مقالات الرأي
مبدأ الإصلاح واحد.. ومناهجه متعددة..
أسهلها الارتكان للنفس.. والتضرع للمولى.. والدعاء..
يليه، انتقاد كل شيء.. والارتكان للنفس.. في انتظار أجلٍ غير مسمى..
يليه، انتقاد الأوضاع.. والإعداد لثورةٍ (تغيير جذري).. وتنفيذها..
يليه، انتقاد الأوضاع.. والإيمانُ بأن الثورة جيدة.. لكن -ما بعدها- مجهول.. لا أحد من العالَمِين يدّعي درايتهُ بماذاا سيكون حال البلاد بعدَ الثورة، فهي إما نعيمٌ أو جحيم.. أصحاب هذا المنهج يرون بأن لا يُصيروا البلاد الى المجهول.. وأن يقوموا بالإصلاح بتدرُّجٍ.. ينجحون.. يفشلون.. ينجحون.. يفشلون.. والأهم من كل ذلك أنهم يحققونَ مكتسباتٍ، ولو أنها تكونُ مِجهريةً.. فهم يعلمون أن مالكَ زِمامِ الأمور لن يدعهم ينعمون بالنجاحاتِ تلوَ النجاحات.. وأنه من غيرِ مصلحتهِ تقويةُ الأحزاب.. ولا تحقيقُ ديموقراطيةٍ.. ولا توفيرُ تعليم جيّد..
إن أصحاب المصالح لن يتركوا أي أحدٍ يقف في وجهِها..
هُم لن يُفَرشوا الأرضَ وروداً لمن يريدُ استقلاليةَ قرارهِ، وتنميةَ بلادهِ، وديمقراطيةَ حقيقيةً لوطنهِ..
لذلك من يقول بأن فشلَ تيارِ الإصلاح (بالتدرج) في تشكيلِ حكومةٍ، والضغوطات التي يتعرض لها من الدولة، هوو تأكيد على إيجابية قرار المقاطعة.. ومن يقول أن الثورةَ هي الحلّ.. لن أقول لهم أنكم في غياباتِ الجبّ.. بل أقول لكم أن تُوجهوا طاقاتكم إلى توعية الناس باختياركم.. فإن هُم اقتنعوا ففي ذلكم خير.. والحقُّ يقال أن جميعَ هذه الألوان السياسية دعاماتٌ أساسية للانتقال..
فالارتهان لتيار الاصلاح (من الداخل) وحده، سيجعل الدولة تتماهى في إهانته وإقصائه..
أما إذا كانت الألوان السياسية الأخرى قويةً فذلك سيضغط على الدولة حتى تُخفّفَ من خناقها على التياراتت الاصلاحية.. هكذا وقع في 2011. وبعدََ أن أحسّت الدولة أن الشارعَ قد ضعف.. صارت تعبث بمسار الانتقال الديموقراطي..
لا يهمّ إن كان المالكي رئيسا للبرلمان..
فحتى لو كان أحد التجمعيين رئيسا..
سيبقى التحكّم..
مهما كانت نتائج اليوم في البرلمان..
فهذا لن يثنينا على مسار المطالبة بديموقراطية في هذا البلد..
ولو كلفنا ذلك أرواحنا..
فالشعب يستحقّ أن يُتعاملَ معه باعتاره بشرا.. لا بالتوهّم بأنه قطيع..
ولا تعتقدي يا سُلطوية، أننا بِعَبثك، سنتخاذل.. أو نتراجع..
لن يصدّنا عن مواكبة النضال.. إلا صُعودُ أرواحنا للسماء..