مقالات الرأي

عدنان معز: طنجة .. ومأساة التخطيط الحضري

عدنان معز

خربشات من وحي الواقع
اظن ان مواطني طنجة وشعبها الابي على موعد يوما ما بالتوجه للمحاكم المغربية للمطالبة بجبر الضرر والمطالبة بتعويضات مالية بسبب اخطاء قاتلة ارتكبها بعض الولاة السابقين والموظفين في ولاية طنجة وبعض المؤسسات العمومية والمنتخبون المرتشون مؤسسات خططت لمدينة طنجة بشكل عشوائي وفج ، تخطيط حضري جعل طنجة اليوم تتخبط في مشاكل جمة ولا حل لها ،ربما اهمها ترك المدينة تحيط بقنبلة موقوتة اسمها المزبلة العمومية بمغوغة ،التي بسببها اليوم اجيال من اطفال طنجة سيعيشون ويتعايشون مع امراض مزمنة بقية حياتهم من قبيل الربو ،الاملا1014469_514443418739855_1000462969275600829_nض الجلدية ،امراض العيون ….بسبب ارتفاع الدخان الناتج عن احتراق مواد في بعض الاحيان تنتمي للنفايات الخطيرة من قبيل المخلفات الصناعية وبقايا الادوية …والتي تودع بشكل سري ومشبوه بالمطرح العمومي .
المهزلة الثانية في التخطيط هو ترك المناطق الصناعية( المجد ومغوغة مثلا ) تحاصر بمجمعات سكنية بدل نقلها في الوقت المطلوب الى خارج المدينة ،بل تم بيع تجزئة مخصصة لمنطقة صناعية في المجد العوامة الى سكان من اجل السكن الفردي مما جعل حياتهم تصبح جحيما بفعل ممارسات تخالف القانون لبعض المركبات الصناعية . (الصورة)

ماساة التخطيط الحضري ماساة يمكن ان تؤلف حولها مجلدات وان تدرس كامثلة عن سوء التدبير الحضري للمدينة ،فالطرق الحضرية في طنجة مثلا مصيبة بكل معنى الكلمة ،البنية التحية للواد الحار كارثة ،المناطق الخضراء اصبحت ناذرة وعلى اوراق التعمير فقط ، الغابات اصبحت اقامات سياحية وفيلات لطبقة النافذين والمتنفذين بالمدينة ،كما لو ان تلك الاشجار حكرا فقط على اصناف من البشر فقط ،النقل ام المشاكل ….طاكسي صغير وكبير والحافلات العمومية ونقل العمال ونقل البضائع والشاحنات والدراجات النارية والشاحنات الصغيرة لنقل البضائع …وزيد حتى طاكسي القروي يشتغل هو ايضا داخل المجال الحضري ،بالاضافة الى النقل السري المهم ساحة جامع الفنا والسلام
المهن المزعجة في الاحياء والازقة ( معامل النجارة والحدادة وهياكل السيارات ومعامل تبريد الفواكه وتخزينها ،معامل النسيج …..)،كما لو ان طنجة اصبحت باكملها منطقة صناعية وليست معدة في جزئ منها للسكن الذي يجب ان يتسم بالهدوء والسكينة ، في طنجة نعم التخربيق كاين
اسواق طنجة مثال لسوء التخطيط سواء من ناحية العمران او التنظيم الداخلي ،دكان السمك بجوار الملابس معية العطور مع بائع الفحم ،بجوارهم الفقيه الذي (كيعزم بالبزق والليمونة والطابا) .
في طنجة اذا اردت ان تذهب لمستشفى يجب ان تقطع المدينة عرضا وطولا لتصل الى المستشفى الوحيد ،وعندما تصل طبعا شوف اذا عند الحظ بان تجد الطبيب والتجهيزات ليست معطلة
واياك ان تخبر احدا انه مستشفى جهوي …
في طنجة عندما تشتري فيلا لا تفرح كثيرا فيمكن بعد سنوات قلائل ان تصبح منطقة عمارات ،المهم ان لا تتحول بقدرة قادر الى منطقة خضراء او مقبرة ….
كيف سنخرج من النفق وان نخطط لمدينة طنجة من اجل طنجة المستقبل وليس طنجة نهاية ولاية رئيس الرؤساء او السيد الرئيس او السيد المدير ،اليوم مشاريع كبرى بملايير كبرى ،لكن هل تمت هاته المشاريع وفق مخططات مستقبلية اي مثلا عندما ستنجز طنجة خطها لطرمواي اين سيمر من تحت نفق طريق الرباط ام من فوقه ،وهل سنعمل على هدم ما يتم انجازه اليوم ،هل المرافق التي يتم انجازها اليوم ستكون صالحة لمدينة طنجة سنة 2050 ، هل مشروع تصميم التهيئة اليوم يجيب عن هاته التشوهات العمرانية واصلاح هاته الاخطاء القاتلة اظن ان الجواب لديكم اصدقائي القراء ؟

ملحوظة: هذه المقالة هي في الأصل تدوينة على حساب الكاتب في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق