سياسة

بوليف.. رجل الاقتصاد المجتهد والأكاديمي الذي يحظى بثقة الطنجاويين

لم يكن وجوده على رأس لائحة حزب العدالة والتنمية بطنجة مفاجئا، بحكم المكانة التي يحظى بها بين الطنجاويين، وداخل صفوف حزب المصباح، بسبب الكفاءة التي يشهد له بها الجميع، والحضور القوي الذي بصم عليه خلال سنواته التي قضاها عضوا بمجلس النواب، وخلال توليه حقيبتين وزاريتين في حكومة بن كيران.
معروف بتدبير المهام الصعبة و مشهود له من قبل المتتبعين لمساره داخل مجلس النواب بدينامية عمله، هذا الرجل لم يكن سوى محمد نجيب بوليف،الذي عينه جلالة الملك محم السادس في نسخته الأولى من حكومة عبد الإله بنكيران وزيرا منتدبا لدى رئيس الحكومة مكلف بالشؤون العامة و الحكامة، ثم بعد التعديل الحكومي عين وزيرا منتدبا لدى وزير النقل والتجهيز و اللوجستيك مكلفا بالنقل. ابن مدينة طنجة، الملم بخبايا الإقتصاد، بعدما عين في الحكومة، كان يدير أبرز التحديات التي تواجه المغرب في المرحلة الراهنة، حمل معه رؤية واضحة المعالم، لأنه يعي جيدا طبيعة الإكرهات التي يفرضها مبدأ الحكامة الجيدة.
رأى بوليف النور سنة 1964، وسط أسرة محافظة تنتمي إلى قبائل جبالة الشمالية. كان والده ينتمي الى أسرة التعليم، وبفضل ذلك التحق بوليف بالمدرسة الإبتدائية في سن الخامسة، وقضى تعليمه الإبتدائي بإقليم الخميسات، ثم انتقل بعد ذلك الى القنيطرة التي حصل فيها على الشهادة الإبتدائية بمعدل عال جدا، و بعدها الى اعدادية المختار السوسي بالمدينة نفسها، والتي درس فيها لمدة ثلاث سنوات. وعندما حصل على الباكالوريا سنة 1981 شد الرحال الى فرنسا، حيث نال مجموعة من الشهادات العليا، بداية بالإجازة من جامعة رون، فالميتريز في الإقتصاد القياسي سنة 1985، ثم الميتريز في تدبير المقاولات من جامعة ديجون.
وبعدها التحق بوليف بالمعهد الفرنسي للبترول بباريس، ليحصل منه على شهادة في اقتصاد الطاقة سنة 1986، قبل أن ينتقل الى جامعة باريس الثانية، حيت نال شهادة الدكتوراه الوطنية في اقتصاد الطاقة. ولم يتردد بوليف بعد عودته الى المغرب في استكمال مسيرته العملية، إذ التحق بجامعة محمد بن عبد الله، التي حصل فيها على دكتوراه الدولة في تخصص الاقتصاد المالي سنة 1996. إلى جانب ذلك، شغل ابن طنجة العديد من المناصب البعيدة عن النشاط السياسي، بحيت عمل في شركتي توتال البترولية و غاز فرنسا محللا اقتصاديا، ثم خبيرا اقتصاديا مكلفا بالدرسات و البحت بشركة باطريموان.
كما عمل لدى عدة مؤسسات مالية دولية، كالبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، وجمعية الدول الفرنكوفونية. و فيما يخص العمل الأكاديمي الجامعي، شغل بوليف منصب أستاذ للتعليم العالي في كلية الحقوق بوجدة، إلى جانب كلية الحقوق بطنجة، كما درس ايضا في العديد من المدارس و المعاهد العليا المتخصصة في الإقتصاد و المالية.
توقعات المراقبين تشير إلى أن احتمال تكرار إنجاز لائحة بوليف للنصر الكبير الذي حققته سنة 2011 يبقى كبيرا، بالحصول على 3 مقاعد من أصل 5، بعدما عزز حزب المصباح الذي يسير جماعة طنجة ومقاطعاتها الأربع حضوره القوي في المشهد السياسي بعاصمة البوغاز.
الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق