مقالات الرأي

رسالة عتاب من إلياس إلى إدريس

لا تتركني وحيدا وتنفضّ من حولي، أنسيت كل الود كل الحب الذي أمضيناه معا طيلة خمس سنوات، أنسيت التنسيق، أنسيت البيانات، أنسيت المعارضة، ذلك الفضاء الجميل الذي تقاسمنا فيه المر والمر، ولعبنا فيه الدور تلو الدور، أنسيت السب والشتم والرفض لبنكيران وحزبه وحكومته، لقد كنا مجتمعين إلى عهد قريب، ساعات فقط قبل العاشر من أكتوبر، ما الذي جرى لعقلك، وما الذي جرى لقلبك، هل ضعُف أم أني لم أعد ألبي طموحاتك.. عفوا.. طموحات من استخدمني واستخدمك… حقيقة بدأت أكرهك!

أبهذه السهولة هان عليك “العيش والملح” وهان عليك الأكل والشراب، حتى تعلن بلا رجعة رغبتك في الالتحاق بحكومة بنكيران وهو لك كاره، إنك تعلن حبا من طرف واحد، وهذا يؤلمني ويطعنني ويجعل في قلبي غصّة مؤلمة تجاهي وتجاهك أيضا.

من سيؤنس وحدتي ووحشتي في المعارضة، من سيسخن أكتافي ومن سيواسيني في مصابي، من سيحمل معي همّ الفصل العاشر من الدستور، ومن سيعينني على حمل قوله الثقيل، لا تتركني وحيدا فلا أحد سيصدق دفوعاتك ومرافعاتك، عد إليّ قبل أن أكرهك!

أنا أيضا لدي حزب وأنا أمين عام، صحيح أني فشلت ولكني أمين عام، ولدي برلمانيون، لا تسأل كيف، المهم أنهم برلمانيون وسينفعون في التصويت بـ”لا”، وسأقتسم معك حصص التلفزيون لنقول بصوت واحد أن بنكيران خطر على كل شيء على الدولة على المواطنين على الرياضة وعلى البيئة، ونردد ما تعلمناه في السنوات الخمس الماضية، تعال نعلنها معارضة من جديد، فبنكيران ما يزال هو بنكيران والمغاربة هم المغاربة، والقناة الثانية هي القناة الثانية والديلمي والحري والشرعي والغزيوي ونيني والهيني والتيجيني هم أنفسهم، لا شيء تغير، إذن لماذا انت تتغير.. لا تمنحني الحجة لأكرهك!

بماذا ستفيدك الحكومة، إن ما يفكر فيه بنكيران سيظل يفكر فيه، سيشرك المواطنين في الصغيرة والكبيرة، مجرد بقائه رئيسا للحكومة سيوسع رقعة السياسة بين الناس، سيظل يفكر في الضعفاء والفقراء والمحرومين وسيأخذ الكثير أو القليل من الأغنياء ليعيد توزيعه، سيرفع من دعم الأرامل وسيدعم المعاقين وسيمنح الطلبة وربما المعطلين، فما فائدة حرصك على الدخول معه؟

أعرف أنك لا تحبه، ومتأكد أنه أيضا لا يحمل في قلبه كثير الود تجاهك، فعد إلي ولا تجعلني أشعر أني “مجراب” أو أني مصاب بمرض مُعدٍ، المعارضة كذلك موقع شريف، ينبغي فقط أن يكون المعارضون شرفاء.

أخاطبك والدمع يملأ عيني، ليس فقط لأنك تخليت عني، ولكن لأن المقاعد الـ 102 التي أعطيت لي ستضيع هباء، ولن تنفع في شيء، من سيصرخ ومن سيضرب الطاولة ومن سيقاطع وسيعرقل ومن سيوقف جلسات البرلمان ومن سيتهم بنكيران ويكذب عليه ويفتري عليه؟

يا ادريس عد إلى رشدك، عد إلى صوابك، عد إلى معارضتك عد إلى حضني، إلى الحضن الكبير الذي جمعنا، فلم يحدث شيء كبير لنفترق، لا تنس أنني كنت شاهدا على أحداث وتفاصيل بالليل والنهار، ولربما حان الوقت لاطلاع الرأي العام عليها، خاصة تفاصيل الليل !

صديقك الياس

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق