سياسة
“الواي فاي”.. القاتل الصامت يمنع نمو الإنسان والنباتات
مع التقدم التكنولوجي الكبير وثورة الاتصالات والإنترنت، انتشر استخدام “الواي فاي” بشكل كبير، إذ يكثر استخدامه للاتصال بالإنترنت عبر الهاتف والأجهزة اللوحية والكمبيوتر وأجهزة متعددة أخرى، فلم يعد يخلو منزل أو شركة، من موجات الراديو اللاسلكية المنبعثة من أجهزة الواي فاي لتغطي مساحات واسعة من حياتنا اليومية، ما زاد من تأثيره على البيئة وصحة الإنسان، إذ يمكن اعتبار “الواي فاي” بمثابة القاتل الصامت الذي يقتل الإنسان ببطء.
“الواي فاي” أو “WiFi”، اختصار لمصطلح “Wireless Fidelity”، ويقصد بها البث اللاسلكي الفائق الدقة والسرعة، فهي تستخدم موجات الراديو لتبادل المعلومات بدلا من الأسلاك، كما أنها قادرة على اختراق الجدران والحواجز، وذات سرعة عالية في نقل واستقبال البيانات تصل إلى “54 Mb ps”.
وعلى الرغم من مميزات خدمة “الواي فاي” أو “موجات الإنترنت اللاسلكية”، التي تستخدم للاتصال بالإنترنت بدون الحاجة لكابلات، إلا أنها لها آثار سلبية على صحة الإنسان، وقد تقتل في بعض الأحيان، وذلك بحسب دراسة قامت بها وكالة حماية الصحة في بريطانيا، حيث توصلت من خلالها إلى أن موجات “الواي فاي” تمنع نمو الإنسان والنباتات على حد سواء.
وأشار الباحثون إلى أن التعرض مباشرة لموجات الإنترنت اللاسلكية أو “الواي فاي”، يؤثر بشكل سلبي على المخ، مما يؤدي إلى قلة التركيز، ودمور في خلايا الدماغ، كما يؤدي في بعض الأحيان إلى ألم في الأذنين، كما أن الترددات اللاسلكية المنبعثة من أجهزة “الراوتر”، تؤدي إلى صعوبة في الحمل، ومع كثرة التعرض لتلك الأشعة قد يؤدي إلى الإجهاض، وما يدفع بضرورة وجوب توخي النساء الحوامل الحذر من استخدام الأجهزة اللاسلكية، والبقاء لمدة طويلة في محيط تأثير شبكات الـ”واي فاي”.
كذلك أكد العلماء أن استخدام الرجال للأجهزة المتصلة بشبكات الإنترنت لاسلكيا عن طريق الواي فاي يؤثر على الخصوبة، حيث أشاروا إلى أن عينات السائل المنوي التي تم وضعها على مسافة أقل من بوصة واحدة تحت جهاز “لاب توب” أو جهاز لوحي متصل بشبكة الواي فاي، كانت أكثر عرضة للإصابة بتلف الحمض النووي وبطء حركة الحيوانات المنوية، مقارنة بحركة وجودة الحيوانات المنوية العادية.
واكتشف العلماء أن 25 بالمئة من عينات الحيوانات المنوية فقدت القدرة على الحركة، بينما أظهرت 9 بالمئة من العينة تلفا للحمض النووي، وذلك مقارنة بـ14 بالمئة من عينات الحيوانات المنوية التي تم تخزينها بعيدا عن موجات الواي فاي، والتي ألحقت ضررا أقل بالحيوانات المنوية.
هذا وأثبتت دراسة أخرى أجرتها جامعة فاغينينغين الهولندية، التأثير السلبي للـ”واي فاي” على البيئة، حيث وجد العلماء وجود تلف في أنسجة هذه الأشجار واختلافات في النمو، ناتجة عن المجال الكهرومغناطيسي المنبعث من شبكات الواي فاي، وبإجراء الباحثين لتجربة لتأكيد النتائج، وضعوا مجموعة من الأشجار في مكان بالقرب من بعض نقاط إرسال إشارات الواي فاي، كما قاموا بوضع مجموعة أخرى من الأشجار بعيدا عن إشارات الواي فاي، وبعد ثلاثة أشهر وجد أن الأشجار التي تعرضت بشكل مباشر لأشعة الواي فاي قد تعرضت أوراقها لبعض الأضرار، مقارنة بالأشجار الأخرى والتي كانت في مكان بعيد عن تأثير موجات أجهزة الواي فاي.
وتوضح د. نرجس ألبرت، أستاذة الصحة العامة بكلية طب قصر العيني، أن الخطر الناتج من الشبكات اللاسلكية يتحدد بمدى الاستخدام لهذه التكنولوجيا والموجات الكهرومغناطيسية، لافتة إلى أن التأثير الضار للواي فاي على صحة الإنسان موجود، فقد يؤدي التعرض المفرط للأشعة الكهرومغناطيسية الناتجة عن أجهزة الواي فاي والشبكات اللاسلكية إلى بعض المشاكل الصحية مثل التأثير على المخ أو الذاكرة، وذلك على الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة تثبت هذه الأضرار، وهو ما قد يرجع إلى أن هذه التكنولوجيا لا تزال حديثة نسبيا ولم يثبت لها أنها تسبب أمراضا بعينها تحدث على المدى الطويل.
وأضافت:التكنولوجيا سلاح ذو حدين، فبالرغم من المميزات الهائلة لاستخدامات الشبكات اللاسلكية، إلا أنها لها أضرار على الصحة والبيئة، ومع صعوبة التخلى تماما عن استخدامها، فإنه يجب اتباع إجراءات وتعليمات لتوفير الحماية من الإشعاع الضار الناتج عنها، موضحة أنه للحصول على أفضل حماية يفضل استخدام الاتصال بالإنترنت عبر الأسلاك وليس اللاسلكي، هذا وإن كان هناك جهاز (راوتر لاسلكي) في المنزل فيفضل أن يكون بعيدا عن أماكن النوم، وعدم استخدامها في أماكن مغلقة، حيث يزداد تأثير الإشعاع، كما يجب إيقاف تشغيل الواي فاي تماما بجهاز الموبايل أو الراوتر في حالة عدم استخدامه، بالإضافة إلى تقليل استخدام الأجهزة اللاسلكية قدر المستطاع وبحسب الضرورة، والحرص على إبقائها في غرفة بعيدة بالمنزل، وفي منأى عن الأطفال والنساء الحوامل، فقد وجدت دراسة حديثة أن الطفل يستطيع امتصاص 10 أضعاف كمية الإشعاع الذي يمتصه الشخص البالغ.
وعلى خلاف ذلك، يؤكد البروفيسور لاوري تشالي، الأستاذ بكلية الطب بجامعة نوتنجهام في أبحاثه، أن التعرض لموجات الواي فاي في أغلب الأوقات يكون صغيرا للغاية وأجهزة الإرسال تعمل على درجات منخفضة من استهلاك الطاقة، وبعيدة عن جسم الإنسان في الغالب، مما يجعل تأثيره السلبي على صحة الإنسان يكاد يكون معدوما، موضحاً أنه طالما هناك تحذيرات تقضي بألا يتحدث الأطفال كثيرا على الهاتف الخلوي، فيجيب أيضا التنبيه على عدم استخدام الواي فاي على مدة طويلة.
وفي بحث ميداني أجراه باحثون بريطانيون، خلص نتائجه إلى أن معدل الإشعاع الصادر من الأجهزة التي تعمل بتكنولوجيا الواي فاي في إحدى المدارس في منطقة “نورويك” يصل إلى 3 أضعاف الإشعاعات الصادرة من أجهزة الهاتف الخلوية.