طنجة أصيلةملاعب

الطنجاوي بلال بنقاسم.. البطل العالمي المنسي في رياضة الكراتي بالمغرب

كان أول ما لفت إنتباهنا عند ولوجنا لنادي النصر للكراتي بطنجة هو جو الإحترام والحب والهيبة التي يحضى بها بلال بين المتدربين الصغار منهم والكبار، كان واضحا أن الرجل قد وضع أقدامه بشكل سليم في هذا الميدان، وقطع فيه أشواط كبيرة رغم حداثة سنه.

هو بلال بن القاسم إبن بنديبان، أو ما يعرف بـ”شانطي تشار بنديبان”، البطل المغربي المنسي في رياضة الكراتيه، وأستاذ بجمعية النصر، كان بلال الذي يبلغ من العمر 26 سنة، يحدثنا عن بداياته الأولى، عن الصدفة التي قادته للولوج لهذا الميدان، حين قادته الأقدار ذات يوم إلى إحدى نوادي الكراتي، فجلس يشاهد بعض حصص التدريب، لم يكن يعرف بلال اصلا ما نوع الرياضة التي يشاهدها، هنا ذاكرة بلال تحتفظ بإسم ياسين حجاج، الأستاذ الذي دعاه لممارسة هذه الرياضة، كأنه ألقى قطعة حجر في مياه راكدة.

كان لبلال شغف بالرياضة، فهو دائما ما كان يحب القيام بالألعاب الهوائية، والحركات المثيرة منذ صباه، لكن لم يخطر بباله يوما أن يكون قدره المكتوب هو السير في طريق الكراتي، حينما وجه له ياسين الحجاج الدعوة لمزاولة هذه الرياضة بادر بلال بالإنخراط في النادي الذي يشرف عليه الأستاذ حجاج، حيث حضي منذ الوهلة الأولى بدعم والديه.

أمضى بلال سنته الأولى بهذا النادي يتلمس الخطى، ويضع أعمدته الأولى بالكراتي، لكن بعد انتهاء هذه السنة ستحدث الطفرة التي لم يكن يتوقعها، إذ سينتقل لنادي النصر، هذا الإنتقال الذي كان فأل خير عليه، حيث سيلتقي في هذا النادي بالأستاذ عبد القادر العصعاص، الأستاذ الذي فجر في بلال مواهبه النائمة، وقدراته المميزة، حيث يدين له بلال بالكثير نظرا لما قدمه له، فهو يعتبره أباه الثاني.

بعد هذا الإنتقال، سيقضي بلال سبع سنوات داخل هذا النادي، سبع سنوات كانت مميزة، وساهمت في صقل موهبته، سيستمر بلال خلالها في تطوير مهاراته، سبع سنين سيتوجها في النهاية بالإنضمام للمنتخب الوطني للكراتي، هذا الإنضمام الذي سيأخذه لمسار خاص وحافلا بالإنجازات، إذ شارك في عدة بطولات وطنية ودولية، فقد حاز على بطولة المغرب عدة مرات في صنف الكاطا، كما حاز على بطولة البحر الابيض المتوسط 7 مرات متتالية.

إنجازات بلال لا تتوقف هنا، فقد حقق لقب بطولة كأس محمد السادس الدولية المفتوحة فردي و جماعي من سنة 2007 إلى 2016، وحل ثالثا في بطولة العرب بالقاهرة، كما حاز على بطولة إفريقيا سنة 2009.

لكن من بين إنجازاته الكثيرة يبقى الإنجاز الراسخ في عقله والذي يتذكره بكل افتخار واعتزاز هو تلك اللحظة التي اعتلى فيها منصة التتويج كثالث لبطولة العام التي أقيمت بالرباط سنة 2009، كانت لحظة يفتخر بها بلال بشدة، خصوصا وأنه لم يمثل نفسه فقط في هذا المحفل، بل مثل راية بلده، وحضي بإعجاب وتقدير كل من شاهده.


إنجازات بلال هذه، وكل هذه النجاحات في هذه المدة القصيرة، جعلت ذاكرته خالية من أية ذكرى يود نسيانها، فهو يرى ماضيه بكثير من الإعتزاز والفخر، ويرى أنه حقق ما كان يصبو إليه، صحيح أن التزاماته كمدرب أخذت منه الكثير، ولولاها لكان وصل إلى أكثر مما هو عليه اليوم، إلا أنه في المقابل يرى هذا الأمر من زاوية إيجابية.

بلال أستاذ بطموحات عالية، كان من بين ما أخبرنا به أنه يعد مجموعة من الأبطال الرياضيين للمشاركة في أكبر محفل رياضي دولي، هو الألعاب الأولمبية، تلك الألعاب التي يراهن عليها من أجل تحقيق طموحات شخصية ووطنية على حد سواء، بمجموعة من الرياضيين الواعدين، خصوصا ونادي النصر يحتل الصفوف الأولى إقليميا ووطنيا في رياضة الكراتي.

يعتبر بلال أن السر في نجاحه وتفوقه في هذه الرياضية هو الإلتزام في العمل، والإحترام الذي ينبغي أن يتحلى به، ويعامل به الجميع، وبالأساس أستاذه والمشرف عليه، وبلا ريب فإن بلال نجح في أن ينقل هذه الخصال لتلامذته، والرياضيين الذين يعملون تحت إشرافه، ليقدم لنا نموذجا من الرياضيين الذين يعملون في صمت لكن تأثيرهم واضح وجلي.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق