سياسة

“أوروباك” الإسبانية تفتتح بطنجة مصنعا لإنتاج “الكرتون” باستثمار يبلغ 30 مليارا

 جرى يوم أمس الثلاثاء بالمنطقة الصناعية “طنجة أوتوموتيف سيتي”، ضواحي مدينة طنجة، الافتتاح الرسمي لمصنع “أوروباك باكادجين ميد ” لإنتاج الورق المقوى “الكرتون” المنجز باستثمار مالي يبلغ 30 مليون أورو، أي ما يفوق 30 مليار سنتيم.
وتبلغ الطاقة الانتاجية للمصنع التابع لمجموعة “أورباك” الإسبانية والمتخصص في إنتاج الورق والكرتون الخاص بالتغليف والتعبئة نحو 100 مليون متر مربع من الكرتون المموج سنويا. كما يعتبر هذا المصنع، المتواجد على بعد نحو 20 كلم من ميناء طنجة المتوسط وسيمكن من توفير 114 منصب شغل مباشر و570 منصب شغل غير مباشر في مرحلة التشغيل الكامل، أكبر استثمار لمجموعة “أوروباك ” في وحدة صناعية منذ عام 2010 والأول من نوعه خارج نطاق القارة الأوروبية.
وقال رئيس مجلس إدارة مجموعة “أوروباك” خوسيه ميغيل إيسيدرو، متحدثا بمناسبة حفل الافتتاح الرسمي، أن هذا المشروع الطموح، الذي يندرج ضمن الخطة الاستراتيجية للمؤسسة الدولية الذي بدأ تنفيذه منذ عام 1998، يهدف إلى دعم تواجد المجموعة في الأسواق العالمية الهامة، بما في ذلك إسبانيا والبرتغال وفرنسا والمغرب، وبلورة نموذج أعمال المجموعة القائم على الاندماج العمودي للأنشطة الصناعية والقرب الجغرافي، والاستفادة المثلى من تقاطع الخدمات اللوجستية والتجارية.
وأضاف أن “المغرب يعتبر سوقا مهما لمجموعة أوروباك بالنظر الى الفرص الواعدة المتاحة، متوقعا تسجيل معدل نمو مهم خلال سنة 2016، وهو رقم أعلى بكثير من المتوسط الأوروبي المتوقع، وحيث تشكل مداخيل القطاع الصناعي نحو 50 في المائة من الناتج الداخلي الخام الإجمالي، بما في ذلك الصناعة الغذائية، التي تشكل الزبون الرئيسي للشركة المختصة في مجال التغليف والتعبئة، مشيرا إلى أن المجموعة ستسعى من خلال تواجدها بالمغرب إلى وضع خبراتها وتجاربها ومعارفها ودرايتها رهن إشارة الشركات والمقاولات المغربية”.
وأكد إيسيدرو أن نشاط مجموعة “أوروباك” في المغرب يعود إلى ماي 2013? مع إنشاء ورشة عمل للتغليف “هافي دوتي” لتزويد مصنع “رينو” بما يحتاج إليه في هذا المجال، وهو المصنع (رونو) الذي يعتبر أحد الزبناء الرئيسيين للمجموعة على صعيد فرنسا، مشيرا إلى أن إنشاء وحدة “أوروباك باكاجين ميد ” الصناعية يهدف إلى تعزيز أنشطة المجموعة في القطاع الصناعي المغربي من خلال توسيع نطاق الخدمات المقدمة لصناعة السيارات والصناعة الموازية لها ولقطاع الصناعية الغذائية، الذي يوجد في صلب اهتمام مخطط المغرب الاخضر والذي يتوخى الرفع من القدرة التنافسية للفلاحة الوطنية وجعلها محركا أساسيا للتنمية السوسيو-اقتصادية.
وأبرز أن اختيار موقع الوحدة الصناعية على بعد نحو 20 كلم من منطقة طنجة الحرة وميناء طنجة المتوسط ليس “عرضيا أو اعتباطيا “، لا سيما وأن هذه المنشأة الاستراتيجية تحتل موقعا مرجعيا على مستوى البحر الأبيض المتوسط، حيث يتم استيراد الورق المخصص للتصنيع وحيث يتم توجيه الصادرات من المنتجات المغربية الجاهزة، معتبرا أن هذه المنصة ستمكن المصنع من الاستفادة من الميزة التنافسية لهذا الموقع المتواجد بين مدينتي طنجة تطوان.
وسيسعى المصنع الجديد، حسب المصدر، إلى وضع كل قدراته الانتاجية ومعرفته في المجال الصناعي الخاص بتصنيع الورق المقوى المخصص للتغليف والتعبئة رهن إشارة الزبناء لكسب ثقة المقاولات والشركات المغربية وتزويدها بما تحتاجه وتوسيع مجال التعاون معها، وذلك من خلال عمليات استباقية لوجستية لتوفير التصاميم المناسبة وابتكار وسائل التغليف الجديدة. ومن جهته، أكد المدير العام لمنطقة طنجة الحرة المهدي التازي الريفي، على أهمية هذا المشروع الصناعي الكبير? والذي يدل على ثقة مجموعة “أوروباك” في مسار التنمية الجارية في المغرب بشكل عام وجهة طنجة – تطوان- الحسيمة على وجه الخصوص.
وقال ان المنطقة الصناعية “طانجي أوتوموتيف سيتي” تعد عقدا أساسيا في مجموعة المنصات الصناعية لطنجة المتوسط وحلقة أساسية في تطوير نظام اقتصادي متكامل، علما ان هذه المنصات تستقطب العشرات من المؤسسات الصناعية والانتاجية ونحو مليار درهم من الاستثمار الخاص. ومن جانبه، أشاد السفير الإسباني بالمغرب ريكاردو دياث هوشلينتر رودريغيث بالعلاقات الاقتصادية الممتازة التي تجمع بين المغرب وإسبانيا، مشيرا إلى أن إنشاء وحدة صناعية لمجموعة “أوروباك” بمنطقة طنجة يشهد على ثقة المستثمرين الاسبان في عملية التنمية التي تسير عليها المملكة المغربية بثبات، كما من شأن ذلك دعم التعاون التجاري البيني أكثر فأكثر لما فيه مصلحة شعبي البلدين.
وأضاف السفير الإسباني أن إنشاء هذه الوحدة الصناعية بمنطقة طنجة يروم أيضا الاستفادة من الإمكانيات والامتيازات والمؤهلات الكبرى التي تتيحها المملكة مما يعزز العلاقات الاقتصادية الممتازة بين المغرب وإسبانيا، والتي تشكل حاليا مثالا ونموذجا يحتذى به على صعيد المنطقة، مشيرا إلى أن إسبانيا شكلت، خلال النصف الأول من عام 2015? الشريك التجاري الأول للمغرب، كما أن 30 بالمائة من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى المغرب تأتي من إسبانيا و40 في المائة من صادرات المغرب نحو الاتحاد الأوروبي توجه إلى إسبانيا التي تعد أيضا المستثمر الدولي الثالث بالمغرب، بنحو 817 مليون درهم. وتتوفر مجموعة “أوروباك”، التي تعد المنتج والمصنع السادس على صعيد أوروبا في مجال اختصاصها، على 6 من المناطق الغابوية القابلة للاستغلال و 5 مراكز لمعالجة النفايات، والتي تشكل المصدر الرئيسي للمواد الخام، و14 معملا لصناعة مادة الكرتون التي تبيع المجموعة منها أكثر من 850 مليون متر مربع سنويا.
الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق