سياسة

ما أريكم إلا ما أرى!

مشهد الشاب الطنجاوي الذي حاول أخذ الكلمة لتصحيح مغالطة حاول تمريرها بعض “رفاق” الاحتجاجات ضد أمانديس، بغرض تحوير اتجاهها نحو استهداف رئيس الحكومة، عبر ترويج معطيات كاذبة، والتهجم الذي تعرض له ومنعه من الكلام بمجرد بدء تبيين حقيقة الكلام المغلوط، داخل حلقية بساحة الأمم مساء السبت الماضي، تظهر إلى أي حد تتمتع الأطراف التي حاولت الركوب سياسيا على موجة الاحتجاجات “قناعات ديمقراطية” تسعى لترويجها بين الناس “في مواجهة الاستبداد”.

“الرفاق” أو “الإخوان” ضاق صدرهم بشاب حاضر معهم في الاحتجاج ضد أمانديس، ومطالب بدوره برحيلها، لمجرد انه لم يتفق معهم في الاتجاه الذي وجهوا إليه مدافعهم، وبمجرد أن بدأ تصحيح معطياتهم بلسانه لا غير، حتى انطلق “المخزن” الذي في داخلهم، ليقمع صوتا يقول كلاما مغايرا، من شأنه أن يزعزع الأسس التي ينبني عليها تجييشهم المسيس.

الذين مارسوا هذا القمع، كما هو موثق في الفيديو المنتشر عبر الفضاء الإلكتروني، كانوا كثيرين في مواجهة شخص واحد، حاولوا إسكاته بالصراخ تارة، وبالدفع بالأيدي تارة، وبالتخوين حينا، وبالمحاصرة والإبعاد حينا آخر، ولسان حالهم يقول: “لا أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد”.

إن من مظاهر الوعي الدقيق الذي يتمتع به الشارع الطنجي، إدراكه للحظات الفارقة، وإحساسه بأقدام الغدر وهي تحاول إمتطاء ظهره، واتخاذه القرار المناسب للحفاظ على حضارية احتجاجه وتفرده في هذا الباب، فليس من الممكن اليوم الكذب على الناس في حلقية وسط الشارع، واستغباؤهم بمجتر الكلام، طالما أصبحت المعلومة منتشرة ومتداولة، عكس ما يظن بعض المستبدين الصغار الذي يعيشون بيننا ويصرخون زعما أنهم يرفضون الاستبداد.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق