سياسة

النشاط البدني وممارسة الرياضة.. علاج بديل يقتل الخلايا السرطانية

يتميز النشاط البدني وممارسة الرياضة بفوائد كثيرة خاصة في الحفاظ على الصحة، وتحسين الحالة الجسدية والنفسية، من خلال تنشيط حركة الدورة الدموية وعضلات الجسم والقلب، وهو ما يجعلها فاعلة أيضاً في محاربة الأمراض بما في ذلك مرض السرطان، حيث توصل باحثون ألمان إلى أن ممارسة الرياضة عامل مهم مساعد في القضاء على الخلايا السرطانية.

تقول الدراسة التي أجرتها جامعة ميونيخ الألمانية: إن الحركة مهمة جدا للقضاء على الخلايا السرطانية بعد الإصابة وقبلها، حيث أوضحت نتائج الأبحاث على فئران التجارب، أن الفئران المصابة بمرض السرطان التي تتحرك على الدولاب الخشبي انخفض لديها عدد الخلايا السرطانية إلى النصف مقارنة بتلك التي بقيت خاملة لا تمارس نشاطا معينا.

وبحسب الباحثين، فإن السبب في ذلك يعود لارتفاع نسبة هرمون “الأدرينالين” في الجسم، والذي ينشط الخلايا المضادة ويرسلها إلى المناطق المصابة عن طريق الدم، وهو نفس الشيء الذي يحدث في جسم الإنسان.

ويشير الباحثون إلى أن الأشخاص الناشطين يحملون جينات تدفع إلى النشاط، وتساعد على عمل نظام المناعة بالجسم، ما يزيد عدد الخلايا القاتلة للخلايا السرطانية وجسيمات الدم البيضاء مع النشاط، حيث أن هذه الخلايا القاتلة تقوم بالقضاء على الخلايا السرطانية بعد انتقالها إليها عن طريق الدم، كما اكتشفوا أن هرمون الأدرينالين عن طريق الرياضة عامل مهم في القضاء على الخلايا السرطانية في الجسم.

ويوضح البروفيسور مارتن هاله، المتخصص في أمراض السرطان والمشرف على الدراسة، أن عدم النشاط سبب من أسباب الإصابة بالسرطان، فكلما انتقل الإنسان من حالة الخمول إلى النشاط، قل عدد الخلايا السرطانية في الجسم، حسبما أوضحت نتائج الدراسة على الخلايا السرطانية، مشيرا إلى أنه يمكن اختزال خطر الإصابة بالسرطان وخصوصا سرطان القولون والثدي بالمداومة على النشاط البدني لنصف ساعة يومياً، وعلى العكس، فإن الخمول وزيادة الوزن والسمنة تقوي احتمال الإصابة بهذين النوعين من السرطان.

وفي دراسة أخرى صادرة عن المعهد الوطني الفرنسي لمكافحة السرطان “إنكا”، أظهرت الأبحاث بصورة متزايدة منافع التمارين البدنية في مكافحة بعض أنواع السرطان وإبعاد خطر الانتكاس، حيث تؤدي الرياضة والنشاط البدني إلى انخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والثدي، كما تساعد على تحسين نوعية الحياة، وتخفيض خطر الانتكاس في حالات سرطان الثدي والقولون والمستقيم والبروستاتا.

وشملت الدراسة والتي استمرت سبعة أعوام، قرابة 50 ألف شخص تتراوح أعمارهم ما بين 35 إلى 70 عاما ويتمتعون بصحة جيدة، كما شملت الدراسة أيضاً مقارنة بين مرضى أصيبوا بالسرطان وبين أشخاص أصحاء، وكانت النتائج تراجع خطر الإصابة بسرطان القولون عند الأشخاص النشيطين بنسبة 20 بالمئة، وسرطان الثدي بنسبة 30 بالمئة، بينما زاد الخمول والسمنة بعد سن اليأس خطر هذا السرطان بنفس النسب.

وفي هذا الصدد، جمع د. كرستيان فريدنريتش، معطيات 180 دراسة تؤكد كلها أن النشاط البدني يختزل خطر الإصابة بسرطاني القولون والثدي عند الرياضيين، كما أن نتائج الدراسات تحمل الوقاية من سرطان البروستاتا، وتجعل الوقاية من سرطان الرئة ممكنة.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق