سياسة

محاربة التطرف لدى الشباب وحضورها في السياسات المحلية والجهوية موضوع ندوة بطنجة

“الشباب وتحديات التطرف الديني:  أي حضور لمحاربة التطرف في السياسات المحلية لمدينة طنجة؟” سؤال جوهري شكل أرضية للنقاش بين عدد من الأساتذة الباحثين والحقوقيين وفاعلين جمعويين استطاع مجلس القيادات الشابة بطنجة من خلاله أن يلفت النظر إلى موضوع  وصفه المشاركون بالمهم من خلال تنظيمه لهذا اللقاء بأحد الفنادق بطنجة.

الندوة التي نظمت مساء الأربعاء بمشاركة كل من ذ.محمد الطبجي ممثل جهة طنجة- تطوان-الحسيمة، ومحمد بنعيسى رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، إضافة إلى أحمد بوعود أستاذ بكلية الآداب بمرتيل والفاعل الجمعوي والسياسي مصطفى المسعودي ونور الدين الحاتيمي ،تناولت عددا من الإشكاليات التي تجعل الشباب يتجه نحو التطرف كل من وجهة نظره الشخصية ،وانطلاقا من أيديولوجيته التي يراها أقرب لحل هذه المشكلة التي باتت تهدد الشباب على حد تعبير المشاركين.

ومما جاء على لسان بعض المتدخلين في الندوة،على أن ظاهرة التطرف الديني تتعلق أساسا بخلل في فهم الدين، وأن الإسلام دين محبة يسعى إلى تحقيق سلام عالمي قوامه العدل وحماية حقوق الإنسان،مستشهدا بالرسول الذي كان رجل اعتدال نافيا أن يكون التطرف من سمات الإسلام كونه يعرض صاحبه إلى غضب الله ونقمه .

تجربة مرصد الشمال لحقوق الإنسان كانت حاضرة بقوة خصوصا في مجال محاربة التطرف،حيث عملت على إنجاز مجموعة من الدراسات والأبحاث لفهم الظاهرة وفق الخصوصية المحلية ،ففي المجال النظري استنتجت مجموعة من المسببات في إطار مواكبتها “للمجاهدين” في بؤر التوتر أهمها أن الأغلبية التحقوا بالتنظيمات المتطرفة بسبب الظروف الاجتماعية  أو التأثر بالفكر السلفي،أما في المجال الميداني فعمل المرصد على تأسيس مجموعة من النوادي وتنظيم ورشات وموائد مستديرة بهدف تعزيز قدرات جمعيات المجتمع المدني والتعاون مع مراكز أبحاث وطنية.

ومما أثار الحضور وهم يسمعون تدخلات الضيوف ، التجربة الشخصية لمصطفى المسعودي الذي استنتج أن الخطاب الإسلامي خطاب غير واضح وأن على المغاربة أن يعبروا عن نموذج حضاري واضح في الاستماع والتعبير والابتعاد عن التطرف والانغلاق.

وتوجهت أنظار الحاضرين إلى محمد علي الطبجي ، الذي طرح في بداية مداخلته سؤالا على عموم القاعة “ما الذي يميز الإنسان عن غيره؟” ، أن ملكة العقل هي التي تجعل الإنسان في الحالة الثقافية والتطور الذي عليه اليوم،مضيفا على أن ظاهرة التطرف وليدة الجهل بالدرجة الأولى،وشدد الطبجي على ضرورة وجود منظومة تعليمية قوية تسعى إلى محاربة التطرف والمساهمة في الارتقاء بوعي المجتمع بالإضافة إلى القيام بعملية تشخيص لوضع الشباب والاحتياجات الكبرى التي تعاني منها هذه الفئة بمدينة طنجة.

واغتنم نور الدين الحاتيمي الفرصة ليوجه رسالة إلى العموم لإعادة الاعتبار إلى الحركات الإسلامية،ونفا أن تكون هذه الأخيرة تدعي إلى التطرف ،مضيفا على أنه حان الوقت لكي تعترف الدولة ببعض الحركات الإسلامية ،وأرجع التطرف إلى عدم وجود حلول وتجاوب من طرف مؤسسات الدولة والحركات الإسلامية مما خلق شرخا عميقا بين الاثنين.

واختتم اللقاء بفتح باب المداخلات داخل القاعة شارك فيه مجموعة من الشباب الذي عبر عن رأيه  بطريقة حضارية وراقية، تعكس بجلاء تحضر الشباب ووعيهم بخطورة التطرف وعواقبه على المجتمع واقترحوا مجموعة من الحلول أهمها النهوض بقطاع التعليم بالبلاد وتوفير مناصب شغل تضمن لهم دخلا محترما. 

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق