سياسة

تقرير : الجامعة بين التخبط والكذب .. وتباين في الآراء بخصوص إقالة الزاكي

تباينت أراء الشارع الكروي المغربي إزاء الخطوة التي أقدمت عليها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المتمثلة في إقالة الناخب الوطني بادو الزاكي، وتعويضه بالمدرب الفرنسي هيرفي رونار.
 
مساء أمس الثلاثاء 9 فبراير خرج رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم فوزي لقجاع ليؤكد للإعلام إستمرار الزاكي في منصبه مدربا لأسود الأطلس، ولينفي الشائعة التي تناقلتها وسائل الإعلام بعد إعلان قناة الرياضية نبأ إقالة الزاكي من منصبه، وليقول بأن لا علم له بمن روج لهذا الخبر، وهو التصريح الذي جعل مجموعة من الصيحات المستنكرة لخبر إقالة الزاكي تصمت بعد أن تبين لها أن ذلك الخبر لا يغدو سوى إشاعة.
 
لكن وعلى حين غرة ومن خلال بيان للجامعة الملكية لكرة القدم صباح اليوم أعلنت فيه فك إرتباطها مع الإطار الوطني بادو الزاكي، في خبر لم يستصغه جل المتابعين للشأن الكروي المحلي، ما جعل حالة السخط على هذا القرار تعود من جديد، لكن هذه المرة مع اتهامات لرئيس الجامعة بالكذب على 35 مليون مغربي.
 
وتتعدد أسباب سخط الشارع الكروي المغربي من هذه الخطوة التي أقدمت عليها الجامعة، في مقدمتها توقيت اعلانها الذي لا يتناسب مع الظرفية الحالية التي يمر منها المنتخب الوطني، خصوصا وأنه مقبل على إجراء مبارتين مصيريتين أمام الرأس الأخضر نهاية الشهر القادم في إطار تصفيات كأس إفريقيا لكرة القدم.
 
كذلك فإن العقد الذي يربط الجامعة الملكية مع الزاكي يسير كما هو متفق عليه بين الطرفين، فالزاكي مازال يحقق النتائج المطالب بتحقيقها مع المنتخب، إذ تمكن من ضمان مقعد له في التصفيات النهائية لكأس العالم لكرة القدم بعد إزاحته لغينيا الإستوائية في نونبر الماضي، ويحتل صدارة مجموعته في تصفيات كأس إفريقيا لكرة القدم مناصفة مع الرأس الأخضر بـ6 نقاط وإن كان يتخلف عنها بفارق الأهداف.
 
كذلك فإن المصارف الطائلة التي قدمتها الجامعة الملكية للزاكي والمتمثلة في مبلغ 50 مليون سنتيم الذي يتقاضاه شهريا نظير إشرافه على المنتخب الوطني، بالإضافة لما وفرته الجامعة للزاكي من خلال تنقلاته للديار الأوربية، والتي قال عنها لقجاع أنها وصلت لـ87 مليار سنتيم، هذا الأمر جعل العديد يتساءل حول الغاية من إنفاق كل هذه المصاريف دون انتظار نتائجها ودون إعطاء الفرصة كاملة لصاحبها.
 
فيما يرى البعض أن “ما يقع اليوم من تخبط و ارتجال و تردد، يؤكد و بالملموس أن المنظومة الكروية تُسير بدون استراتيجية واضحة المعالم، يتم اتخاذ القرارارت فيها كما يتخذ صاحب المقهى قرار استبدال نادله بين عشية وضحاها” كما جاء في أحد التدوينات في موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك.
 
وعلى الطرف النقيض أشاد بعض المتابعين بهذه الخطوة التي أقدمت عليها الجامعة الملكية لكرة القدم، وإن لم تختلف عن المبررات التي ساقتها الجامعة الجامعة في بيانها، خصوصا في الجانب المتعلق بمستوى المنتخب الوطني الذي يشهد تذبذبا ملحوظا في المستوى، وبأداء لا يرقى إلى طموحات الجماهير الوطنية التي انتظرت من الزاكي بناء منتخب تنافسي قوي في المدة التي أشرف خلالها على العارضة الفنية للمنتخب الوطني دون أن يصل يقدم ولو مؤشرات على ذلك.
 
بالإضافة لذلك فإن كثرة مشاكل الزاكي مع مساعديه وخصوصا حاجي، والتي عرفت تصاعدا في الأشهر الستة الأخيرة، اعتبرها جزء من المتابعين سببا وجيها للخطوة التي أقدمت عليها، فالزاكي حسب المتابعين إنسان مستبد بقراراته وقليلا ما يشرك محيطه في اتخاذ القرارات، إذ يعتبر هو الفاعل الأول والوحيد في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمنتخب الوطني داخل الجهاز الفني، الأمر الذي خلق له صعوبة في التواصل مع مساعديه خصوصا مصطفى حاجي.
 
ولكن ورغم هذه الأسباب التي ذكرتها الجامعة الملكية في بيانها، والتي كانت كافية حسب رأيها في فك الإرتباط بالناخب الوطني بادو الزاكي، إلا أنها لا تسقط عبارة” التسيير الهاوي” الذي تبصم عليه الجامعة الملكية، فأن يخرج رئيس الجامعة فوزي لقجاع في 12 ساعة ينفي في المرة الأولى إشاعة إقالة الزاكي، ثم يقوم بعدها مكتبه التنفيذي بإعلان إقالة الزاكي عبر بيان، وأن يعتبر أنه لا علم له بالإشاعة التي راجت مساء أمس كما أنه ليس رئيس الجهاز الوصي عن اللعبة، بالإضافة إلى إجراء المفاوضات مع المدرب الفرنسي هيرفي رونار، والتي لا يسمح لها بالقيام بها مادم يربطها عقد مع بادو الزاكي، وبالإضافة كذلك للميزانية الضخمة التي صرفت على المنتخبات الوطنية دون حسيب ولا رقيب، ودون أن تعيد الأمل للجمهور المغربي، فإن كل هذا يضعنا أمام سيناريو واحد وهو اقتراب الكرة الوطنية من كارثة حقيقية.
 

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق