سياسة

5X5.. تعرف على 5 “كوارث” تورط فيها إلياس العماري في شهر 5

يبدو أن شهر ماي، الذي يحمل رقم 5 بين شهور السنة، أبى إلا أن يسطر على رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلياس العماري، 5 “كوارث” من الحجم الثقيل، تراوحت بين مزاعم عارية من الصحة، وتصريحات تطعن المملكة في ظهرها، والشهر لم يزل بعد في منتصفه.

خروج إلياس العماري إلى العلن كان حدثا غير عادي، سواء بالنسبة لمناوئيه أو الدائرين في فلكه، وبين من اعتبر أن خروجه إلى العلن سيفضح الرجل ويظهره في حجمه الطبيعي، وبين من اعتبر أن انتخابه للقيام بمهام سياسية وتدبيرية مباشرة سيعزز من قوته “الأسطورية” التي طالما تحدث معجبوه عنه.

وبتتبع تصريحات الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة وخرجاته خلال ما مضى من أيام شهر ماي، يمكن رصد 5 “كوارث” كبرى تورط فيها الرجل، إلى جانب الزلات الصغيرة الكثيرة، وفي ما يلي جرد لهذه الكوارث الخمس:

1/ الحكم الذاتي تحت القصف

اختار إلياس العماري توقيتا “مريبا” لتوجيه نقد غير عادي لمقترح المغرب لإقامة حكم ذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، في وقت تمر فيه القضية بمنعطف حاسم وحساس، سواء في الأمم المتحدة أو في المؤامرات التي تحاك ضد الوحدة الترابية للمملكة إقليميا، وتشهد تصعيدا خطيرا، بلغ حد تورط الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون.

تصريحات العماري “الشاردة” عن الإجماع الوطني، اعتبرها عبد الله بووانو، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب اتهاما مباشرا للملك محمد السادس من قبل العماري، حيث أن الملك هو من بادر إلى اقتراح هذه الصيغة كحل سياسي عادل لملف الوحدة الترابية للمملكة، مع استحضار دور العماري في ملف “اكديم مايزيك” وتداعياته الخطيرة.

2/ كذبة بـ100 مليون دولار

كالنار في الهشيم انتشر خبر جلب إلياس العماري، بصفته رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، لاستثمارات من مؤسسة “بيل وميليندا غيتس” العالمية، والبنك الإسلامي للتنمية، بمبلغ خيالي، بلغ 100 مليون دولار، لإقامة مشاريع تنموية بالجهة، وهو ما هلل له أنصار الأصالة والمعاصرة، قبل أن يتضح أن الخبر كان كذبة كبرى.

ساعات قليلة كانت كافية ليتمكن صحافيون محترفون من اقتناص الخبر اليقين من مؤسسة بيل غيتس والبنك الإسلامي للتنمية على السواء، واللذين نفيا أن يكون لهما أي استثمار أو مشاريع بهذا الحجم في أي مكان في العالم، كما فندا نيتهما تخصيص هذا المبلغ للمغرب، قبل أن يحاول العماري التملص من الكذبة التي نشرها حسابه الرسمي على الفيسبوك، والموقع الرسمي لحزبه على الانترنت.

3/ “السفارة” و”الوكالة” في مقر الجهة

فوجئ صحافيون وجهت لهم الدعوة للمشاركة في دورة تكوينية من تنظيم مؤسسة “طومسون رويترز” الإعلامية العالمية، والسفارة الأمريكية في الرباط، حول الإعلام وقضايا البيئة، بتلقيهم استمارة مشاركة موقعة من إلياس العماري، لحضور الدورة التكوينية نفسها، لكن على أساس أن مجلس الجهة هو الطرف المنظم، بينما المنظمان الحقيقيان مجرد شريكين.

انتفاضة الصحافيين ضد الاستغلال المفضوح للعماري سياسيا لتكوين إعلامي، لمجرد احتضان مقر الجهة له، دفع وكالة رويترز والسفارة الأمريكية إلى تغيير مكان التكوين نحو المتحف الأمريكي بطنجة، لسحب البساط من تحت قدمي العماري، ومنع استغلاله السياسي لتكوين لا علاقة له به من قريب أو بعيد.

4/ التلاعب بانتخابات 2011

اتهام آخر من العيار الثقيل وجهه العماري للدولة عندما صرح بأن حزب الأصالة والمعاصرة تلقى تعليمات من الدولة لحصر مشاركته الانتخابية في الانتخابات البرلمانية لسنة 2011، والسماح لحزب العدالة والتنمية بتصدر الانتخابات، وهو ما تفنده وقائع الانتخابات نفسها وواقع مشاركة “البام” فيها.

تصريحات العماري لا تعني شيئا آخر سوى أن الحزب ساهم في عمليه تلاعب بإرادة المغاربة، ورسم الخريطة الحزبية على غير مراد الناخبين، بما يضرب عمق العملية الديمقراطية نفسها، كما تسائل تلك التصريحات العماري وحزبه عن استقلالية قراره عن إملاءات الدولة أو أطراف فيها، سواء في 2011 أو اليوم.

5/ 300 ألف فرصة عمل صينية

مثل السلع الصينية الرخيصة الموجهة للاستهلاك السريع، كذبة توفير 300 ألف منصب شغل في جهة الشمال، التي روجها إلياس العماري كثمرة للاتفاقية التي كان توقيعه من بين التوقيعات التي وضعت عليها، ضمن الاتفاقيات المغربية الصينية، لم تصمد سوى لساعات، قبل أن تتناسل الأسئلة حول ماهية هذا الاستثمار الذي من شأنه توفير هذا الرقم الضخم من فرص الشغل.

وظهر جليا أن العماري يحب الأرقام الفلكية لصنع “وهم” امتلاكه لعصى سحرية قادرة على حل مشاكل التنمية في منطقة الشمال، لكن مفعول سحره يبطل بسرعة شديدة، بينما تتلاحق “كوارثه” وتتهاوى تباعا مثل أحجار الدومينو.

وبين هذه الكوارث الخمس، وقبلها وبعدها، ألقى العماري بفقاعات أخرى مشابهة، وإن بحجم أصغر، وضعته في حرج شديد أمام الرأي العام، وأمالت الكفة لفائدة منتقديه، الذي ظلوا يؤكدون أن خروجه للعلن هو بداية نهاية أسطورة إلياس العماري، ويكفي مشاهدة مقطع فيديو صغير له وهو يحاول الانتقاص من اللغة العربية أمام طلبة أحد المعاهد الخاصة بالدار البيضاء، ويتحداهم في معرفة ما هي “مكنسة’، قبل أن يتفاجأ بمعرفة كل الحاضرين لها، مما جعله يبدو بعيدا عن الهالة التي كانت تحيط به أيام العمل في الخفاء.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق