مقالات الرأي

عصام تحايكت: ذكرى الطالب !

لقد بصم التاريخ قبل ست وسبعين سنة بدماء شبابية طلابية عن ذكرى خالدة بذاكرة الحراك الطلابي المنبثقة من كنف الجامعات الألمانية وبعض المدن التشيكوسلوفاكية سابقا و النضالات التي خاضتها الحركة الطلابية ضد الاحتلال النازي الألماني حينها والتي بإتساعها أشعلت نارا وطنية قوبلت بقمعة رهيبة انتهت بمجزرة ذهب ضحيتها 1200 طالب في 17من نونبر 1939.

وهكذا أعلنت الحركة الطلابية 17 نونبر يوما عالميا للطالب لتكون خير بوصلة لإنتفاضة حيكة بدماء فتية امتدت لما بعد الحرب العالمية الثانية وكانت المحور والأساس في استقلال البلدان المحتلة في جل بقاع البسيطة وكان للطلاب دور تحريك الكثير من التحولات في العالم. وسرعان ما هبت نيران الغضب والنضال وامتدت لتعبر الأبيض المتوسط دون خمود وتحط رحالها بالعالم العربي طاردةَ بذالك فلول الإحتلال الغربي الغاشم وصامدة في تشييد الأمة العربية وتقويض كل المخططات الديكتاتورية العميقة اخرها عن طريق ما سمي بالربيع العربي مبتدئا بثورة الياسمين ثم المصرية وأخرياتها؛ولا زال النضال الطلابي واقفا لا يتململ في وجه الطغيان والإستبداد؛. والمتأمل في واقعنا العربي اليوم يرى تناقضا يمحو كل المكتسبات الشبابية على مر التاريخ واضعة إياه أمام واقع ملئه أزمات وإنحطاط بنيوي في النظم والمسؤوليات والمؤسسات تجعل من الطالب رقما من الأرقام لا غاية في ذاته وجدير بنا أن نطرح بعض الأسئلة المحورية والمركزية في هذا السياق فهل ما زال الشباب عموما والطالب خصوصا عماد الأمة وآمالها فعلا أم إنهم غدو قوة تائهة ضائعة بين الطبعة الغربية من جهة وأوجه التحكم والسيطرة في بلداننا العربية من جهة أخرى وهل يمكن اعتبار السياسات الحكومية في بلداننا أساسا لهذا الشتات لعل ما يمكن استخلاصه مما يعيشه الطالب العربي والمغربي خصوصا اليوم وما يقابل به من تعنيف أمني شعاره”العصا لمن عصا ” كلما حاول كسر جدار الصمت وإيصال الصدى لكراسي القرار أن الفساد السياسي والمؤسساتي قد تجدر منذ عقود ليورث زبدة المجتمع اليأس والتيه في مقابلة الإستمرارية والتحكم في إطار دولة الحق والقانون.محرقا بالأخضر واليابس وغير ابه بطموحات الشباب وتطلعاتهم وليس من الغريب أن تسمع خبر سجن شاب لإختراعه صاروخا أو عدم إعتراف بلد بمخترع من طينتها قد نال اعترافا دوليا بذريعة عدم توفر الإمكانات لإحتضان أفكاره واضعة بذلك سدا منيعا بين الطالب وعقله. وإن مالا شك فيه أن الإهتمام بالمستوى التعليمي والمعرفي غدى إلى تناقص جيلا بعد جيل رغم مطالب العولمة وفقه الواقع وحاجاتنا لطفرة علمية غير مسبوقة.

وصار طالب العلم والمتسول في كفة واحدة يتقادفان بين أيادي الأحوال دون مجيب ولا ضامن رزق لغد قريب؛بعد أن كان الطالب قدوة في الكفاح والنضال والصدح بإسم الوطنية؛ وهذا مؤشر وجب الوقوف عنده مليا وربطه بسياسة الدول التي ولا ريب أنها قد أحست بقدرة العارف في قلب موازين الحكم فجعلت من أولوياتها اخماد هذه الشرارة وتشييئها حفاظا على السدة ومواطن القرار إلا أن الواقع يحكي مشهدا أخريشتت حسابات الفلول وتجعلها أمام ذكرى حاضرة تحي ذكرى ماضية بدماء جديدة تكتب بالخط العريض أن لا صوت يعلو فوق صوت الطالب الوطني ولا صوت يعلو فوق صوت الحق… وكل يؤخذ من كلامه أو يرد

 

طالب سنة أولى في كلية العلوم والتقنيات طنجة :عصام تحايكت

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق