مقالات الرأي

عبدالإلاه حمدوشي.. ويل للبيجيديين

إذا كنت رئيس جهة كجهة الدار البيضاء سطات وتمنح منحة لجمعية موسيقية بقيمة 500 مليون في ضرب صارخ لمبدإ تكافئ الفرص بين الجمعيات ، ناهيك عن أنك عضو في إحدى هيئات هذه الجمعية فلا تخف و قدم العطية و هدية الخمس مائة مليون بلا حرج و دون أن يمسك لغوب أو يتبعك هرج ، فقط تحسس جلدك وتأكد من أنك لست بيجيديا .

إذا كنت رئيس جهة كجهة طنجة الحسيمة تطوان بعد حصولك على أقل من 150 صوتا في دائرة انتخابية بدوار صغير بجماعة قروية ، و من ثمة تخرج بادعاء مفاده أنك وقعت اتفاقية مع مؤسسة بيل غيتس ستقوم بموجبها بتمويل مشاريع بجهة طنجة تطوان الحسيمة بقيمة 100 مليون دولار.

ثم تخرج المؤسسة عن صمتها وتقول أن التقارير حول تمويل مشاريع في المغرب غير صحيحة ، و أنها لم تعتمد أي مشاريع ، عكس ما تردد عن اختيارها دعم مشاريع متعلقة بالتعليم وبالصحة والعالم القروي بجهة طنجة الحسيمة تطوان ، فلا تخف من اتهامك بالكذب وبيع المغاربة الوهم ، لكن فقط أعد التأكد من أنك لست بيجيديا ، وإياك أن تكون بيجيديا . لأن الويل كل الويل للبيجيديين ، الذين هم يترشحون لاجتياز مباريات التوظيف في مناصب عادية فينجحون .

و الذين هم لجهة يرأسون ، فيصادق مجلسها -المكون من تحالف يضم مجموعة من الأحزاب – على شراء سيارات رباعية الدفع بقيمة 200 مليون سنتيم متحججين بالجودة و معللين كبر المبلغ بعدم توفر الجهة على سيارات خاصة بها . فويل لبيجيديي المجلس حتى وإن كانوا ضد الشراء و في تصويتهم يعارضون. ويل للبيجيديين الذين هم يتزينون ، فإن لبسوا ربطات العنق والأقمصة الجديدة و حلقوا الرؤوس ، اتهموا بأنهم ذاقوا الكعكة و منها صاروا يأكلون.

والأجدر هو أنه كان عليهم أن يلبسوا الأسمال البالية ليقال عنهم زاهدون . لكنهم حتى و إن فعلوا سيقال عنهم : أهؤلاء هم من يستقبلون الوفود و يجالسون من قادة الدول ما يجالسون ؟! ويل للبيجيديين الذين هم للخير فاعلون ، فإن فعلوا خيرا قيل عنهم أنهم يستغلون فعل الخير في السياسة ، وإن قعدوا قيل : ما لهؤلاء هم قاعدون ؟! ويل للبيجيديين الذين هم يتزوجون ، والذين هم يبنون بيوتا أو يشترون . ويل لمن يهديهم الملك هدية فيقبلون .

ويل للبيجيديين إذ هم عن أفكارهم أو حزبهم أو قياداتهم أو قرارات الحكومة يدافعون . فهم القطيع والتبع والماشية و هم كتائب لحروب الرأي مسخرون . ويل للبيجيديين الذين هم بالأحاديث والآيات القرآنية يستشهدون ، والذين لله في كلامهم هم ذاكرون ، أولئك المسمون تجار دين . ويل للبيجيديين الذين هم يناضلون ، فيعتدى عليهم ولا يعتدون ، ويل لهم إن حاولوا تأطير المواطنين، فأكيدٌ وحتما سيُمنعون ، ويل لكل من يضعف التحكم أو يخنق الفساد و يصلح الخلل ويضيع على كثير من الناس استفادات – منذ عقود – كانوا منها يأكلون . ويل للبيجيديين ، فإعلام مسخر لتشويه المناضلين ولتقزيم حصيلة الحكومة و تمرير أكاذيب ومغالطات للرأي العام ، إعلام مدعوم من جهات خارجية غايتها قتل تجربة الاسلاميين وفق أجندة عالمية لن يترك حزب البيجيدي الاسلامي يشتغل مرتاحا بلا ضغوط أو عراقيل أو عقد .بل سيفتعل من الأزمات ويخترع من الأكاذيب ما يجعل نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة تفقد تأثيرها ، مصوبا بنادق أقلام مشبوهة لمنع اكتساح البيجيدي لانتخابات 7 أكتوبر المقبلة .علما أن المؤشرات تفيد احتلاله للمركز الأول .

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق