سياسة
افتتاحية: وصفة النجاح.. ضغط الشارع ومرافعات المنتخبين
القرار الذي خلصت إليه لجنة التتبع بخصوص أسعار الماء والكهرباء بمدينة طنجة إنجاز مهم لمدينة طنجة، بمنتخبيها وعموم مواطنيها، بعد الضغط الذي أنجزه الجميع على الشركة الفرنسية في سبيل تحقيق مكتسبات غير مسبوقة بهذا الشكل.
وعي الشارع الطنجي الذي عرف كيف يحتج، ومتى يحتج، ومتى يوقف الاحتجاج، أنجزت جزءا كبيرا من المطلوب، وجزء آخر منه في الطريق، وفوتت الفرصة على من أرادوا الركوب على الموجة، كما اعتادوا دائما، من أجل تحقيق مآرب لا علاقة لها بنبض الشارع.
أن تكون مدينة طنجة استثناء على الصعيد الوطني في إعفاء الشطرين الثالث والرابع في الاستهلاك من الزيادات، أي عمليا معظم سكان مدينة طنجة، هو أمر لم يكن من السهل تحقيقه، لولا إخلاص نضالات الطنجاويين ووعيهم، ووجود منتخبين في مستوى التطلعات، حموا ظهر الساكنة التي منحتهم الثقة، وترافعوا بشكل ناجح لتحقيق المطلوب.
الآن، لدى مدينة طنجة مجلس منتخب يمكن التعويل عليه، لدعم مطالب الساكنة والدفع بها نحو التحقق، بكل الطرق الديمقراطية، وهو ما يحق لعاصمة البوغاز أن تفخر به، فمعركة “أمانديس” لم تكن غير اختبار بسيط، لما يمكن تحقيقه عندما تكون هناك إرادة حقيقية.
تبقى الإشارة إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر ممن يصطادون في الماء العكر، ويحترفون قلب الحقائق، فقبل ساعات من ورود الخبر اليقين، الذي استبشر به الطنجاويون، كانت منشورات إلكترونية تروج كذبا خبرا مناقضا تماما للواقع، بطريقة مضحكة لا يمكن تصنيفها في خانة الصحافة، لكنهم لا يفضحون إلا أنفسهم.