الحسيمة

الملتقى الوطني الخامس للتراث العلمي والحضاري بالريف يتطرق إلى إسهامات قبيلة بني توزين

تطرقت الدورة الخامسة من الملتقى الوطني للتراث العلمي والحضاري بالريف، اليوم الأحد بالحسيمة، إلى مكانة وإسهامات قبيلة بني توزين، من خلال استحضار تراث واحد من أعلام القبيلة، ويتعلق الأمر بالعلامة سيدي امحمد بن ميمون التوزاني الميضاري.

ويأتي هذا الملتقى، المنظم بتعاون بين مركز الريف للتراث والدراسات والأبحاث والمجلس العلمي المحلي بالحسيمة بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة والذكرى الثالثة والستين لعيد الاستقلال المجيد، ليسلط الضوء على الأثر العلمي والحضاري لسيدي امحمد بن ميمون التوزاني الميضاري، الذي توفي عام 1362 هجرية، وهو شخصية تنتمي إلى النصف الأول من القرن العشرين.

وأبرز عدد من المتدخلين خلال الملتقى، المنظم بتنسيق مع مندوبية الشؤون الإسلامية وبتعاون مع عمالة الإقليم وبلدية الحسيمة، أن المحتفى به نزل بمنطقة “كدية أمليل” بميضار الأعلى، ليتحول المسجد الذي حل به إلى محج للطلبة، ينهلون من معين علمه الذي لا ينضب، وقبلة للمريدين، يمتحون من فيض سلوكه تزكية وترقية، حيث جمع بين التدريس والتأليف والتربية.

وتوزعت أشغال الملتقى، الذي تميز بتنظيم جلسات علمية شهدت مشاركة ثلة من الباحثين والطلبة، على أربعة محاور أساسية، تتمثل في الجغرافيا والتاريخ والحضارة، وإسهامات أعلام بني توزين العلمية والفكرية، ومعالم المدرسة السلوكية في بني توزين، والحاج محمد التوزاني في كدية أمليل : التأليف والتدريس.

وأبرز رئيس المجلس العلمي المحلي بالحسيمة، خالد الرحموني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الملتقى يعتبر مشروعا ثقافيا تنويريا يهدف إلى النبش في الذاكرة ونشر الصفحات التي طواها النسيان من تاريخ منطقة الريف، الذي يعتبر جزء لا يتجزأ من تاريخ المغرب والأندلس والإسلام.

وأوضح أن الملتقى يحرص على أن يمخر عباب بحر التاريخ الزاخر بالذخائر النفيسة والكنوز العلمية للمنطقة، التي كانت ولا تزال رحما ولودا للعلماء والصلحاء ممن سطع نجمهم وسارت بذكرهم الركبان، وينفض عنها الغبار عصبة من العلماء والباحثين والدارسين من أهل الاختصاص، مشيرا إلى أن المبتغى يكمن في إبراز أن “تنوع المغرب هو ميزة ومصدر غنى وثراء وليس نقيصة ولا نقطة ضعف، طالما ابتعدنا عن غلو الإفراط والتفريط، بحيث لا نرى إلا الخصوصيات أو ننكر كل الخصوصيات”.

المندوب الإقليمي لوزارة الشؤون الإسلامية، السيد عبد الرفيع بن الطاهر، من جهته، شدد على أهمية هذا الملتقى العلمي في إحياء ذكرى علماء منطقة الريف وصلحائها والتعريف بتراثها ورموزها وأعلامها وفضلائها باعتبارهم ذاكرة الأمة المغربية.

وأوضح السيد بن الطاهر أن الاهتمام بالحياة العلمية للفقهاء، من أمثال سيدي الحاج امحمد التوزاني، هو نوع من الاعتزاز بالتراث، فمختلف الأمم الكبرى ذات الامتداد التاريخي تكاد تجمع على التمسك بتراثها وتعتز بكل ما يحمله هذا التراث من عطاءات دينية وروحية وعلمية وفنية ومدنية.

وأضاف بن الطاهر أن إحياء التراث والاعتزاز به يرجع لاعتبارات قيمة وعديدة وهامة منها ايجاد الجسور بينه وبين الجيل الحاضر والأجيال المتعاقبة، وتحقيق معنى التواصل الإنساني في مسيرة الأمة وجعل النهضة بناء متماسكا ومتناسقا ومتمازجا، يجعل الأمة عصية على شتى محاولات الاختراق والتزييف ويمنحها حصانة ذاتية تحول بينها وبين فساد التواصل وتمزق الروابط”

الوسوم

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق