سياسة

العناق.. طاقة إيجابية تعزّز الصحة الجسدية للإنسان

للعناق قوة سحرية لا يدركها الكثير، وتأثير إيجابي لا يتوقف عند الفوائد النفسية والسلوكية فقط، بل يمتدّ إلى تعزيز صحة الإنسان، والوقاية من الأمراض، ليكون أحد الضروريات للصحة العامة للإنسان، وليس مجرد سلوك للتعبير عن المحبة والمودة، هذا بحسب دراسة بحثية، أفادت بأن العناق له تأثير إيجابي على الصحة العامة للإنسان بشقيها النفسي والجسدي.

توصّلت دراسة أجرتها مدرسة الطب بجامعة “كارنجي ميلون” في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، إلى أن العناق من شخص موثوق به يكون بمثابة وسيلة فعالة جداً لنقل الدعم والمساندة، وزيادة وتيرة العناق وشدته تكون أداة فعّالة للحدّ من الآثار الضارة للإجهاد والضغط والتوتر.

وتمّ إجراء الدراسة على حوالي 600 رجل وامرأة من فئات عمرية مختلفة، وتبيّن أن أكثر من 60 بالمئة تتحسّن حالتهم الصحية والنفسية، وتقل احتمالات إصابتهم بالأمراض عندما يمارسون العناق مع أصدقائهم والمقربين إليهم، في حين تراجعت تلك النسبة، عندما حظر العناق أثناء الدراسة واقتصار اللقاء على المصافحة بالأيدي وتبادل الأحاديث.

ويفسر ذلك البروفيسور شيلدون كوهين، مدير مختبر دراسة الإجهاد والحصانة من الأمراض بالولايات المتحدة، والقائم على الدراسة، بأن للعناق تأثيراً وقائياً واضحاً يعمل على تعزيز الاتصال الجسدي، وهو مؤشر سلوكي لزيادة الدعم والمساندة والأمان، ولذلك فإن الأشخاص الذين يحصلون على مزيد من العناق هم أكثر حماية من العدوى عن غيرهم، وأقل احتمالا للإصابة بالأمراض، وبالتالي يلعب العناق دوراً ذات قوة سحرية على تدعيم صحة الإنسان.

ومن أهم النتائج التي توصّل إليها العلماء من الأبحاث، أن المعانقة تعمل على تقوية جهاز المناعة، وتخفيف ومكافحة الإصابة بفيروس الإنفلونزا، كما أوضحت الأبحاث أن للمعانقة تأثيرها الإيجابي في حماية الناس من التوتر الناجم عن التعرّض للعدوى، والإصابات الفيروسية، حيث تمّ إخضاع عينة مكونة من 404 أشخاص للتجربة، وتمّ تقسيمهم، وتبادل مجموعة منهم أدوار الدعم الاجتماعي، وتَلقي العناق، ثم تعَرّض المشاركون للفيروس المسبب للإنفلونزا، حتى يتسنى للعلماء تقييم حدة العدوى بينهم، وكانت النتيجة بأن الأفراد الذين تبادلوا العناق مع بعضهم البعض أقل حدة في الإصابة، وأقل ظهوراً لأعراض المرض، وأقل توتراً وانفعالاً عن غيرهم الذين لم يتبادلوا العناق.

كما أنه عند عناق صديق مقرب، أو شخص ما مصدر ثقة، يتحرّر هرمون الأوكسيتوسين في مجرى الدم، مما يعمل على تخفيف حدة التوتر، وبالتالي تحسين قوة الذاكرة وعمل الدماغ، إضافة إلى أن العناق يعمل على تحفيز الجهاز العصبي السمبتاوي لتحقيق التوازن والهدوء، ومن ثم الشعور بالطمأنينة والاستقلالية وتفريغ شحنات الغضب، مما يعمل على صفاء الذهن وتعزيز قوة الذاكرة، فضلاً عن دور عناق الأشخاص المقربين، في التخلّص من توتر الجسم والعضلات، حيث يعمل على مكافحة الألم، وتحسين الدورة الدموية، كما يعمل على تعزيز تدفّق الدم في الأنسجة الدقيقة، مما يساعد على تخفيف حدة توتر العضلات، وتخفيف الإجهاد العقلي، وتعزيز النشاط الصحي للعضلات.

وفي دراسة أخرى أجرتها جامعة “نورث كارولاينا” بالولايات المتحدة، أكدت أن معانقة شخص مقرّب تعمل على خفض معدل ضربات القلب، ذلك وفقاً لأبحاث أجريت على مجموعة من الأشخاص، وكان معدل ضربات القلب للأفراد الذين قاموا بعناق الأشخاص المقربين منهم خمس نبضات في الدقيقة، وذلك أقل من الأفراد الآخرين والذي كان معدل ضربات القلب لديهم عشر ضربات في الدقيقة، وبالتالي فإن العناق يعمل على خفض معدل ضربات القلب، ومن ثم خفض ضغط الدم والوقاية من أمراض القلب.

كما اكتشفت الدراسة، أن عناق الأشخاص المحببين للمرء له دور إيجابي في الحفاظ على الوزن، ذلك عن طريق حرق السعرات الحرارية، حيث وجدت الدراسة أن كل عناق مع الأحباء والأصدقاء يعمل على حرق حوالي 12 سعرة حرارية، ومن ثم فكلما زادت عدد مرات المعانقة كلما حرق الجسم عدد سعرات حرارية أكبر، مما يعمل على تقليل وزن الجسم، والحفاظ على الرشاقة والصحة البدنية.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق