تعرف عدد من الجماعات الترابية بإقليم شفشاون هذه الأيام تنظيم دوريات محلية في كرة القدم،غاب عنها الدعم الرسمي في حين شكلت مساهمات الفرق المداخيل الاساسية للدعم.
موقع “شمالي”حاول تقريب الصورة من خلال معرفة تفاصيل الدوريات الكروية وتابع عدد منهم، واتصل بعدد من النشطاء بالمنطقة قصد معرفة خبايا وأسرار الدوريات المحلية بإقليم شفشاون تخرج منها شباب هم لاعبين كبار في أندية معروفة.
من هنا كانت البداية”باب برد نموذجا”
باب برد الذي تقع وسط جبال الريف تتوفر على موارد طبيعية هامة و ذات كثافة سكانية مرتفعة وغطاء نباتي متنوع تعاني من الكثير رغم بعض التقدم الطفيف، فهي منطقة وعرة التضاريس يعتمد جزء كبير من اقتصادها على القنب الهندي وجد شبابها خلال فصل الصيف ملاذا للترويج عن النفس خلال تنظيم مقابلات في كرة القدم،حيث بعد انتهاء الموسم الدراسي يتوافد عليها عدد من الأساتذة والطلاب الذين أنهو دراستهم الجامعية،قصد قضاء العطلة مع الأحباب بالمنطقة،وهي فرصة تتيح ا لتواصل فيما بينهم.
ففي العادة عند كل مساء يتم تخصيص وقت معين يتم خلاله إجراء مقابلات في كرة القدم في أراضي شاسعة لا تخلو من مخاطر،هذه المقابلات تتم بين الأحياء يتسمها النشاط والحيوية والجدية،ويحضرها شباب وشيوخ وصبيان بعد يوم كامل من التعب وسط الحقول،وأصبح الوقت بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب وقت فرجة لمشاهدة فرق الأحياء تتنافس فيما بينها قصد الفوز على فريق الخصم.
دوريات محلية بطعم خاص.
رأى عدد من النشطاء والأساتذة والطلبة بالمنطقة هذه السنة أن تلك المباريات الكروية بين فرق الأحياء والتي تقام بشكل عشوائي خلال عطلة فصل الصيف، تخلق نوعا من التواصل والفرجة الممتعة وتسهم في اكتشاف مواهب كروية بالمنطقة،فكان لابد في التفكير بتنظيم دوريات تكون محطة من محطات الأنشطة الرياضية تساهم في الإشعاع الرياضي بالمنطقة،ومن تم بدأت الاتصالات والمشاورات قصد تنظيم دوريات محلية تعتمد على مساهمات الفرق كنوع من أنواع التمويل.
تم الإتفاق على تنظيم دوري”النهضة” في نسخته الأولى الذي بلغت تكلفته حوالي مائة ألف درهم،حسب ما أفادنا به أحد النشطاء الجمعويين بمنطقة باب برد بعد إشراف جمعية النهضة على تنظيمه،بشكل قانوني،دون توصلها بدعم من المؤسسات الرسمية سواء تعلق الأمر بالمجلس الجماعي أو مجلس الجهة.
الناشط الجمعوي قال أن الدوري يتم صرف عليه مبالغ يومية انطلاقا من رش الأرضية بالماء وإعادة تبليطها وتهيئتها وهو ما يزيد النفقات في الإرتفاع.بالإظافة إلى هيئة التحكيم ذات المستوى الجيد.
هذا الدوري الذي جاء استجابة لمجموعة من الطلبات بعد نجاح دوريات كروية أخرى بالإقليم،نذكر منها على سبيل الحصر دوري بني يجل التابع لجماعة بني فغلوم،الذي يحضى بمتابعة شاسعة من طرف شريحة مهمة من الساكنة المحلية،هذا الدوري الذي يتم تنظيمه بإمكانيات جد متواضعة.
رواج اقتصادي موسمي
مباشرة بعد الإعلان عن انطلاق الدوري في التاريخ المعين،يستعد عدد من الشباب جمع مستلزمات الرحلة بما فيها المأكولات الخفيفة بالإضافة”للقايطون” والمشروبات الغازية والماء البارد ومثلجات محمولة وهو ما ينتج عنه رواج تجاري مهم يحقق دخلا لعدد من الأسر،انطلاقا من حركة السير التي غالبا ما تنظمها سيارات من نوع مرسيديس 207، نهاية بمأكولات خفيفة يتم بيعها بأثمان جد مناسبة خلال المقابلات الكروية التي تتعلق بالتصفيات.
هذه الوجبات هي عبارة عن علب من السمك والبيض والخبر بعض أنواع العصائر المصنعة ثم بعض أنواع الحلويات، التي تلقى إقبالا كثيفا من طرف مشجعي الفرق.فهي رغم بساطتها غير أنها تعتق رقبة العديد من الجماهير الوافدة على الملاعب. تحت ضل الأشجار التي هي الملاذ الوحيد للوقاية من حرارة الشمس.
أندية أوربية حاضرة في الدوريات
بمجرد أن تصل للمعلب حتى تصل لأذنيك أسماء للاعبين مشهورين في أندية عالمية يتم تداولها بين عدد من المشجعين،سواء تعلق الأمر برولاندو وميسي وموفيتش وكاسياس وراموس وغيره من أصحاب الشهرة في الأندية العالمية.
فهاؤلاء الشباب يتابعون جميع الأندية الأوربية،أحيانا يقطعون مسافات طويلة قصد الاستمتاع بأهداف ميسي ورولاندو، فهم يعرفون كل صغيرة وكبيرة وجميع الكواليس في الأندية، هنا بدوري “بني يجل” روح الرياضة عامة والكرة على الخصوص حاضرة في صدورهم،منهم من يرتدي قميص ميسي ومنهم العربي ولاعبين دوليين آخرين.
شباب مشاركين في الدوريات يطمحون إلى أن تبصم أسمائهم في كرة القدم،انطلقت بأحياء ودواوير وانتقلت إلى الأندية المحلية لتصبح ناضجة مع فجر الصباح الذي ينتظرونه لتحقيق أحلامهم.
