سياسة

العرائش تربح رهان تنظيم المنتدى الدولي الخامس للمدن العتيقة.. وهذه أبرز توصياته

نجحت مدينة العرائش في تنظيم  فعاليات المنتدى الدولي الخامس للمدن العتيقة ، يومه السبت 29 أبريل 2017، بقاعة عمالة العرائش الذي نظم من طرف الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث، والمجلس الإقليمي للعرائش، وجماعة العرائش،  أيام 27 و28و29 أبريل، تحت شعار “التراث المستدام.. التمويل والحكامة”، بمشاركة ممثلين عن القطاعات الحكومية والمؤسسات الوطنية والجهوية ورؤساء الجماعات الترابية، وجمعيات المجتمع المدني ومختلف المنابر الاعلامية المحلية والوطنية والدولية، والجامعات المغربية ومؤسسات مختلفة تمثل بلدانا عربية وإفريقية وآسيوية وأوربية وأمريكية.


وعلى مدى ثلاثة أيام من النقاش، تناولت جلساتها مختلف القضايا المرتبطة بتمويل التراث والحكامة والاستدامة وتقوية إدماج المجتمع المدني في عملية تدبير التراث والمدن العتيقة، من خلال عرض تجارب ناجحة ورائدة مرتبطة بالحفاظ وتثمين في أفق تنمية مستدامة للمدن العتيقة ورد الاعتبار لها.
وطالب المنتدى الدولي بالعرائش، بإنشاء صندوق وطني لتمويل ودعم المشاريع في مجال حماية وتثمين التراث والمدن العتيقة، وكذا دعوة المؤسسات المانحة وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة إلى خلق صندوق لتمويل ودعم مشاريع حماية التراث وتثمينه، وخاصة في البلدان التي ترزح تحت نيران الحروب وتتعرض للكوارث.
وحث المنتدى لضرورة دعم القطاع الخاص وعلى رأسها المؤسسات المالية، على الاستثمار في مجال التراث والمدن العتيقة، والعمل على الرفع من نسبة التراث الإفريقي المرتب والمصنف على المستوى العالمي، وترسيخ وتعزيز الحكامة الجيدة والمشاركة في تنفيذ استراتيجية مشتركة لصيانة وتثمين التراث.


توصيات أشغال المنتدى الخامس خلصت كذلك لضرورة الاعتماد على منهجيات متينة وآليات مرنة لتحقيق تراث مستدام، من حيث تبني مفهوم واسع يشمل مختلف الأبعاد العمرانية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية والتراثية، لتنمية الأنسجة التاريخية وضمان استدامتها، وتعميم تجربة الميزانيات التشاركية، وتوسيع قاعدة إشراك المجتمع المدني في تدبير المدن العتيقة والتراث.
ودعا الحاضرون لأشغال المنتدى من عمداء مدن ورؤساء جماعات محلية بالعديد من دول إفريقيا وأوروبا وأمريكا، إلى العمل على تقريب التراث للجميع كحق من حقوق الإنسان، والتركيز على المرأة والطفل، وتقوية وتفعيل آليات الشراكة والتعاون الدولي جنوب-جنوب وشمال-جنوب، في مجال العناية بالمدن العتيقة وحماية المواقع الأثرية.


وأوصى المشاركون في فعاليات منتدى المدن العتيقة بمدينة العرائش، إلى اعتماد المقاربة التشاركية في تدبير شؤون المدن العتيقة والمواقع التراثية بين مختلف الفاعلين والمجتمع المدني ومؤسسات البحث العلمي والقطاع الخاص والجماعات الترابية والساكنة المحلية، مؤكدين على ضرورة توحيد التدخل في المدن العتيقة، عبر إحداث مؤسسة عمومية ذات آليات وطنية وجهوية، تعنى بالحفاظ على المدن العتيقة وتدبير تراثها المادي وغير المادي والطبيعي.
توصيات الأيام الثلاثة بالعرائش، ركزت كذلك على تشجيع ودعم إنتاج البرامج الإعلامية والفنية والتربوية التي تعنى بالحفاظ على المدن العتيقة، والتحسيس بأهمية الثقافة والتراث في صيانة الذاكرة الجماعية والهوية الحضارية لتحقيق التنمية المستدامة، والعمل على تشجيع وتطوير البحث العلمي حول المدن العتيقة والتراث المادي وغير المادي وإدماج التراث والمحافظة عليه، في البرامج والمناهج التربوية والتعليمية.

جدير بالذكر، أن  المنتدى الدولي قد انتخب محمد  السفياني، زوال اليوم السبت، رئيسا لشبكة مدن إفريقيا للثقافة والتراث، خلال المنتدى الدولي الخامس للمدن العتيقة بمدينة العرائش، التي تهدف البحث عن نموذج إفريقي لترميم المواقع التراثية وإثرائها.

وستسعى الشبكة الجديدة، إلى تسويق وتثمين النموذج الإفريقي، الذي يعتبر الطريق الأمثل والبديل لتحقيق التنمية الشاملة بصفة عامة وللنهوض بالتراث الثقافي والطبيعي المادي وغير المادي بصفة خاصة، وجعله قاطرة حقيقية للتنمية المستدامة.

ويأتي انتخاب السفياني رئيس جماعة شفشاون، ورئيس الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث، كرئيس لهذه الشبكة الافريقية الجديدة كفرصة لترسيخ الدبلوماسية الموازية وخاصة مع الدول الإفريقية جنوب الصحراء، ولتسليط الضوء على مختلف المنجزات التي تعرفها جهة طنجة تطوان الحسيمة، في مجال التراث الثقافي بمختلف أنواعه.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق