مقالات الرأي
بوكرن يكتب..لماذا أدعو أصدقائي للتصويت على حزب العدالة و التنمية؟
مصطفى بوكرن
أدعو إلى التصويت على حزب “المصباح”، يوم 7 أكتوبر، ليس من منظور “القيامة”، النصر أو الشهادة، وليس بمنطق أحسن الأحزاب في المغرب هو البيجيدي، وأنه الأقوى و الاعظم والأجمل والأمثل..كلا ثم كلا
أدعو إلى التصويت على حزب “لامبة”، ليس بتقييم لحصيلته الحكومية، فأنا واحد من المتضررين، من سياسة هذه الحكومة، بل إن الحزب القائد للحكومة، تحول بعض مناضليه إلى “مقدمية بدون علم وزارة الداخلية” في معركة “الأساتذة المتدربين”، وصدمت شخصيا، صدمة كبيرة، كيف تحول “المناضل” إلى “مناضل سابق” وأصبح “مناضل من درجة مقدم”، هذا الحدث لوحده يكفي أن يقاطع المغربي الانتخابات أو إن شارك يصوت على حزب غير البيجيدي.
لكن شخصيا، لا أنظر إلى انتخابات 7 أكتوبر من هذا المنظور، وذلك بالنظر في الجزئيات الكثيرة، التي كتبت عنها طيلة هذه الولاية الحكومية، وأغلبها قي سياق النقد، وخصصت الكثير من الأوصاف لرئيس الحكومة ( المهرج …) الذي يحارب الفساد والاستبداد بلسانه الطويل فقط.
أنظر إلى 7 أكتوبر من منظور سياسي، وهو أن حزب العدالة والتنمية يجتهد لخلق تناقض جديد في المشهد السياسي، وهو “تناقض الحقيقي” غير زائف، ويجتهد لتشكيل قطب يناصر توجهه، وأعادنا إلى النقاش قديم أصيل، فكرته المحورية، هناك على جنبات المؤسسة الملكية، من يستغل فائض السلطة، للعب دور لا يؤطره الدستور ولا القانون، ويؤثر بشكل كبير في الحياة السياسية، وتصبح الحكومات “ديكورا في الواجهة”.
هذا الفكرة كانت ديدن رئيس الحكومة، طيلة هذه الولاية، حيث كان يعبر عن “الوسطاء” بين “الملكية” و”الشعب” وذكر منهم أوفقير و البصري..وطبعا سنفهم فؤاد علي الهمة، وغيره، وسنفهم ايضا، أدوات هؤلاء في الإعلام والاقتصاد والأحزاب..
هذا نقاش السياسي، كان بنكيران “كيضرب ويهرب”، وقد تكتشف أنه يتناقض في تصريحاته، فيقول مرة هناك دولتان، ويأتي في المجلس الحكومي ويتحدث عن “الدولة الحقيقية” التي يضمنها صاحب الجلالة، ولكن الأهم الفكرة وصلت.
وما يؤكد هذه الفكرة، أن نبيل بن عبد الله، تجرأ ليقول نفس المعنى بعبارات أخرى، أن مأزق المغرب، يعيش بدولتين، أو اكثر كما قال ساعف.
فحدث انتخابات 7 أكتوبر، ليس حدثا انتخابيا، هو حدث سياسي، ليس حدثا لترويج البرامج، وليس حدثا للأرقام و المعطيات..، هو حدث لتحديد موقف غاية في الأهمية أكثر من انتخابات 25 نونبر 2011.
كل من يؤمن بالتدافع من داخل المؤسسات، والعمل بمنطق التراكم، هو أن البيجيدي استطاع من خلال أمينه العام، أن يعيد النقاش للمربع الأول، وهو حجرة صغيرة في حذاء السلطة الآن، وكل الحرب ضده، لأنه لم يتحول إلى التفكير بمنطق “وزارة الداخلية”، بل ظل إلى حد كبير، حزبا مستقل في قراراته، وحرا في إرادته.
ولذلك، كل تلك الصفات اسلبية التي وصفت بها بنكيران لا تمنعني أن اقول:” إنه زعيم وطني سياسي” لا مثيل له اليوم في الساحة السياسية المغربية، لأن جمع بين متناقضين وهو يشتغل من داخل المؤسسات :”الإصلاح والمقاومة”.
من خلال تفكير طويل وقراءة ومتابعة، ليس الغرض عندي أن يحصل البيجدي 200 مقعدا، بل أن يفوز فقط بالمرتبة الأولى، أي أن القوس لم يغلق بعد..
ولقائل أن يقول، لا فرق بين البيجدي والبام وباقي الاحزاب..، كل من يفوز يشتغل في برنامج المخزن، وكل ما نراه اليوم هو “مسرحية مضحكة” لتنشيط المشهد السياسي فقط، وأن التغيير الحقيقي، هو مواجهة “دكتاتورية المخزن” و”سلطوية المؤسسة الملكية”.
هذا كلام في جوانب منه كثيرة صحيح، ويصلح للتعبئة ولمقاطعة الانتخابات، ويصلح لمن يريد أن يبقى في مدرجات المتفرجين، وهذا الخطاب هو متماسك إلى حد ما، لأنه لم يجرب الممارسة التي تخلق التناقض، وهذا خطاب قوي جدا، لمن اراد أن يكون معارضا طيلة حياته، ويترك المجال للفسدة و المفسدين، يحبثون في الشأن العام.
هذا هو سبب دعوتي للتصويت على حزب العدالة والتنمية..ولك واسع النظر المهم أن لا تبقى محايدا