سياسة

سينمائيون بتطوان: تجربة المخرج داوود اولاد السيد السينمائية تتميز بفرادتها وبصمتها الخاصة

أبرز مخرجون ونقاد سينمائيون ومهتمون بالفن السابع أن تجربة المخرج المغربي داوود اولاد السيد، الذي كرمه أول أمس مهرجان تطوان الدولي الثاني والعشرين لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، تتميز بفرادتها وبصمتها الخاصة، ما يجعل معه من الممكن نسبة أفلامه إليه دون تردد على غرار عدد من كبار المخرجين العالميين.

وأضاف المشاركون في ندوة حول أعمال داوود أولاد السيد، أمس الأحد بالمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، أن هذا الأخير قدم إنجازا فيلميا وإبداعيا كبيرا، وأمن للسينما المغربية حيوية بالغة وللنقد السينمائي مجالا خصبا للمساءلة.

وأشاروا إلى أن اولاد السيد من الشغوفين، من الناحية التقنية والأسلوبية، باللقطة الثابتة التي تتضمن كل الحركات، وبالمشهد الطويل، لكن أسلوبه هذا “سينيفيلي” يحظى بإعجاب النقاد أكثر منه جماهيري يجلب رواد السينما لشبابيك التذاكر.

وأجمع هؤلاء المتدخلون في الندوة أن هذا الأسلوب أسهم فيه أيضا المبدع الراحل أحمد البوعناني بثقافته الواسعة وموهبته الفذة، وكذا الروائي والسيناريست المتميز يوسف فاضل، متسائلين عن مدى إمكانية توفيق اولاد السيد بين النخبوية والجماهيرية في أعماله القادمة.

وأضافوا أن اولاد السيد فنان غير مهادن، يرفض المواضعات الاجتماعية التقليدية ويسخف بعض التوافقات الخاطئة وينتقدها في سينماه، كما في فيلمي “في انتظار بازوليني” (2007) و”الجامع” (2010) اللذين يتقاطع فيهما الواقع بالخيال، على سبيل المثال.

ومن جهة أخرى، قال المنتدون إن اولاد السيد فنان فوتوغرافي عالمي صور المغرب في كل تمثلاته وتناقضاته، وشارك في معارض عالمية، آخرها بباريس، وحاز جوائز دولية، موظفا إبداعه في أغراض متعددة.

وفي مداخلة لداوود اولاد السيد، أكد أن السينما هي المخرج وليس السيناريو، معربا عن اعتقاده أن الفيلم يتم إنجازه وفق رؤية واضحة وليس طبقا لمواصفات تضعها لجنة ما، وجمهور وميزانية محددين، معربا بالمناسبة عن حبه للسينما التي ينجزها المخرج هشام العسري.

وشدد على أن الإخلاص للذات والصدق في التعامل هو الأساس في الإبداع السينمائي عموما، معربا عن رفضه إنجاز أفلام مشابهة لأفلام مخرجين عالميين وتستقي منها بهاراتها، وعن أسفه لعدم مشاركة أفلام مغربية في مهرجانات عالمية (مهرجان كليرمون فيران على سبيل المثال) لأسباب محض إدارية وتقنية.

وقال المخرج المغربي إنه يؤمن بأن الأسلوب هو الفنان نفسه، وبالتحكم في القواعد أولا وبالإبداع ثانيا، وبأن الحداثة في اعتقاده أن يتم نسيان كل شيء ماعدا الإخلاص للذات.

وعن علاقة داوود اولاد السيد بالمبدعين البوعناني ويوسف فاضل، قال إن ما يجمع بينهم هو امتلاك المتخيل ذاته ومحبة الأشخاص والأماكن والأشياء ذاتها، مشيرا إلى أن فيلم “طرفاية…باب البحر” (2004) الذي أخرجه هو فيلم البوعناني، إذ دخل عالمه بعدما كان المبدع الراحل هو من يدخل عالمه الخاص، وكذا القول بالنسبة لفيلم “عود الريح” (2001).

وأفاد بأنه أنجز فيلمين جديدين، بعد صمت استمر لأزيد من خمس سنوات يتخلله عمل تلفزيوني متواصل حرصا منه على الدربة والانشغال بالكاميرا والالتقاء بالممثلين وبرفاق المهنة.

وقد تم عرض فيلمي “باي باي سويرتي” (1998- 90 دقيقة) و”في انتظار بازوليني” (114 دقيقة) من إخراج داوود اولاد السيد، وسيناريو أحمد البوعناني ويوسف فاضل بالنسبة للأول، وسيناريو وحوار يوسف فاضل بالنسبة للثاني، مع تشخيص الراحل محمد مجد في الفيلم الأول، والراحل محمد بسطاوي في الفيلمين معا.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق