سياسة

افتتاحية: بداية سنة على وقع الجرائم

وكأنه لم يقدر مدينة طنجة عروس الشمال أن ترتاح بعد من صدمة الجرائم العنيفة التي اجتاحتها خلال السنوات الأخيرة، حتى صارت أخبار القتل بالطرق البشعة موعدا شبه أسبوعي لساكنة المدينة.

مناسبة هذا الكلام هو تسجيل جريمة قتل جديدة بمدينة طنجة في أول أيام السنة الجديدة، راحت ضحيتها زوجة شابة على يد زوجها، بسبب شكوك في خيانتها له، في مشهد بدأ يصبح مألوفا أكثر وأكثر، بكل أسف.

الجرائم المتتالية تعكس تحولات عميقة شهدها ويشهدها المجتمع الشمالي والطنجاوي بشكل خاص، يتراجع فيها إلى الوراء ذاك المجتمع المسالم والمتضامن إل صورة مجتمع أكثر عنفا وفردانية، وتلك من الأمراض الاجتماعية التي لا بد أن تنشأ في أي مجتمع يشهد انفجارا عمرانيا واقتصاديا مفاجئا.

الخطير أن ينشأ الجيل الجديد من أطفال مدينة طنجة على وقع الجرائم، التي يسمع عنها ويراها بشكل مستمر، حتى يطبع معها ويصبح وقوعها أمرا روتينيا لا يثير أي صدمة أو انفعال سلبي، وهذا الأمر وحده كفيل برسم صورة غير مضيئة عن مستقبل المجتمع.

تبقى الإشارة واجبة إلى دور وسائل الإعلام، التي تمعن الصفراء منها في التدقيق في تفاصيل الجرائم، سعيا وراء الإثارة، واستجداء للقراء، ضاربة بعرض الحائط كل قيم المجتمع، وغاضة الطرف عن ما تسببه من خرق في بنيته ستكون له قطعا عواقب وخيمة على مستقبل البلاد والعباد.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق