سياسة

دراسة.. الطاقة الذهنية محدودة ولا تكفي إلا لشيء واحد

عندما يكون الشخص منهمكاً في فعل شيء، فإنه قد لا يكون مدركاً لما يدور حوله، فأحياناً يكتشف أحد ركاب الحافلة أنه لم يسمع السائق عند إعلانه عن اسم المحطة التالية، وذلك عندما يكون الراكب منهمكاً في القراءة، وهو ما يعكس تأثير تركيز الإنسان على شيء مرئي على تركيزه السمعي، ما يؤكد فرضية أن الطاقة الذهنية محدودة ولا تكفي إلا لفعل شيء واحد.

تُعرف الطاقة الذهنية بأنها قدرة الدماغ على القيام بعدة أعمال في وقت واحد، وتحملها للضغوط والصعوبات، وتختلف قوتها من شخص لآخر بحسب القدرات والمستويات الذهنية لكل فرد.

وفي دراسة بريطانية توصّلت إلى أن الطاقة الذهنية للإنسان محدودة وينحصر مداها في أداء فعل واحد فقط، حيث أن المراكز العصبية المسؤولة عن السماع هي نفسها المسؤولة عن القراءة، ما يجعل الإنسان غير قادر على سماع الآخرين وهو يقرأ، فعندما تحتاج إحدى حواس الإنسان لأكثر من مركز عصبي، فإن ذلك يحدث على حساب الحواس الأخرى وبشكل مؤقت.

طلب الباحثون خلال الدراسة التي أجرتها جامعة لندن تحت إشراف البروفيسور كاثرين مولوي، من متطوعين القيام بمهام معينة على شاشة كمبيوتر، حيث كان عليهم استخراج حروف بعينها من بين مجموعة حروف، كان جزء من التجارب سهلاً في حين تطلب بعضها تركيزاً أعلى، وفي بعض الأحيان شغل الباحثون مواداً صوتية على أسماع المتطوعين، وقاموا خلال التجربة بعمل رسم لنشاط المخ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لرصد المراكز العصبية.

ووجد الباحثون أن قدرة العينات على التركيز وإدراك ما يحدث حولها تراجعت إلى 30 بالمئة، عند استماعهم للموسيقى، كذلك تراجع التركيز السمعي إلى حوالي 35 بالمئة، عند تركيز المتطوعين على القيام بشيء مرئي، وتبين للباحثين من خلال التجارب أن تركيز الإنسان على شيء مرئي يطغى على تركيزه السمعي، وهو ما ظهر بوضوح من خلال انخفاض نشاط المخ في المنطقة المسؤولة عن السمع.

وعن التجربة قالت د.ماريا شيت، إحدى الباحثات بجامعة لندن وشاركت في الدراسة: وجدنا من خلال تصوير المخ أن المتطوعين لا يتجاهلون الأصوات ببساطة، بل إنهم لا يسمعونها أصلاً، أثناء تركيزهم على شيء مرئي.

كما أظهرت دراسات سابقة، أن مخ الإنسان قد لا يستطيع التعامل مع مؤثرات حسية جراء انشغاله بمؤثرات مرئية، حيث أثبت باحثان في دراسة ألمانية تحت مسمى “غوريلا بيننا”، أعلن عنها عام 1999، أن متطوعين يمكن أن يتجاهلوا تماماً إنساناً يرتدي لباساً يجعله يبدو كالغوريلا إذا كانوا بصدد التركيز على أشياء أخرى.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق