سياسة

نوفل الناصري يكتب: أَهذا ما يخطط له عراب حزب الأصالة والمعاصرة… !!؟

دائما وفي إطار ضريبة الإصلاح، ومحاولات الانقلاب على المسار الديمقراطي الذي تبناه المغرب بعد دستور 2011، وما نعيشه مؤخرا من حروب بالوكالة داخل المشهد السياسي الوطني والتي تهدف أساسا إلى إحراج الحكومة وعزل حزب العدالة والتنمية وكسر شوكة وشعبية رئيس الحكومة الاستاد عبد الإله بنكيران، خصوصا بعد نتائج انتخابات 4 شتنبر 2015، ها نحن اليوم نشهد تكتيك جديد قديم يُعَد نهج محوري ومنهج مُعتَمَد لدى حزب الأصالة والمعاصرة، إنه سرقة النضال والركوب على الأحداث والمطالب والقضايا الاجتماعية وتسيسها ومحاولة إشعال الشارع بها، والارتزاق من ورائها، وابتزاز الدولة بحساسيتها وعواقبها على الاستقرار والأمن الداخلي. واللافت للنظر في هذا الأسلوب هو الآثار المأساوية والنتائج الكارثية المترتبة عنه، والتي غالبا ما تعود بالسوء على البام وعلى إلياس العماري.

كانت من التجليات الأولى لهذا المنهج البئيس، أحداث إكديم إيزيك أو انفجار العيون سنة 2010، والتي كان أحد المتدخلين فيها بامتياز هو إلياس العماري، فالكل كان يتساءل عن سر وجوده بالعيون طيلة 18 يوما السابقة على تفكيك المخيم، وهو الذي ليست له علاقة لا بالقبائل الصحراوية ولا قرابة له في المنطقة ولا مسؤولية سياسية له، وكيف تدخل في تفاصيل توجيه المخيم وقدم نفسه للساكنة بأنه من المقربين…ولولا لطف الله، وتضحيات الجيش المغربي، ووطنية الصحراويين المغاربة، وحكمة جلالة الملك، لكنا بصدد نزاع ثاني حول وحدتنا الترابية، خصوصا لتزامن هذه الواقعة مع أحداث الريع العربي…

كذلك، من الأحداث التي ترتبت عن هذا الأسلوب الاسترزاقي، والذي كان بطله مرة أخرى هو عراب حزب الأصالة والمعاصرة، المفاوضات الشاقة التي دارت بين الصيادلة والحكومة، بعدما قام هذا الرجل بتحريض الصيادلة في مقطع فيديو موثق، للضغط على الحكومة لكي لا يتم الخفض من أثمنة الأدوية، مؤكدا لهم أنهم يعتبرون المتضرر الأول عند تطبيق هذا الإجراء، وقائلا لهم، وهو يمسك السيكار الكوبي الرفيع: “عنداكم، الحكومة راه بغات تتهرب من المشكل، وتخلق ليكوم نتوما مشكل مباشر مع المواطن”. وكما هو معلوم، فخلال هذه الفترة تعرض وزير الصحة لتهديدات بالتصفية الجسدية والاعتداء جنسيا على ابنته واغتصابها انتقاما منه.

مرة أخرى يتم الركوب على الحراك الاجتماعي الواسع الذي تفجر بمدينة طنجة بسبب فواتير الاستهلاك الباهظة القيمة التي وزعتها شركة أمانديس. لكن هذه المرة بشكل واضح، فلقد رفض إلياس العماري بصفته رئيس جهة طنجة الحسيمة تسديد فاتورة الماء والكهرباء، الأمر الذي اعتبره المتتبعون السياسيون تحريض عملي على الفتنة ومس خطير بالأمن والاستقرار الداخلي بعد انتشار المسيرات الشعبية الغاضبة وانتقالها لمدن مجاورة. ولولا تدخل جلالة الملك والذي بعث رئيس الحكومة لحل هذه الأزمة لكانت بوادر حراك 20 فبراير جديد…

وها نحن اليوم نعيش واقعة أخرى أشد استفزازا من التي تلتها، بعدما حاول إلياس العماري خلط الأوراق وتوظيف ملف الأساتذة المتدربين في مناوراته الاستفزازية والبئيسة، لإحراج الحكومة وإظهار عجزها عن حل أزمة عشرة آلاف أستاذ يتظاهرون منذ أشهر في الشارع العام من أجل تحقيق مطالبهم، الأمر الذي عقد أكثر الحل ودفع به إلى المتاهات السياسية والصراعات الحزبية والحسابات الانتخابية الضيقة…تأزمت الأمور أكثر بعدما اخترق حزب الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي تحالف أحزاب الأغلبية، حيث أجاب وزير المالية على مراسلة الحزبين خارج الضوابط القانونية، قدم فيها مقترحا لحل مشكلة الأساتذة المتدربين مخالفا لطرح الحكومة، وهو ما اعتبره بلاغ لرئيس الحكومة، أنه لا يمثل قرار الأغلبية، وغير قانوني، ولا يمكن تطبيقه واقعيا. هذه التطورات كانت ستعصف بالحكومة لولا استحضار أهمية استحقاقات المرحلة المتبقية…

والذي يهمنا في هذا السرد هو التأكيد على أن هذا الركوب على الأحداث سالفة الذكر ليس اعتباطيا، بل هو مخطط له بعناية فائقة، الغرض منه توجيه وبعث رسائل للمغاربة عموما ولحزب العدالة خصوصا مفادها:” أنه لا ملجأ لك من حزب الأصالة والمعاصرة ومن أمينه العام، فبعض ممن تتحالف معهم معي وتحت إمرتي، وإذا أردت مواصلة العمل والإصلاح بدون تشويش وبدون معوقات وصعوبات، فما عليك إلا التحالف معي، أو إشراكي في الحكومة القادمة، لأنك بدون شك ستتصدرها، ومن جانبي سأقيك من وسائلي التي تهاجمك وأساليبي التي تنهكك، وسأضمن لك وثيرة سريعة في العمل الحكومي في الأربع سنوات الأولى فقط. أما الخامسة فسأجعلها انتخابية بامتياز، وسأوقف تقدم حكومتك الثانية من الداخل، وها أنت اليوم تتذوق مرارة هذا الإحساس. بهذا سأضرب ثلاث عصافير بحجرة واحدة: حيث سأُظهر للشعب أنني أنا الفاعل القوي في الحكومة الذي يمتلك المفاتيح السرية للدولة والذي له القدرة على حل إشكالات البلاد، مما سيزيد من قوتي ونفوذي وشعبيتي. ثانيا، سأتقدم لانتخابات 2021 بعقد ميلاد جديد يكفر عن خطيئة تأسيسي بعدما منحتني الشرعية بالتحالف معي. ثالثا، سأجري الانتخابات بحصيلتك الحكومية الأولى والثانية…”هذا تخمين لما يخطط له عراب حزب الأصالة والمعاصرة…

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق