سياسة
رسائل طنجة في 7 أكتوبر
حمل يوم الجمعة السابع من أكتوبر الجاري جملة من الرسائل السياسية، بالغة الدلالة، هنا بمدينة طنجة، في اتجاه عدد من الفاعلين السياسيين. كما أجابت بشكل واضح وصريح على عدد من الادعاءات التي جرى ترويجها منذ الانتخابات الجماعية شهر شتنبر من العام الماضي، والتي أفرزت خريطة سياسية يهيمن حزب المصباح على مشهدها العام.
وبقراءة سريعة في نتائج تلك الانتخابات بدائرة طنجة أصيلة يمكن تسجيل الملاحظات التالية:
– حقق حزب العدالة والتنمية عدد أصوات تجاوز 60 ألف صوت، مسجلا رقما قياسيا لم تسبقه إليه أي لائحة انتخابية في تاريخ الانتخابات التشريعية بالمغرب، مما عكس الثقة الكبيرة التي يتمتع بها إخوان نجيب بوليف لدى الطنجاويين.
– كثافة التصويت على لائحة المصباح تمثل ايضا جوابا واضحا على كل ما جرى ترويجه منذ الانتخابات الجماعية عبر عدد من المنابر الاعلامية المناوئة لحزب المصباح، حول تراجع شعبيته او وجود حالة سخط بين ساكنة بعض المناطق، مثلما تم ترويجه على مدار السنة، وتكفي هنا الإشارة إلى أن مقاطعة بني مكادة التي شهدت الكم الاكبر من تلك الشائعات، عرفت ارتفاعا في عدد المصوتين على لائحة المصباح من حوالي 15 ألفا في الانتخابات الجماعية، إلى ما يزيد عن 17 ألفا في انتخابات 7 أكتوبر.
– الانتخابات عرفت ما يمكن تسميته بالاندحار الأخير لعائلة بوهريز، بعد فشل الشاب حسن الفتى المدلل لوالده محمد بوهريز في الحصول على مقعد في البرلمان، حيث لم يتجاوز عدد أصواته 6 آلاف صوت إلا بقليل، فضلا عن التراجع الكبير لحزب التجمع الوطني للأحرار وطنيا، وغيابه عن المجالس الجماعية المحلية، وفقدانه لمعظم قياداته في طنجة، والتي فضلت دعم مرشح حزب الجرار.
– مرت ايام الحملة الانتخابية دون ان يوزع حزب الأصالة والمعاصرة منشورات انتخابية تتضمن صور وأسماء المرشحين ومؤهلاتهم، حيث اكتفى بالمنشورات التي تحمل شعار التراكتور. كما لم يشاهد وكيل لائحة الحزب فؤاد العماري يقوم بأي نشاط تواصلي مع الساكنة، في رسالة واضحة تشير الى ان الوصول إلى اصوات الطنجاويين لا يتم بالنسبة لمرشح الجرار عبر التواصل والاقناع، بل عبر اساليب اخرى.
– في مقابل غياب العماري عن الحملة تولى داعموه الترويج لشعار الجرار، وهم في الغالب وجوه انتخابية كانت تنتمي لحزب الحمامة، وفضلت في ظل صفقات معينة، دعم شقيق الياس العماري، عبر التدليس على الناخبين بادعاء ترشحهم الانتخابات، وطلب دعم “ولد الحومة” مثلما كان يجري في مقاطعتي مغوغة والمدينة.
– في العالم القروي، لم يظهر اي تأثير لانسحاب بعض مستشاري حزب المصباح وعدم دعمهم للائحة حزبهم، إذ حصلت لائحة بوليف على نسب مهمة من الاصوات في الجماعات القروية التسع التابعة لعمالة طنجة أصيلة، وكذلك كان الشأن في جماعتي أصيلة واكزناية الحضريتين.
– لوحظ ايضا اعلان عدد من الناخبين مقاطعتهم التصويت على حزب العدالة والتنمية، وعدم التصويت نهائيا، بسبب عدم انجاز الحزب الذي يسير المقاطعات لبعض الاشغال التي تهم الساكنة، من قبيل تشوير بعض الطرق ووضع ممرات للراجلين بها، او تزفييت بعضها، وهو ما يحمل رسالة واضحة مفادها ان تصويت الساكنة على شعار المقبل ليس شيكا على بياض، وانما ثقة في ان هذا الحزب سيفي بوعوده في تحقيق مصالح الساكنة.