سياسة
مؤسسة الشريف الحميدي للتعليم العتيق بالعرائش تحتفي بمتفوقيها من حفظة كتاب الله
احتفلت مؤسسة الشريف الحميدي للتعليم العتيق بإقليم العرائش، يوم السبت 20 ماي 2017 بمتفوقيها من الطلبة الذين تمكنوا من حفظ كتاب الله خلال هذه السنة، حيث تم تقديم جوائز نقدية لثلاثة عشر حافظ للقرآن الكريم، كما قدمت جوائز لبعض الفقهاء المحفظين كاعتراف على المجهودات التي يبدلونها في سبيل تحفيظ كتاب الله.
وقد أقيم هذا الاحتفال المتميز إحتفاء بالقرآن وأهله بمقر المؤسسة بعين السمن بجماعة أبي جديان، بحضور كل من المندوب الجهوي لجهة طنجة تطوان الحسيمة السيد محمد السعيد الحراق، ورئيس المجلس العلمي المحلي الدكتور إدريس بنضاوية ، وناظر الأوقاف الدكتورعلي الريسوني، وكذا عدد من العلماء والدكاترة والفقهاء والطلبة والمنتخبين والمحسنبن، و ساكنة المنطقة..
وبعد افتتاح الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم من تلاوة الطالب إلياس الشرادي،وترديد النشيد الوطني، تقدم الأستاذ رشيد الحليمي بكلمة باسم الأطر الإدارية و التربوية رحب فيها بالضيوف الكرام، واعتبر هذا الحضور النوعي والكثيف صورة صادقة على المكانة السامية التي يحظى بها كتاب الله وحفظته وطلاب العلوم الشرعي، والمشاركة في الحفل هي دعم ومساندة لطلبة العلم الشرعي المرابطين في التعليم العتيق، الذي هم بمثابة سفينة النجاة وصمام الأمان لهذا البلد الأمين، من التيارات الهدامة لوحدة الأمة المغربية المجندة وراء القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين.
وأضاف بأن الحفل الذي دأبت المؤسسة على إقامته الغرض منه هو لفت انتباه الشباب في هذه المراكز العلمية إلى الاهتمام بمعالي الأمور، ويتنافسوا ويجتهدوا في أخذ العلم من العلماء المربين في هذه المؤسسات وغيرها، فالحفل يحمل العديد من الرسائل التربوية لشحد همم الشباب ورفعها بعدما كلت وضعفت على الإقبال على العلوم الشرعية، وخاصة في خضم ما يعرفه عالم الشباب في الآونة الأخيرة من تجاذب عوامل الطيش والارتماء في أحضان الضياع والضلال.
وبدوره رئيس المجلس المحلي بالعرائش تقدم بكلمة أشاد فيها بالدور الكبير الذي يبذله الساهرون على المؤسسة من إداريين وتربويين، ونوه بالأدوار الجليلة التي تقوم بها يقومون بها من أجل الحفاظ على هذا النوع من التعليم.
كما قرب الدكتور بنضاوية مفهوم التعليم العتيق، فكلمة عتيق تحمل في طياتها معاني جميلة جدا فهي اسم علم مذكر عربي ؛ فعيل بمعنى مفعول ، فهو معتوق . والعتيق : النقيّ الأصل ، الكريم الرائع من كل شيء، والخيار من كل شيء ، نقول فرس عتيق أي أروع الفرس وأكرم الفرس وأصل الفرس.وتعني الجميل والكريم..
وكذلك البيت العتيق أي : الكعبة المشرفة وسميت كذلك لقدمها ، لأن العتيق لغة من عتق عتقا وعتقا أي قدم فهو عاتق وعتيق ، ومنه قوله تعالى : ” وليطوفوا بالبيت العتيق ” سورة الحج، إلى غير ذلك من المعاني.
فالتعليم العتيق يحرر العقول من شنار الجهل وظلمته الى نور العلم وأنسته، كما تحدث عن أهمية التعليم العتيق ومكانته ودوره في الحفاظ على الثوابت الدينية والوطنية للمملكة، فهو صمام أمان المجتمع.
وقد شاركت في هذا الحفل البهيج فرقة ربيع الفن للإنشاد والمديح بعدد من الوصلات الإنشادية في مدح خير البرية.
وختم الحفل بالدعاء الصالح ليحفظ الله البلاد والعباد ويحفظ ملك البلاد وسائر أفراد أسرته الكريمة.
وفي نهاية هذا النشاط المنظم في هذا القرية التيحتاج إلى نوع من العناية والاهتمام نظرا لما تلعبه من أدوار طلائعية في تخريج أفواج من العلماء والفقهاء والوعاظ المتشبعين بثوابت البلاد .
وقد صرح لنا مدير المؤسسة الفقيه العلامة عبدالسلام الحميدي أن المؤسسة منذ أن أنشأت وهي تقوم بتحفيظ كتاب الله وتعليم العلوم الشرعية ، وقد تخرج منها أفواج عديدة ، ويدرس فيها الذكور، كما أنهم سجلوا أكثر من عشر فتيات منهن من أتممن حفظ القرآن، . وتمويلها يتم عن طريق المحسنين الذين لولاهم لما استطاعت المدرسة مواصلة اشتغالها.
ومؤخرا أدمجت في التعليم العتيق الذي تشرف عليه وزارة الأوقاف، التي تقدم بعض الدعم ، لكن عمل المؤسسة ولتقوم بوظيفتها على الوجه المطلوب يتطلب الأمر مزيدا من الدعم لتوفير الغذاء للطلبة ، فالمدرسة القرآنية تحتاج إلى دعم كل الجهات الداعمة من مجليس جهوي واقليمي وقروي، وكذا دعم المحسنين.
ومن بين المشاكل التي تعاني منها المؤسسة هو وعورة الوصول إليها لانعدام طريق معبدة توصل إليها، وذكر الفقيه الحميدي أن هذه الكيلومترات الأربع أو الثلاث إذا ما هيأت لتشجع المحسنون من الوصول وتقديم بعض الدعم سواء المادي أو العيني للطلبة.