مقالات الرأي

نزار خيرون :إلى أبناء المصباح.. مزيدا من الحيطة والحذر

بعدما فشل الخصوم في الإطاحة بهذه الحكومة من الداخل والخارج، ومن إفشال حزب العدالة والتنمية وإضعافه سياسيا من الخارج، لجأوا اليوم إلى التركيز على نقاط قوة هذا التنظيم، حيث تكمن قوته في الجانب التنظيمي، وفي قدرتها التواصلية التي يبرزها أمينه العام. لهذا فسكون المشهد السياسي اليوم، ليس بريئا، واختفاء الأمناء العامين للأحزاب السياسية، ليس بريئا أيضا، وأقصد هنا أحزاب المعارضة، فالهدف واضح هو توجيه الأنظار لحزب العدالة والتنمية ولأمينه العام بطريقة أو بأخرى بحكم حركيته التنظيمية والتواصلية.

نعم المطلوب في هذه الفترة المزيد من الحيطة والحذر، على اعتبار أن حزب العدالة والتنمية قوي تنظيميا، فهناك محاولات لخلق ارتباك بين صفوفه، وخصوصا بين شبابه، سواء إذا تعلق الأمر بمن سيخلف الأمين العام للحزب الحالي عبر إثارة نقاش حول الموضوع في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو نقاش وإن كان صدر من لدن بعض الإخوة بحسن نية، فإن هناك من استغله ووجهه نحو ما يريد، عبر استهداف الكاريزما السياسية والشخصية للأستاذ عبد الإله ابن كيران، واستهداف ما يُعتبر من نقاط قوته كخطابه التواصلي.

فالخصوم اليوم يحللون الخطاب السياسي والإعلامي لابن كيران بشكل دقيق لأنهم يقرؤون ما وراء الكلمات، عكس بعض الشباب اليوم الذي يقف فقط عند “ويل للمصلين” في خطابات رئيس الحكومة.

وعليه فإن أي نقاش عن خلف للأمين العام الحالي من خارج المؤسسات وفي الفضاء العمومي بعيدا عن محطة المؤتمر الوطني الثامن، هو نقاش غير صحي، لا للمؤسسة ولا لمنخرطيها، هو نقاش يضر أكثر مما ينفع إن كان له نفع، فالمؤتمر هو سيد نفسه، هكذا علمتنا الديمقراطية وهكذا تعلمنا في مشروع العدالة والتنمية، وما دون ذلك هو فقط إثارة لخلق “الفتنة” التنظيمية بين مؤيد ومعارض من أبناء التنظيم ولإفراغ الديمقراطية والنقاش الحقيقي من محتواه، خاصة في ظل التحديات والمخاطر التي تحف هذه التجربة النموذجية في التاريخ الحديث للمغرب.

نعم الأكيد أن التحديات والمخاطر التي تتهدد هذه التجربة لم تنته بعد، ولعل من استمع لخطاب الأخ الأمين العام للحزب بأغبالو يوم السبت المنصرم، سيتأكد له بالملموس أن المرحلة السياسية المقبلة لن تكون بخير، ولن يقف خصومنا مكتوفي الأيدي أمام الزحف السياسي لحزب العدالة والتنمية، وهو يحصد في الأصوات ويتقدم في عدد المقاعد الانتخابية، ويجلعهم في مرتبة متقهقرة وخصوصا بعد زلزال 04 شتنبر 2015، الذي بوأ العدالة والتنمية المرتبة الأولى سياسيا. وبما أن خصومنا يضبطون الأرقام جيدا، فإنهم يعرفون أنه لو واصل العدالة والتنمية في قوته التنظيمية والسياسية التي عليها اليوم، فإنه لا محالة سيخلق الحدث من جديد في انتخابات شتنبر 2016، وسيحقق المفاجأة لثاني مرة في تاريخ المغرب بعد مفاجأة 2011.

في السياق نفسه، أود أن أثير الانتباه إلى أن الحديث اليوم عن التحالف ضد العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة بين البام والأحرار هو حديث غير بريء، خصوصا وأن مواقع بحد ذاتها هي التي تطرقت للخبر، وهي مواقع موالية لحزب الأصالة والمعاصرة، وبالتالي فإن صح الخبر فهذا يعني أن هذا التحالف تم الإعداد له وبالموازاة معه هناك خطط إعلامية محكمة ومدروسة، وإن كان الخبر عار من الصحة فهي محاولة لوضع حزب العدالة والتنمية تحت الضغط حتى يخرج برد فعل، ويعملون في آخر محاولة وآخر ساعة على نسف التجربة الحكومية في ثوانيها الأخيرة…

لكل ماسبق، مطلوب من تيار الإصلاح وأبناء العدالة والتنمية مزيدا من الحيطة والحذر، اعملوا على التعاون بدل الصراع، واعملوا على توحيد الصف مهما حدث من اختلاف، وتعودوا على الاحتكام إلى المؤسسات عند كل تباين وعند كل نقاش مؤسساتي… فالمسؤولية التاريخية ملقاة على عاتقنا نحن الشباب قبل أي عنصر آخر في هذا التنظيم، فخصومنا يضبطون جيدا ما يفعلون ويحسبون الخطوات الواحدة تلو الأخرى..

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق