الثانوية المحمدية.
والتحق الجمع المبارك بمنزل المرحوم العربي الوزاني الكائن بدوار الشرفة ( الدشيرة) بجماعة سوق الطلبة حيث يتجمع المنتسبون للزاوية والمتعاطفون معها من دواوير ومداشر المنطقة، ليلتئم الجمع بين المتحابين في الله داخل القاعة التي أعدها المرحوم لهذا الملتقى السنوي لتجمع أصحاب الطريقة، حيث اجتمعت القلوب والنفوس لا لشيء إلا لربط الصِّلة مع الله بذكره وتلاوة كتابه وإحياء المحبة مع أهل المرحوم الذي كان محبا للفقراء وإكرامهم والسهر على خدمتهم.
واستمر الحفل البهيج بعد صلاة الظهر إلى ما بعد العصر في جو من تلاوة الذكر الحكيم والمديح والسماع ، كما استمع الجمع إلى مواعظ كلها تأكيد على محبة الرسول وآل بيته وأصحابه والسير على آثرهم وأثر الصالحين والسالكين من رواد ومشايخ الطريقة.
أما ليلة نفس اليوم الجمعة فقد أحياها الجمع بزاوبة دوار أولاد بلحسن بنفس الجماعة في جو روحاني خشعت له القلوب ليعود السائحون إلى منزل المرحوم الوزاني للمبيت وفي الصباح غادر الجمع إلى مدينة فاس متابعة لسياحتهم الربابية التي تنظمها الزاوية كل سنة.
ويبقى المسعى من إقامة هذا الملتقى السنوي الذي يتجمع فيه السائحون من مختلف حسب المنتسبين للزاوية هو خلق التعارف والتواصل بين المريدين، وخلق المحبة فيها بينهم والتعاون على العبادة والذكر والعمل الصالح، والعمل على التعريف بالطريقة ورجالاتها.