سياسة
محمد حسن الجندي.. رحيل جسر الفن المغربي نحو العالمية
توفي صباح اليوم السبت، الفنان المغربي محمد حسن الجندي، الذي يعتبر أحد أبرز الوجوه الفنية العربية في المسرح والإذاعة والدراما التلفزيونية.
وفارق الفنان الحياة، بمدينة مراكش (وسط) عن عمر يناهز 79 سنة، أسس خلالها مسيرة فنية حافلة استطاع أن يرتقي بها نحو العالمية.
وتفوق الجندي في أعمال كثيرة منها فيلما “الرسالة” الشهير للمخرج السوري الأمريكي الراحل مصطفى العقاد، و”القادسية” للمخرج المصري صلاح أبو سيف.
وقال الفنان المغربي نعمان لحلو للأناضول إن “الجندي كان من آخر العظماء في الفن والمسرح والسينما المغربية”.
وأضاف “الراحل من الذين أسسوا الفضاء الثقافي والحضاري للمغرب المعاصر”.
وتابع: “لا أعتقد أن محمد حسن الجندي، اسم يمكن أن ينسى فقد رحل عنا بجسده فقط وسيظل في وجدان كل المغاربة الذين نتقدم إليهم وإلى عائلته وزوجته بأحر التعازي”.
والراحل من مواليد مراكش عام 1938، ومارس مختلف الأشكال الفنية من التأليف الإذاعي والتلفزيوني إلى الإخراج والتمثيل في السينما والمسرح.
ومن أعمال التلفزيون التي شارك فيها: مسلسل “صقر قريش” لوليد سيف وإخراج حاتم علي، والذي لعب فيه دور الأمير يوسف الفهري أمير قرطبة.
ومسلسل “آخر الفرسان” مع المخرج السوري نجدت إسماعيل أنزور، ثم مسلسل “الخنساء” حيث أدى دور صخر، إضافة إلى مسلسل “فارس بني مروان”، ثم مسلسل “عمر” الذي أدى فيه دور عتبة بن ربيعة.
وسبق لمحمد حسن الجندي أن عمل بإذاعة الـ”بي بي سي” البريطانية في سنوات السبعينيات بلندن معدا ومقدما لبرنامج “كشكول المغرب”، كما ترأس مندوبية الثقافة الجهوية بمراكش من 1992 إلى غاية 1999.
واشتغل محاضرا في مادة الإلقاء بالمعهد العالي للتنشيط الثقافي والفن المسرحي بالرباط.
وأسس الراحل شركة جندي للإنتاج الفني، وأنتج عبرها مسرحيات “شاعر الحمراء”، و”المتنبي في جامع الفنا”، وفيلم “ثعلب أصيلة”، وغيرها من أعمال.
وقال وزير الاتصال المغربي السابق، مصطفى الخلفي، إن “الفقيد محمد حسن الجندي، علم من أعلام الوطن، بصم بإبداعه مسار الفن المغربي المعاصر وارتقى به نحو العالمية، مبرزا عبقرية النبوغ المغربي وتميزه”.
وأضاف الوزير في تعزية على صفحته الشخصية في موقع “فيسبوك”، أن “الراحل بقي صامدا وفيا لخدمة الثقافة المغربية ونشر قيمها وبثها في الأجيال الجديدة، ومنافحا عن عمقها الإنساني”.
ونال الراحل خلال حياته عددا من الأوسمة، منها وسام الثقافة من جمهورية الصين الشعبية، ووسام “عملة باريس” من مركز العالم العربي بباريس عام 1999، كما حصل على “نجمة مراكش” في الدورة الثانية من مهرجان مراكش الدولي للفيلم.
وكان الجندي النواة الأولى لعائلة فنية كبيرة وممتدة في المجال الفني، حيث أبدع أربعة من أبنائه في مجال المسرح والإخراج والتأليف والإذاعة.