ملاعب

لقاء اتحاد طنجة و المغرب التطواني أو الكلاسيكو المغربي الأول

الصادق بنعلال

   تتجه أنظار المتتبعين للأحداث الرياضية الوطنية داخل و خارج المغرب لمشاهدة النزال الكروي ، الذي سيجمع بين الجارين الغريمين الاتحاد الرياضي لطنجة و المغرب التطواني ، يوم السبت في سياق الدورة التاسعة و العشرين من عمر البطولة الوطنية لكرة القدم – القسم الأول ، على أرضية ملعب ابن بطوطة الدولي . و لئن كانت الساحة الكروية الوطنية  تشهد لقاءات رياضية حارقة بين عدد غير قليل من النوادي العريقة و المرجعية ، و في مقدمتها الوداد و الرجاء البيضاويين ، فإن المقابلة الوحيدة التي يمكن أن تنعت بالكلاسيكو المغربي الأول ، دون مبالغة هي تلك التي يلتقي فيها الاتحاد و المُغرب ، و ذلك لأن الكلاسيكو في غالب الأحيان لا يكون بين خصمين من نفس المدينة ، فهذا ينعت  بالديربي كما هو الشأن بين برشلونة و إسبانيول – إشبيلية و بتيس – الريال و أتلتكو مدريد ، بقدر ما يكون بين فريقين من مدينتين مختلفتين مثل باري سان جرمان و مرسيليا و البارصا و الريال ، كما أن الكلاسيكو يتميز بالمتابعة الإعلامية الاستثنائية ، قبل و أثناء و بعد المقابلة ، فضلا عن الحضور الجماهيري الجارف    و المساندة الحماسية النوعية ، و إذا انطلقنا من هذه المعطيات الأساسية ، فإننا نستنتج دون عناء أن الكلاسيكو المغربي بالمقاييس المتعارف عليها دوليا  هو الذي تشهده منطقة أقصى شمال غرب المملكة .

  و بالمناسبة نبارك لفريق  الحمامة البيضاء لكرة القدم ؛ المغرب التطواني بقاءه ضمن القسم الوطني الأول ، و عودته من بعيد للبصم على أداء كروي مقنع تمكن من خلاله أن يعيد الاعتبار للمكانة المرموقة ، التي طالما حظى بها من قبل المعنيين بالشأن الرياضي الوطني ، خاصة و أننا في أمس الحاجة إلى أندية كروية تمثل مختلف جهات المملكة ، وتعمل على استنبات روح التنافسية ، و التنقيب  عن أصحاب المواهب و الإمكانات الفنية الرفيعة .

تجري أطوار هذه الموقعة الرياضية في إطار اختلاف رهانات و أهداف كل طرف ، إذ أن المغرب التطواني ، و بعد أن ضمن البقاء في قسم الصفوة إثر بداية بالغة التعثر ، سيلعب دون أية ضغوط لتأكيد نتائجه الإيجابية ، و محو آثار الهزيمة أمام غريمه الأبدي في دورة الذهاب ، كما أنه لن يتوانى في السعي نحو حرمانه من الظفر بدرع البطولة لأول مرة في تاريخه ، أما فارس البوغاز فالمقابلة بالنسبة إليه حياة أو موت ، لأن مصير إحراز البطولة بين يديه ، وأمام أمواج من أرقى الجماهير المتحمسة التي ستملأ مدرجات ملعب ابن بطوطة الكبير عن آخره ( حوالي 46 ألفا ) ، و هو  رقم   لا يمكن أن نرى مثله إلى في دربي البيضاء ، مما يحتم عليه التركيز و الإحساس بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقه ، و المتمثلة أساسا في إسعاد الآلاف المؤلفة من المشجعين التواقين إلى الفوز .

  أملنا كبير في أن نستمتع بأداء فني بديع ، يليق و مكانة الكلاسيكو المغربي الأصيل ، و أن يمر هذا الحوار الكروي في جو من الإخاء و المحبة و التسامح ، لأنه في النهاية مجرد مقابلة في كرة القدم ، قد  تنتهي بالفوز أو التعادل أو الهزيمة ، و علينا جميعا أن نتقبل النتيجة التي قد تؤول إليها ، و هذه هي الرسالة الخالدة للمنافسات الرياضية قديما و حديثا ، حيث القيم الإنسانية النبيلة تعلو و لا يعلى عليها .

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق