سياسة
الذهاب إلى الشواطئ.. فوائد صحية تفوق النوادي الرياضية
بمجرد قدوم شهر الصيف يتوافد الآلاف على الشواطئ والبحار ليستمتعوا بالهواء الصافي ونسيم البحر ويقضون وقتا ممتعا مع الأهل والأقارب بعيدا عن توتر وقلق العمل والمسؤوليات الحياتية، إلا أن فوائد الذهاب للشواطئ والبحار لا تتوقف عند هذا الحد من الرفاهية والمتعة، إنما تمتد لتشمل الكثير من الفوائد الصحية للإنسان من ذهابه إلى الشاطئ واستمتاعه بنسيم البحر.
أظهرت دراسة أعدها موقع “بولد سكاي” الهندي، عن الآثار العلاجية والفوائد الصحية للذهاب إلى الشواطئ، أن بعض المناطق في دماغ الإنسان والتي ترتبط بالعاطفة والتأمل يتم تعزيزها عند الذهاب إلى البحر، ويرجع السبب وراء ذلك هو الشعور بالاسترخاء عند رؤية البحر، كما أنه يمد الجسم بالطاقة الإيجابية، حيث يقول الباحثون إن موجات البحر تعمل على توليد أيونات تساعد الجسم في الحصول على المزيد من الأكسجين، كما تعمل على زيادة هرمون السيروتونين، وهو يعد المسؤول عن الشعور بالسعادة والرضا، كذلك فقد أظهرت الدراسة أن جميع المسطحات المائية مثل حمامات السباحة والأنهار والبحار تعمل على شفاء الإنسان ولها تأثيرات عميقة على العقل والجسد والروح.
وتشير الدراسة إلى أن الذهاب للشواطئ يعمل على تقليل التوتر لأن صوت أمواج البحر يعمل على خفض مستويات هرمون التوتر الكورتيزول، كما أظهرت أنه عند النظر للبحر يشعر الأشخاص بالأمن والأمان، بالإضافة إلى أن هواء البحر له فوائد للبشرة، وذلك لأن له تأثير على الغدد الصماء ويساعد الجسم على إفراز الأندروفين، وهي مادة كيميائية تساعد الجسم على الشعور بالراحة وتمنح الجسم النعومة والترطيب، كما يعالج الاكتئاب، واستنشاق هواء البحر يساعد الأطفال على علاج العديد من حالات التليف الكيسي (التهاب الرئة المزمن) عند الأطفال.
وقد أكد البروفيسور هارون هيب في البحث الذي أجراه عن الصحة البيئية، أن الذهاب إلى الشواطئ له فوائد صحية للإنسان أكثر من الذهاب للنوادي وصالات الألعاب الرياضية المختلفة، لكن ذلك وفقا لشروط معينة يجب توافرها في شاطئ البحر لكي يحقق التأثير الصحي السليم للجسم بشكل كامل، حيث يجب أن يذهب الشخص في الأوقات التي تكون فيها درجات الحرارة منخفضة، حيث تزيد الزيارات بنسب 30% أكثر من الأيام متوسطة الحرارة والأيام الأكثر برودة من المعدل المتوسط، ويرجع ذلك للفوائد الصحية التي تعود للإنسان من الذهاب للشاطئ في درجة الحرارة المنخفضة.
ولم تقتصر فوائد الذهاب للشاطئ عند هذا الحد، حيث يحتوي ماء البحر على مستويات عالية من المعادن المختلفة من المغنيسيوم والبوتاسيوم واليود والتي تساعد في مكافحة العدوى وتقديم الآثار العلاجية، كما أنها تساعد الجسم على الشفاء وإزالة السموم، بالإضافة إلى أن السباحة تعمل على انخفاض الضغط وزيادة الشعور بالراحة النفسية والعضلية، فممارسة السباحة تعمل على تقليل الشعور بالقلق والاكتئاب بالإضافة إلى الفوائد الصحية التي تكسبها للجسم، وهو ما جعلها تأتي في المرتبة الرابعة بين أكثر الرياضات شعبية حول العالم.
ويوضح د. عبدالعظيم الهواري، استشاري الطب الرياضي والعلاج الطبيعي، أن فوائد السباحة تكمن في طفو الجسم على الماء ونقصان كتلته وثقله الحاد أيا كان وزن الإنسان، فكل من يعاني من السمنة وزيادة الوزن المفرطة، أو من يعاني من النحافة، يمكنه ممارسة السباحة والطفو على سطح المياه والاستمتاع بفوائدها الكثيرة، والتي من أهمها تقوية المفاصل والعضلات مما يجعلها أفضل تمرين طبيعي، كما أن خواص المياه الفريدة يساعد على تنظيم تحركات الجسم وعضلاته، مشيرة إلى أنه من أبرز فوائد السباحة تقوية العضلات، والتنويع في الحركات وأداء التمارين العشوائية داخل المياه مفيد أيضا، ومناسب لتحسين حركة الجسم وقوته، أما السباحة المحترفة أو بحركاتها السليمة فتساعد على تقوية المفاصل والعضلات بشكل عام، بالإضافة إلى دورها في إنعاش الجسم، وتحسن من أدائه وتحمله للضغط والمجهود، فضلا عن أنها تساعد على مرونة العضلات، ناصحا بحماية الجلد قدر الإمكان من أشعة الشمس الملتهبة، والذي يكون من خلال استخدام “صن بلوك” طبيعي مكون من زيوت الخروع والزيتون والسمسم، مع الاستحمام فور الانتهاء من السباحة.
ويعمل تعرض الجلد لأشعة الشمس المباشرة على إنتاج فيتامين “د”، وهو يعتبر المادة الحيوية التي تساعد على امتصاص الكالسيوم وبناء عظام قوية، فالتعرض لأشعة الشمس لمدة 10 دقائق تكسب الجسم نسبة جيدة من فيتامين د، حيث يمكن للجسم أن ينتج ما بين 10 آلاف إلى 25 ألف وحدة من فيتامين د، وذلك في فترة أقل بكثير من الوقت التي تستغرقه البشرة للتحول للون الوردي، كما أن المشي حافي القدمين على الرمال يحفز الغدد الدرقية والعصبية للإنسان، ويقوي القدمين أيضا، فالاتصال المباشر بالأرض دون ارتداء حذاء يجني فوائد حيوية لتحسين الحالة المزاجية والصحية.