سياسة
الملك محمد السادس يؤدي صلاة الجمعة بمدينة المضيق
أدى الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم، صلاة الجمعة ب”مسجد محمد السادس” بمدينة المضيق.
واستهل الخطيب خطبتي الجمعة، بالتأكيد على أن أمر الدين والدنيا في كل أمة مسلمة أراد الله لها الخير والصلاح، يدور على إمامتها العظمى، إمارة المؤمنين، وواجب شكر الله عليها بالليل والنهار وهو واجب من صميم الدين، يؤدى بثلاثة أمور هي: الدعاء والامتثال والعمل الصالح.
وأشار إلى أن التذكير بهذه الحقيقة الكبرى والأولوية العظمى، يتزامن وبلادنا تستعد للاحتفال غدا بعيد العرش التليد، الذي يخلد الذكرى السابعة عشرة لاعتلاء عاهل البلاد، أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، عرش أسلافه المنعمين.
وأكد أن هذه المناسبة عظيمة الشأن، جليلة القدر، يعبر فيها المواطنون، في كل مرة، عن تأكيد تشبثهم المكين، ووفائهم الصادق، وإخلاصهم المتين لحامل أمانة الإمامة العظمى، مولانا محمد السادس أعز الله أمره، وبارك في عمره وخطاه، مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم” (أي يدعون لكم وتدعون لهم).
وسجل الخطيب بأن إرادة الله سبحانه وتعالى شاءت أن يتولى قيادة سفينة هذه الأمة ملك شاب، تقلد إمارةَ المؤمنين عهدا عن أسلافه المنعمين، إمارة تزكيها وتؤكدها البيعة العامة المتجددة، والولاء الكامل من جانب الأمة، أمة تزجي لإمامها الوفاء الصادق وجميل العرفان، بما يقوم به حفظه الله من أعمال جليلة، لإرساء دعائم نهضة شاملة، مبنية على مبادئ سامية، وعلى تسخير كل الإمكانات لأداء الواجب الذي يتطلبه البناء الحضاري للأمة، على أساسه الثوابت والمقومات الروحية، حتى تواكب العصر بكل مستجداته وتطوراته وابتكاراته.
وفي هذا الصدد، ذكر الخطيب بأن المغاربة عاشوا سنوات حافلة بجلائل الأعمال، وروائع المنجزات، وعظائم الإصلاحات، انصبت كلها على خدمة المواطن، إسعاده وإكرامه، تعليمه وتكوينه وتثقيفه، ومحاربة الفقر والتهميش والإقصاء، مع إعادة الاعتبار للمرأة، التي أحلها أمير المؤمنين، المنزلة التي خصها بها القرآن الكريم بوصفها أنثى، وبنتا، وزوجة وأما ومواطنة.
وأشار إلى أن سبعة عشر عاما كانت كلها إصلاح دائب وبناء مطرد وتشييد متواصل، عرفت خلالها البلاد أضخم وأعظم الأوراش من طرق معبدة، ومدارس ومعاهد، ومستشفيات ومستوصفات، وماء شروب وكهرباء في المدن والقرى.
واعتبر أن لكل زمان رجاله، ولكل ميدان فرسانه، ومآلنا وملاذنا نحن أبناء هذا المغرب المجيد هو أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمنه الله ورعاه، الذي قيضه الله لهذه الأمة فجاء على موعد مع التاريخ، ليسجل في صفحات أمجاد الوطن وفي ثنايا سِفره الخالد، أروع الملاحم، فَمَلَكَ حفظه الله القلوب، وأَسَرَ الألباب، فتقوت أواصر الحب والتعلق والوفاء بينه وبين كل شرائح شعبه.
وفي هذا السياق، أكد الخطيب أنه من الواجب الديني للعلماء والوعاظ، والخطباء والدعاة، أن يبينوا للناس أولويات الدين، لأن العمل بالأولويات يساعد على حل المشاكل التي هي من قبيل الجزئيات، ومن الأولويات تعريف الناس بحق الإمامة وحقوقها الشرعية.
وسجل أن عدم الفرقة في الثوابت والمبادئ الكبرى شرط لدوام السيادة والكرامة، والتنمية والاستقرار، والاطمئنان في ظل قيادة قوية جامعة، رشيدة حكيمة، واعية متبصرة، ترعى الدين والوطن، وتصون الوحدة والأرض، وتحمي السيادة والاستقلال.
واعتبر أن تلك نعم حبا الله بها بلدنا الأمين منذ تأسيس دولة الأشراف الأدارسة، وإلى عهد الدولة العلوية الشريفة، حيث تتواصل بفضل الله وعونه في عهد وارث سرها، فرع الدوحة النبوية العطرة، مولانا محمد السادس أدام الله عزه وسلطانه.