سياسة

رسالة طنجة الحضارية

تراجع اعداد المحتجين بشكل لافت، مساء السبت، ليس دليلا على استسلام الطنجاويين في معركتهم ضد امانديس، كما قد تتوهم بعض الجهات، إنما هو تعبير صريح عن عمق الوعي الذي يتمتع به الشارع الطنجي، الذي يعرف متى يبدأ احتجاجاته الحضارية ومتى يوقفها ومتى يستانفها.

العزلة التي وجد أصحاب الشعارات السياسية والمسيسة أنفسهم فسها ليلة أمس، بعد أسبوع من التجييش والتوجه قصدا صوب رئيس الحكومة وما فوق رئيس الحكومة، دليل آخر على أن تحضر احتجاجات ساكنة طنجة ووعيهم ليست مجرد شعارات يحاول البعض أن يغطي بها رغبته في الركوب على أكتاف الغاضبين المكتوين بلهيب فواتير أمانديس، بل هي نفس عام وشعور مستشري في أوساط الساكنة الطنجاوية.

نعم، الأضواء لم تطفأ ليلة أمس في طنجة، لأن الأضواء الحقيقية أنارت عقول الطنجاويين الذين لا يفوتون اي فرصة ليبهروا المغاربة بالتزامهم النضالي الفاعل والعاقل والمترفع عن سفاسف الصراعات الضيقة، والمستوعب للتحولات الدقيقة واللحظات الفارقة.

الكرة الآن في ملعب الحكومة والسلطة المحلية والسلطة المنتخبة، لإظهار مدى التقاط الإشارة الواضحة من قبل “طنجاوة”، وإلا فإن الموجة الثانية لن تنتظر من يركب عليها، لأنه لا يوجد من يستطيع الركوب فوق مد “التسونامي”.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق