سياسة

قراءة من أستاذ جامعي بجمهورية التشيك في رواية “صدى الذكريات” للطنجاوي يوسف شبعة الحضري

 

يصلني نص رواية “صدى الذكريات” كاملا في صيغته الاليكترونية ذات مساء من أواسط شهر رمضان المنصرم، وأنا أستعد لاقتناص “قيلولة” ما بعد صلاة العصر والرأس مثقل من غياب غبار “النفحة” عن فتحتي الأنف. الا أن مادة الطعم للامساك بتلابيب انتباه القارئ جد دسمة في الكتاب، مما يفتح اللهى والشهية عنده الى حدود النهم . ناهيك عن التقديم الرصين المقتضب في لغته والمكثف  في احالاته ودلالاته للأستاذ المتميز والمتمكن سيدي عثمان بنشقرون، والذي تستهل به القراءة بحثا عن مفاتيح النص ومفاصيله، ثم تختمه بها في قراءة عالمة لجمالية النص ومكونات المتعة به.

من حسنات “صدى الذكريات” أن السي يوسف شبعة كان ينزل نصوصا منه على شكل سلسلة وعلى صفحة احدى الجرائد الاليكترونية، الأمر الذي سهل عملية الاقتراب ثم الاستئناس القبلي الى حدود الألفة ما بين القارئ والنص.

في شكله كما في في بنيته، يتخذ “صدى الذكريات” صيغة سيرة شخصية أو ما يعرف تقليديا ب “السيرة الذاتية” . فيما يخص المصطلح المذكور فانه ينطبق على تلك الوثيقة التي يدلي بها وتحت طلب ادارة رسمية معينة، مرشح يطمح لشغل منصب معين وتحوي سيرته العلمية والمهنية مع تواريخ تضبط كل مرحلة من مسيرته التعليمية.

حين يتعلق الأمر بالسرد أو الحكي فالمصطلح العلمي البديل و الدقيق هو “الخيال الذاتي” أو “أوطو –فيكسيون” اذا توفقت في الترجمة.

اليتم وغياب الأب هو المنبه الموقظ لطفولة تصطدم مبكرا بسنن الكون, بل انه العنصر المفجر لمشروع كتابة ” صدى الذكريات”. قراءة سريعة للفهرس تحيلنا على طفل يفقد والده في المرحلة الأولى لتكون الوعي عنده. هذا الغياب القسري يحيله على رحلة البحث عن صورة الأب الغائب في شخص الجد “بيت جدي” والجدة بل وفي قيم نص “جدتي وأهل زمانها” لاستكمال مرحلة طفولة يختلسها الموت فجأة. لتبدأ رحلة “التعلم”, وهو  يتفتح رويدا على العالم الخارجي بفضاءات الحي والمدينة وبالشخصيات طبعا: “متاهات المدينة القديمة”،”بائع الورد”…

لنا عودة مع تتمة القراءة غدا ان شاء الله

د.حمزة المساري

أستاذ جامعي

مدينة برنو

جمهورية الشيك

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق