سياسة

البقالي يكتب: تأملات في احتجاجات الطنجاويين وهمسات إلى بعض من يهمهم الأمر

على إثر هذه التعبئة الناجحة لسكان طنجة وما واكبها من نقاش سياسي وما لاحظته من بروز بعض الخطابات من هنا وهناك تعيد إنتاج ذلك الخطاب البغيض الذي يجعل بأسنا – معاشر قوى الإصلاح – بيننا شديدا وغزلنا منكوثا وارتطامنا ببعضنا البعض قدرا مقدورا أحب أن أنوه ببعض النقاط في الباب .. ولكن قبل ذلك لا بد من تهنئة المدينة وساكنتها على هذا الالتحام والوعي والقدرة على التعبير بأشكال حضارية قوية:

1- الاحتجاج ضد أمانديس احتجاج ضد تدبير سيء لشؤون مدينة طنجة منذ زمان .. وبالتالي فهو ليس احتجاجا ضد العدالة والتنمية ولا ضد من أفرزتهم الانتخابات الأخيرة لتسيير المدينة وهم لمّا يمرّ شهر على بدء أشغالهم بشكل رسمي

2- على الإخوة في حزب العدالة والتنمية أن يحسنوا التقاط الإشارات وأن لا يتذمروا من هذه الاحتجاجات وأن يفوتوا الفرصة على الشامتين فيهم لسبب أو لآخر ..

3- هناك طرف ثالث هو السلطة وهي مسؤولة عن أي عنف وإهراق لحقوق المتظاهرين والمحتجين .. موقف إخواننا يحب أن يكون واضحا في شجب أي ممارسة قمعية لأن مسؤوليتهم مصدرها الناس وليس السلطة .. بل هم ممثلون للناس أمام السلطة وليس العكس ..

4- بنفس درجة الأهمية على بعض “الدونكيشوطيين” في حزب العدالة والتنمية أن يتوقفوا عن تسويق بعض الشعارات المشوشة على جهود إخوانهم في التسيير الذين يستفرغون وسعهم في جبر الضرر النازل على الناس في إطار المتاح في هذه التركة الفاسدة .. وليعلموا أن منظرهم مثير للضحك والشفقة لأن رفع الشعارات الراديكالية لها أهلها ومجالها وليس بينها وبينهم إلا الخير والإحسان .. أنتم في سياق إصلاحي متحيز للناس نعم ولكنكم أيضا مسؤولون قادة وقواعد .. فرجاء وفروا طاقتكم لتكونوا جزءا من الحل وليس جزءا من المشكل

5- كتب بعض الفضلاء بأن هذه الاحتجاجات إسقاط لشرعية من أفرزتهم الانتخابات لأن الناس خرجوا للشارع بشكل مباشر دون حاجة إلى من يفترض فيه أنه يمثلهم .. وهذا القول لا يخلو من مغالطات بينة إذ لو صح هذا القول لما صح لسياسي في العالم موقف ولا ثبتت له شرعية .. والحال أن احتجاجات أهلنا في طنجة نقطة قوة في المسار التفاوضي لإخواننا في التسيير .. فمن المعلوم أنهم “ماشي مرابيين الكبدة” على أمانديس .. وتاريخهم السياسي في طنجة حافل بما يشهد لهم بذلك .. فـ “لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا”

6- علينا في هذه المعركة ومثيلاتها أن نحذر من التوظيف السياسي من بعض الجهات التي تحط رحالها المشؤومة بمدينة طنجة وتسعى إلى الدخول على الخط بعدما دحرت في كل مكان وابتعد عنها الشرفاء كما يبتعد عن الطاعون .. وليس أفسد من قضية عادلة توظف توظيفا مشبوها

7- تدخل السلطة وتجاوزاتها الحقوقية وتعسفها في تنزيل القانون خصوصا في لجم حق التظاهر وحصر أشكاله هو عمل خارج التاريخ باعتبار تراكمات الوعي والثقافة الاحتجاجية بهذه المدينة الأبية

وتحية نضالية إلى كل الطنجاويين الذين أبانوا كعادتهم عن وعي ونضالية وتعبئة تزدان عليها سلمية الاحتجاج وتحضره

فيصل الأمين البقالي

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق